ضد التبسيط.. مذكرة إلى حراس الثورة
بقلم/ محمد العلائي
نشر منذ: 13 سنة و 8 أشهر و 4 أيام
السبت 23 إبريل-نيسان 2011 10:25 ص

مؤخرا، لا يفعل علي عبدالله صالح أكثر من التأكيد المبتذل لحقيقة أنه لم يعد يمتلك سوى رفاهية أن يبدو أضحوكة صغيرة. وهو لا يكف عن إثبات فقدان غرائزه السياسية بالكامل لصلاحيتها النسبية التي ربما اعتمد عليها في أزمنة سابقة لتخليص نفسه من مآزق خانقة على حساب توريط البلد في وحل الشقاء والتمزق وانعدام الأمل.

لماذا أكتب هذا؟ أفكر أن الرجل ليس جديرا بكل هذا الجهد الإنساني المهدور. لم يعد في هجاء الرئيس صالح ما يجدي نفعا. أمضينا حياتنا ونحن نتفنن في النفاذ إلى مكنونات نفس الرجل وتسليط الضوء على خصائصه الشخصية وطباعه، كتبنا كم هو سيء ووغد وفاشل وضحل، كتبنا كل ما يمثله صالح من الخصال البغيضة، تلك الخصال التي يشترك في أغلبها مع الكثير ممن يعملون الآن بحماسة صبيانية أحيانا على تقويض حكمه: الارتجال، المحسوبية، قلة الانضباط، اللانزاهة، الضمير الفاسد، تعدد الشخصية، التوريث، الخفة والجهالة والحذلقة وقسوة القلب.

وكتبنا على طريقة إيزابيل الليندي في مقالتها عن ديكتاتور التشيلي بينوشيه الذي قالت إنه كان فظا, وبارد القلب, ومتقلبا, ومتسلطا، وأنه كان يعتقد أن العناية الإلهية قد اختارته لإنقاذ البلاد. وعلى غرار علي صالح، كان بينوشيه ماكرا ومتشككا, رغم انه كان قادرا على أن يصبح كريما في بعض الأحيان وحتى محبوبا، على حد تعبير الليندي. مع اعتقادي بأن الرئيس صالح أبعد ما يكون عن صفة الديكتاتور الحقيقية التي تتجلى في أدب امريكا اللاتينية وفي تاريخها السياسي.

في فبراير الماضي، استيقظ علي عبدالله صالح على وقع حركة احتجاج جامحة، لم تكن مفاجئة بقدر ما كانت مزلزلة. تصاعدت الحركة، واتسع نطاقها لدرجة ان الكثير من المعارضين راحوا يهمسون هكذا: لماذا لا نوفر له ممر آمن للخروج. لقد أصبح ضعيفا واهنا كما لم يكن يوما. وجاهد بعضنا لإخفاء شعور خافت بالتعاطف الإنساني وقدر من التفهم لحاجة الرجل للحصانة والأمان.

ثم جاء انشقاق قادة كبار من الجيش وألوية وقيادات حكومية. هلل نصف المحتجين بانضمام جزء من الجيش إليهم، في حين أثارت الخطوة الشعور بالانقباض وعدم الارتياح. ومرت خلال الأيام التي أعقبت الانشقاق ساعات من السلام الزائف كانت تتحرك ببطء يتلف الأعصاب.

لقد كان المرحبين بانشقاق الجيش يراهنون على العنصر النفسي في دفع الرئيس صالح إلى الاستسلام، التنحي او الهرب، لتجنب خيار التفاوض. والحق أن معنويات الرئيس كانت محطمة بالتأكيد والانهيارات خلخلت ثقته برجاله، في اليوم التالي ظهر شاحبا مكفهر الوجه، في اجتماع يضم كوكبة من كبار الضباط والقادة الموالين له. وكان ظهوره ذاك مؤشر لا تخطئه العين على انه استوعب الصدمة لكي يحتفظ بفرصة الخروج عن طريق التفاوض.

