مليشيات الحوثي تختطف مواطناً من جنوب اليمن للضغط على شقيقه عاجل .. دعم سعودي لحكومة بن مبارك ووديعة بنكية جديدة كأس الخليج: تأهل عمان والكويت ومغادرة الإمارات وقطر دراسة حديثة تكشف لماذا تهاجم الإنفلونزا الرجال وتكون أقل حدة نحو النساء؟ تعرف على أبرز ثلاث مواجهات نارية في كرة القدم تختتم عام 2024 محمد صلاح يتصدر ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي .. قائمة بأشهر هدافي الدوري الإنجليزي مقتل إعلامية لبنانية شهيرة قبيل طلاقها قرار بإقالة قائد المنطقة العسكرية الأولى بحضرموت.. من هو القائد الجديد؟ دولة عربية يختفي الدولار من أسواقها السوداء تركيا تكشف عن العدد المهول للطلاب السوريين الذين تخرجوا من الجامعات التركية
لقد كان لتكنولوجيا الاتصالات وتقنية المعلومات المتطورة فضلٌ كبير على البشرية في مناحي حياتية مختلفة, منها أنها عملت على تلاشي المسافات والحدود بين الدول والشعوب, وأصبح العالم أشبه بقرية صغير ة الساكن فيها يعرف أولاً بأول وعلى على مدار الساعة ما يدور في الأرجاء الأخرى منها, هذا ولقد كان من ثمار عصر الانفجار التقني والمعلوماتي ظهور ما يعرف بالصحافة الإلكترونية التي تتمثل في المواقع الصحفية المنبثقة من تعاريج الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) والتي تتكاثر يومياً بصورة مذهلة. وبالطبع فإنه مهما تعددت فلن يبقى في مضمار التنافس إلا الأفضل وهو القادر على تقديم خدمة اخبارية على قدر كبير من الجودة والسرعة والمصداقية. وبلادنا في ظل المناخ الديمقراطي المتاح يستطيع كل مواطن أن يتقدم للجهات الرسمية المختصة بطلب تأسيس موقع إخباري أو حتى شخصي أو ما شابه.
ومن مزايا المواقع أو الصحافة إلكترونية أنها غير مكلفة بالنسبة للقارئ, فبإمكان المرء أن يتصفح ما شاء من المواقع الاخبارية المحلية والأجنبية بمبلغ زهيد, كما يمكنه حفظ ما أراد من المواضيع التي يرى أنها جديرة بالحفظ من خلال الأوعية التقنية المعروفة التي تمكنه من حفظ آلاف المقالات والمواضيع في حجم صغير للغاية لا يشغل سوى حيز بسيط جداً من المكان, إضافة إلى ذلك أن المواقع إلكترونية متجددة وخاضعة للتحديث على مدار الساعة مما يتسنى لمتصفحيها متابعة كل جديد من الأخبار, فضلاً عن ذلك أنها ساعدت – أي الصحافة الإلكترونية- على تقريب المسافات بين الشعوب والمجتمعات, إذ بات بمقدور أي شخص في العالم أن يتابع أخبار بلده أو أي بلد أخر, وبذلك تسنى للمغتربين والدارسين في مختلف أرجاء العالم أن يظلوا على تواصل مستمر مع بلدهم لمتابعة أخباره عن كثب, ليس ذلك فقط بل أن هناك ميزة إضافية تتيحها بعض المواقع إلكترونية لقراءها وهي إبداء ما يجول في خواطرهم من مشاركات وتعليقات حيال المواضيع المنشورة. ومن أبرز مواقع الصحافة اليمنية التي فتحت الباب على مصراعيه للقارئ الكريم ليدلو بدلوه إزاء ما يُنشر .. موقع مأرب برس.. المنطلق من قلب صحراء مأرب. وفي تقديري أن السماح بمشاركة القاريء مسألة مهمة ويتمخض عنها عدة فوائد, منها: أن زخم التعليقات والمداخلات الصادرة عن القراء يغني ويثري الموضوع وينبه الكاتب إما لجوانب أغفلها أو لاحكام تسرع في إصدارها.. فهي في مجملها تقدم لكاتب الموضوع أو لصاحب المادة الصحفية تقييم سليم وتغذية مرتدة مفيدة. وليس مبالغة القول أن تعليقات القراء على موضوع ما قد تتجاوز في قيمتها وأهميتها ذات الموضوع؛ لأنها تنطلق من عاصفة ذهنية متعددة المشارب والاتجاهات والرؤى؛ لذلك