كتبت حينها التالي: "ولا بد أن امتصاصه للصدمة، بتلك الطريقة، قد أصاب المعارضة بصدمة مرتدة، وزرع الشعور بالخوف مكان الشعور بالبهجة والانتشاء المتولد عن انهيارات الاثنين الاستثنائية. لهذا توعدت المعارضة في نفس اليوم، منفعلة، بالزحف على القصر يوم الجمعة، ربما لكي تبقي الرجل فريسة للشعور بالوجل والاضطراب وفقدان السيطرة".

كانت تلك أوقات عصيبة ولا شك، وأفكر ان صالح ربما يجتر مرارتها قبل أن يخلد إلى النوم كل ليلة، هذا إن كان لا يزال يخلد إلى النوم. في وقت لا حق راح سياسيون في الحزب الحاكم ينشرون مزاعم من قبيل أنهم تنفسوا الصعداء بانضمام علي محسن الأحمر، وأن انضمامه مع الفرقة كان بمثابة اليد السخية التي وهبت للرئيس الوقت الذي كان في أمس الحاجة إليه.

قد يكون ذلك صحيحا. فيما يخصني كنت أتمنى أن لا ينقسم الجيش. فرضية ان الرئيس كان سيزج بالجيش في مواجهة مع الشعب في حال لم ينقسم ليست صحيحة، على العكس فانقسامه يجعل من الصدام المسلح احتمال وارد وربما حتمي. لكن لو احتفظ الجيش بتماسكه الهش لكانت مهمة إعادة هيكلته ستكون اقل صعوبة.

لو كنا بصدد تكرار النموذج الليبي، فانشقاق جزء من الجيش كان سيأتي متبوعا على الفور بكفاح مسلح. لكن الثورة السلمية لا تحتاج إلى حماية، فكل قطرة دم تضعف السلطة وتنال منها أكثر مما تنال من الثوار. للنضال اللاعنيف جبروت لا يقاوم. في ظني كان ينبغي أن يحتفظ العسكريون المتعاطفون مع الثورة بتعاطفهم ويعبرون عنه من خلال جملة اداءات في إطار مؤسساتهم. وفي اللحظة التي يستعصي فيها الخيار السلمي، يأتي دور العسكر في العصيان والانحياز للشعب. الآن حتى فكرة الزحف صارت صعبة، إذ كيف يزحف محتجين سلميين فيما تحميهم فرقة مدرعة من الجيش. تلقائيا سيتحول الصراع إلى صدام مسلح على الأقل داخل المعسكرات.

...

ليس من الحكمة في شيء التقليل المتعمد من شأن مشكلة بحجم انقسام الجيش، الجيش بما فيه من اختلالات عميقة في تركيبته وفي تصوره لدوره الوطني، واختلالات في تصور اليمنيين لوظيفة الجيش بما يحتويه من قوة نارية ضاربة.

قبل أسابيع نشرت في صفحتي فقرات من مقال لتوماس فريدمان يستخلص فيه الدروس من الحالة العراقية في ضوء الثورات العربية الجديدة. ومن ضمن ما كتب التالي: "أن الأمر الحاسم، فى منع الحرب الأهلية المصغرة فى العراق من الانفجار، والذى كان حاسما فى صياغتهم لكيفية العيش معا فى دستورهم، والحاسم فى مساعدة العراقيين على إجراء انتخابات نزيهة تعددية، هو وجود محكم محايد ذى مصداقية خلال فترة التحول: الولايات المتحدة".

ويضيف الصحفي الأمريكي الأشهر: "وقد لعبت أمريكا هذا الدور بتكلفة باهظة، ولم يكن دائما على الوجه الأكمل. ولكنها لعبته على أى حال. وفى مصر، يلعب الجيش المصرى هذا الدور التحكيمى (وفي تونس). ويتعين أن يضطلع به لاعب ما فى جميع هذه البلدان التى تشهد ثورات، حتى تستطيع أن تضع بنجاح أسس كل من الديمقراطية والحرية. فمن سيلعب هذا الدور فى ليبيا؟ وفى سوريا؟ وفى اليمن؟".