فهي تمثل للكاتب الذكي مادة خصبة للكتابة, توحي له بقضايا جديرة بالتناول مستقبلاً, كما أنها – أي مشاركة القارئ - مفيدة للموقع ذاته فهي أشبه بترمومير يستطيع من خلالها قياس جماهيريته وإقبال الناس عليه وتفاعلهم مع مواضيعه ورأيهم في خدماته وبالتالي تقويم مساراته وسياساته في ضوء ذلك. أضف إلى ذلك أن هامش المشاركة يشكل مساحة مهمة يستطيع القاري من خلالها التنفس بإبداء رأيه والتعبير عما يختلج في صدره نحو عديد من القضايا السياسية والاجتماعية التي تتناولها الكتابات الواردة إلى الموقع خصوصاً وأنها تتيح الدخول للتعليق باسم مستعار مما يهيء للفرد التعبير بحرية مطلقة دونما خوف أو حرج, ناهيك عما يشعر به القارئ من الارتياح وتقدير الذات حينما يرى أن آراءه ومشاركاته منشورة وأنها محل اهتمام الموقع. وأخيراً وهو الأهم, أعتقد أن هامش التعليق المتاح في المواقع الإلكترونية يمثل مركز لا بأس به لقياس الرأي العام والتعرف على اتجاهاته إزاء العديد من القضايا والسياسات والإجراءات الرسمية وغير الرسمية.. أتمنى على كل مسئول أو صانع قرار أن يلتف لتعليقات الجمهور على ما يصدر عنه من قول أو فعل, فمنها يمكن التعرف على ردود أفعال الشارع نحو سلوكياته وتصرفاته.
وقبل أن اختتم هذه السطور بقي أن أشير إلى أن التعليق يظل مهارة وثقافة ولا بد أن يحاط بجملة من الضوابط الأخلاقية التي ينبغي أن تمتثل لها قيادة الموقع وجمهور القراء..لأن من يتابع أسلوب التعليق- لاسيما على ما ينشر في موقع مأرب برس باعتباره اكثر المواقع اليمنية حريةً وحراكاً ديمقراطياً وتحرراً من مقص الرقابة - يصاب بالاستياء والخجل بسبب ما يصدر عن البعض من إضافات ومداخلات ساذجة, فمنهم من يمارس هذا الحق بأسلوب فوضوي متحلل من كل وازع قيمي أو حضاري. فمثل هؤلاء يستهدفون بمساهماتهم الكاتب وينسون ما كتبه الكاتب, ويربطون بين المواضيع بطريقة لا منطقية ويتطاولون على رموز البلد وقياداته, ويدخلون في تعصبات وشجارات فيما بينهم تصل إلى حد الشتائم والسباب, كما يجد المتابع لما يكتبه هذا النفر أن فكرة الموضوع المستهدف بالتعليق تكون في وادٍ وأراءهم تهيم في وادٍ آخر. فقد يدور الموضوع حول القضية العراقية فإذا بأحدهم وقد نسج تعليقه حول القضية الفلسطينية, وقد يتطرق كاتب من خلال موضوعه للجامعة العربية, فترى أحدُهم يصب جام تعليقه وسخطه على جامعة صنعاء وهكذا. لا ريب أن ثمة خلل كبير في النظام الادراكي والسلوكي لبعض الناس مما يجعلهم يتصرفون بهذا الأسلوب المنفلت والمسيء لصحافتنا وثقافتنا وسمعتنا الديمقراطية.. ولماذا لا نستفيد من تجارب المواقع الالكترونية المنطلقة من دول عربية أخرى وما يتخللها من مداخلات ومشاركات رزينة ومنطقية ومتسامية. لا ادري لماذا نحن دون غيرنا تسم الفوضوية كل تصرفاتنا والى أي حين سنبقى على هذا الحال. ختاما أتمنى على كل المواقع الإخبارية في الساحة اليمنية إتاحة حيز منضبط ومسئول من الحرية للقاري الكريم للتعبير عن آرائه ومواقفه. كما أتمنى على إدارة موقع مأرب برس إجراء عملية فلترة جادة لكل ما يدلو به القراء من انطباعات وطروحات, فليس من الحكمة أو الحرية ترك الحبل على الغارب والسماح بمرور كل غثٍ وسمين. ولا يعفي إدارة الموقع تذييلها عبارة (الأخوة / متصفحي موقع مأرب نحيطكم علماُ أن أي تعليق يحتوي تجريح أو إساءة إلى شخص أو يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره ...) فهذا مجرد قرار مع وقف التنفيذ فمتى يتم التفعيل؟