لو لم يكن من فارق بين اليمن وبين مصر وتونس إلا هذا، لكان سبباً كافياً للشعور بالخطر، وترجيح خيار التفاوض بضمانات المجتمع الدولي مع الإبقاء على حالة الغليان التي تعم الشارع اليمني باعتبارها الضامن الأساسي لأي اتفاق.

يجادل الرافضون للطاولة المستديرة استنادا إلى الخبرة السلبية لعقود من الحوارات العقيمة مع رجل مضطرب وغدار. هذا صحيح، لكن ليس بعد أن أخذنا بخناقه ووصل العالم معنا إلى القناعة نفسها التي تحتم رحيله العاجل عن السلطة.

هذه الأيام يبذل الخليجيون والمجتمع الدولي قصارى جهدهم لتقديم خطط خروج متوازنة تضع في اعتبارها كرامة رجل يمثل مصدر خطر لا يستهان به على اليمن، رجل يقف وجها لوجه مع الكرامة الجريحة لشعب متشوق للتغيير.

أتذكر أنني كتبت مطلع هذا الشهر في صفحتي على الفيس بوك أن المبادرة الخليجية جيدة. قلت ذلك من منطلق حاجة اليمن لعملية سياسية تصاحب رحيل الرئيس تحاشيا للفراغ والفوضى، ومن أجل انجاز تحول ديمقراطي. وقلت أنني لست ضد فكرة المحاكمة العادلة من حيث المبدأ، محاكمة الرئيس وكل من تورط في إزهاق الأرواح أو في الكسب غير المشروع خلال العقود الأخيرة.

بيد أن فكرة المحاكمة متعذرة التنفيذ في بلد كاليمن، لأسباب كثيرة منها الطبيعة المتداخلة جدا للنظام الاجتماعي، وضعف أجهزة الضبط القضائي، وغياب ثقافة القانون والعدالة والحق العام في ظل معايير وقيم اجتماعية موروثة لها أحكامها المختلفة على الخطأ والصواب، الوطنية واللاوطنية، الشرف واللاشرف. ولأن المحاكمة، إن كتب لها النجاح، ستشمل بالضرورة شخصيات تقع على جانبي الصورة تورطت بدرجة أو أخرى في جنايات ضد اليمنيين وتمتعت بامتيازات الوضع الخاطئ.

المساعي الخليجية أيقظت ردود فعل مرتابة تصدر من الخبرة السلبية أيضا للدور السعودي التاريخي في اليمن. لكن لا يبدو هذا سببا منطقياً لإجهاضها، لا سيما وقد حظيت بتأييد الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي وحتى مسودة البيان الذي اخفق مجلس الأمن في إصداره الأسبوع الماضي أشارت بإيجابية إلى المساعي الخليجية.

أريد القول أن العقلانية تقتضي أن نغض الطرف، ولو مؤقتا، بشأن المسعى السعودي والخليجي، حتى ننزع فتيل المواجهة المسلحة والدمار ونكمل عملية انتقال السلطة بسلام، حينها تبدأ ثورة الشباب بالفعل ضد النظام القديم الحقيقي واكسسواراته.

من وجهة نظري فسعودية اليوم تختلف عن سعودية الستينات بما لا يقاس. الآن السعودية قوة شائخة مترهلة ترضى من الغنيمة بالإياب. أكثر ما تطمح إليه من اليمن هو ان تعيش وكأن هذا البلد غير موجود. لم تعد تمتلك لذة اللعب على المتناقضات حاليا. ثم ان أي حكومة يمنية قادمة ستواجه مصاعب اقتصادية في بلد شحيح الموارد، وبالتالي فوجود النادي الخليجي إلى جوارها شرط لنجاحها.

...

هناك من يتبنى فهم لـ"الثورة" يرقى بها إلى مصاف "الآلهة" كلية القدرة. لا أدري من أين استقى هؤلاء مقولة أن "الثورة لا تنطوي على تفاوض من أي نوع"، وأنها ظاهرة تسمو على السياسة والواقع. كثير من الثورات في أوربا الشرقية انتهت بطاولات مستديرة، في بولونيا والمجر وتشيكوسلوفاكيا. وهناك النموذج التشيلي الذي أسدل الستار على واحدة من أعتى الديكتاتوريات في أمريكا اللاتينية، ديكتاتورية بينوشيه. وغني عن التذكير بالمصالحة التي انتهت إليها ثورة 26 سبتمبر في شمال اليمن بعد 8 سنوات من التناحر الأهلي.

من الإنصاف القول بأن الثورة مثلما وضعت اليمن على عتبة تحول تاريخي عظيم وفرص ثمينة لا يمكن تعويضها، فإنها وضعته ولا شك أمام مخاطر وتحديات قد لا ينجو منها، لنترك للزمن كلمته. لكن تفرض الأمانة أن نعرض بقدر من التوازن هذه الفرص والمكاسب لكي نستغلها ونوجهها وننميها بطريقة مثلى، مع عدم إغفال المخاطر والمنزلقات والكوابيس التي تحدق باليمن في حال سمحنا للحماقة والجهالة بأن تقودنا.

كلنا نعلق آمال كبيرة على الحالة الثورية. وننتظر بفارغ الصبر المستقبل الذي يتحول فيه الوعد الثوري إلى واقع. وليس ضد الثورة كل من يطرح مخاوف وتحديات من الصعب تجاهلها، مثلا أنا اعتبر كل أداء يهدف إلى تزوير الواقع وتبسيط التعقيدات التي يتميز بها الوضع في اليمن، خيانة للثورة وللبلد وللمستقبل.

على أننا نشهد انتقال حثيث لمراكز السلطة والقوة أو على الأقل نشهد تدويرها داخل الدائرة التاريخية التي نشأت على ضفاف الاقتصاد الريعي وتغذت منه. وعليه، فإذا كان هناك من جهة تغري بتملقها واستعراض الملكات الانتهازية فهي الثورة، لكني بقدر تأييدي لها وأملي فيها بقدر ما احترم نفسي وأحاول أن اعبر عن قناعاتي واحتفظ بمنهج التفكير النقدي التجريبي الذي قد يخطئ هنا ويصيب هناك.

أنا مع الثورة بلا تحفظ، لكني مع نموذج ثوري يراعي خصائص وملابسات وحقائق الحالة اليمنية. أؤيد رحيل للرئيس مصحوب بعملية سياسية لتجنيب البلد كوارث الفراغ والعنف. الثورة تحقق مكاسب عظيمة تتخطى مجرد إسقاط الرئيس. فمهما حصل بعد الذي يحصل الآن، "سيكون له تأثير على رؤيتنا للإنسان والتاريخ"، والتعبير للفرنسي بيار اسنير. هل أنا خائن للثورة إذا اختلفت مع عباقرة المحاكاة الحرفية لنموذجي مصر وتونس؟

أسمح لنفسي باقتباس فقرات من مقال كتبه بيار اسنير في صحيفة ليبراسيون الفرنسية بشأن الثورات العربية ومقارنتها بالثورات في أوروبا الشرقية: "الظاهرة نفسها حصلت في الأعوام 1848 و1968 و1989: فتيل مشتعل ينتقل من بلد إلى آخر؛ شعوب كنا نعتقدها راضخة، تستفيق وتنهض الواحدة بعد الأخرى أو الواحدة بموازاة الأخرى".

ومن المفارقات، يقول بيار اسنير، أن هذه الثورة العربية التي تمتد الى منطقة بأسرها تحمل مطالب، "كما في أوروبا عام 1848، حيث كانت الثورة في فرنسا ذات طابع وطني، وفي أماكن أخرى ذات طابع مطلبي اجتماعي أو موجهة ضد حاكم بعينه، مكروه وملفوظ من شعبه".

ويتابع اسنير: "فمسارات الثورات يمكن أن تختلف بحسب الثقافات والبنى المختلفة في كل بلد، وبحسب ردّة فعل السلطات على هذه الثورات. فتونس ومصر اللتان تتمتعان بجيش مستقل نسبيا وشباب متعلم وطبقة وسطى تختلفان عن بقية البلدان العربية. ومن المحتمل أن تتحول الثورات في هذه البلدان الأخيرة إلى القمع الدموي الشديد أو الفوضى العارمة".

نحن في مجتمع متنوع ومنقسم، قبيلة منقسمة، مؤسسة عسكرية منقسمة، وهناك شارع جعله الرئيس وآلته الدعائية يبدو منقسما، ودين منقسم. هذا إذا تجاهلنا الانقسامات الجهوية والطائفية التي تفاقمت في عهد علي عبدالله صالح، وها هي الآن تتوارى في خضم ضبابية اللحظة الزمنية الفارقة، ولعلها تتأهب للوثوب إلى سطح المشهد التالي.

لا أحد يستطيع إلغاء أحد أو سحقه تحت أي يافطة مقدسة أو مدنسة. الفعل الجذري الكلي يعني الإبادة، يعني التدمير، يعني الإرهاب. ثم إن الحل الجذري الكلي يستدعي عدم قبول رموز النظام القديم وأسلوب تفكيرهم ونظامهم الأخلاقي والسلوكي وامتيازاتهم، وهذا غير ممكن عمليا الآن على الأقل.

بطريقة ما أجدني مؤخرا مضطرا للتعامل مع ما يكتبه توماس فريدمان كمدخل لتفسير وفهم الموقف الأمريكي مما يجري في اليمن. ولهذا أبدو مبالغا إلى حد ما في الاقتباس من مقالاته الأخيرة.

يتطرق توماس فريدمان في مقارنة أخرى بين الثورات العربية وثورات أوربا الشرقية إلى تركيبة هذه الدول. "ففى أوروبا، كانت كل دولة تقريبا تشبه ألمانيا، أمة متجانسة، باستثناء يوغوسلافيا. بينما العالم العربى على العكس من ذلك تماما؛ فهناك، كل دولة تقريبا تشبه يوغوسلافيا باستثناء مصر وتونس والمغرب"، يقول فريدمان.

الدول المتجانسة في أوروبا انتقلت بهدوء نسبي وسلاسة إلى الحكم الديمقراطي فيما تطايرت يوغسلافيا أشلاء. يحذر فريدمان من أن العالم العربى، حيث معظم بلدانه على غرار يوغوسلافيا، قد لا يُطلق العنان فيه للمجتمع المدنى وإنما للحرب الأهلية.

"فهل هناك ما يمكن أن يحول دون ذلك؟"، يتساءل فريدمان، ثم راح يرد على نفسه بهذه الطريقة: "نعم، قيادة استثنائية تصر على دفن الماضي، بدلا من أن يدفنها". ويضيف: "العالم العربي في أمس الحاجة لزعماء على غرار زعيمي جنوب أفريقيا نيلسون مانديلا وديكليرك؛ عمالقة من الجماعات المتعارضة يسمون فوق الأحقاد من أجل صياغة عقد اجتماعي جديد. وقد فاجأتنا الجماهير العربية ببطولتها. ونحن الآن بحاجة إلى قادة عرب يفاجئوننا بشجاعتهم وبصيرتهم. وهو ما لم يتحقق حتى الآن".

يختم فريدمان مقالته بهذا الابتهال: "فلنصلى من أجل الألمان. ونأمل فى جنوب أفريقيين. ونستعد ليوغسلافيا". ففي أي الخانات يمكننا أن نضع اليمن؟ هل في خانة الألمان أم جنوب أفريقيا أم يوعسلافيا؟ لا يزال لنا الخيار حتى كتابة هذه السطور.

alalaiy@yahoo.com