إلى من يهمه الأمر (الثروة في خطر)
بقلم/ كاتب/محمد ميقان
نشر منذ: 11 سنة و 11 شهراً و 16 يوماً
الأربعاء 14 نوفمبر-تشرين الثاني 2012 06:34 م

قال تعالى ((وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان))

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد بن عبدالله الصادق الأمين وبعد،

الأخ رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي..الأخ دولة رئيس الوزراء الدكتور محمد سالم باسندوة..الأخ محافظ محافظة مأرب الشيخ سلطان العرادة ...سلام الله عليكم ورحمته وبركاته...وبعد،

لايخفى عليكم ما لاقته منطقة شمال سبأ والتي تضم الدماشقة وال حفرين وال مشعل) ومن في نطاقها الجغرافي من معاناة وألام منذ منتصف الثمانينات وخصوصاً بعد أن تم إكتشاف النفط والغاز في محافظة مأرب في العام 1986م...فقد أستبشرنا خيراً بتلك الاكتشافات الثمينة التي يقع معظمها في منطقتنا وظننا أن خير بلادنا سيكون لنا جزءً منه كسائر شعوب العالم،،فقد مددنا أيدينا للعمل مع النظام السابق على حماية المنشئات التي تقع في أراضينا غير متجاهلين حقوق أخوتنا من أبناء مديرية الوادي وكذلك أبناء المديريات الأخرى الذين يشاركونا العيش في بيئة ملوثة بالنفايات البتروكيميائة السامة ...إلا أن النظام السابق تجاهل مطالبنا وعمد إلى تحويل المنطقة إلى ثكنة عسكرية ..فقد بلغ عدد العسكريين في منطقتنا أكثر من عدد السكان ..وتم تطبيق الأحكام العرفية على سكان المنطقة حيث كان المواطن يقتل دون أن يعرف أحد سبب مقتله ..فقد أستمر القتل فينا عنوة إلى وقتٍ قريب ..وصودرت حقوقنا المشروعة في كل المجالات بسبب العقلية العسكرية المتحجرة للنظام السابق.

واليوم وبعد ثورة الشباب المباركة التي دعمها الجميع لاتزال حقوقنا مصادرة ولا أمل يلوح في الأفق للعدل والإنصاف..

والأسوأ من ذلك أن منطقتنا تحولت إلى ساحة لتصفية الحسابات الضيقة لدى بعض الأطراف السياسية عبر أيادي آثمة ممن ينتمون لهذه المنطقة المحرومة ..حيث تم مهاجمة أنبوب النفط في هذه المنطقة منذ رحيل النظام السابق إلى يومنا هذا أكثر من إثنتي عشر مرة في منطقة زراعية يعتمد سكانها بشكل كامل على المورد الزراعي فقط ..فقد تلوث الهواء الطلق..وأستنشقه الإنسان ..والحيوان والطائر.. والنبات..وأصبحت البيئة مهددة بالتدهور بشكل كامل..لقد انتشرت أمراض غريبة في المجتمع بجميع مكوناته سببها المباشر التلوث القادم من منابع الحقول النفطية المحاذية للمنطقة حيث وان الشركات العاملة في المنطقة لاتخضع للرقابة في مجال نظافة البيئة منذ الوهلة الأولى ...ومن جهة أخرى المواد السامة المنبعثة جراء تفجيرات الأنبوب والمتروكة على سطح الأرض ....

ومن منطلق إحساسنا بالمسؤولية تجاه الوطن وأمنه واستقراره والحفاظ على ثرواته التي هي ملك للجميع أين ما وجدت ،،ومن أجل رئب الصدع وتضميد الجراح التي طال نزيفها ولم تعالج منذ عقود مضت ..بل تكاد وحدة البلاد أن تتمزق بسبب تلك الجراح النازفة في كل منطقة وفي كل محافظة من محافظات الجمهورية بسبب التصرفات العنصرية للنظام البائد وأساليبه المتهورة في حل أزمات البلاد التي كان يفتعلها بين الحين والأخر ..فمن هذا المنطلق فإن جمعية حضارة سبأ للتوعية والبناء تتقدم بأربعة بنود أساسية لحل نهائي وجذري لمشكلة مهاجمة المصالح العامة :

1/العمل على تسليم مهمة حراسة خطوط الإمداد الرئيسة (نفط..غاز..كهرباء)..لأبناء المناطق التي تمر عبرها تلك الخطوط خصوصاً المناطق المأهولة بالسكان ومحيطها بواقع عشرة موظفين لكل واحد كيلو متر (حارس واحد فقط لكل 100م).....بحيث يكونوا تابعين للوزارات التي تتبعها تلك الخطوط..مع العلم أن تكاليف رقعة واحدة لثقب في الأنبوب +الكميات المهدرة منه+تكاليف توقف الإنتاج والأضرار التي تلحق بالآبار بسبب توقف الإنتاج الناجم عن تفجير الأنبوب لمرة واحدة فقط... سيكفي لحراسة المنشئات برمتها لمدة عشر سنوات على الأقل..

2/تكليف لجنة من المجتمع ومن الحكومة ومن المختصين في مجال البيئة يقوموا بمسح المنطقة وتحديد نسبة التلوث فيها وتقدير التعويضات عنها بحيث تدفعها الشركات المتسببة في ذلك..

3/إقامة مركز في منطقة شمال سبأ يقوم بعملية رصد نسب التلوث في المنطقة وتحديد مصادرها والبت في الإجراءات اللازمة..

4/إعطاء أبناء محافظة مأرب الأولوية في مجالات العمل والعمال على أساس النسبة والتناسب والمفاضلة بين المديريات(بعد أن تعاد التقسيمات الإدارية بشكل واقعي) والمناطق على أسس عادلة تتناسب طرداً مع حجم الأضرار التي لحقت بكل منطقة ..

*أما أن يضل الحرمان والقمع هو سيد الموقف ..وثروات البلاد تهدر حيث يمتلك أشخاص موالين للنظام السابق حقول بأكملها وبعضهم مسجلة بإسمه أبار نفطية..فلن نترك المليارات تمر من تحتنا ونحن جياااااااااااااااااااع..

ولن نبقى مكتوفي الأيدي والأطراف المتصارعة تهاجم المنشئات وتلوث أراضينا ..فسنتجه إلى تدويل القضية ..وسنضطر إلى إيقاف الإنتاج...

*بخصوص ما نسمعه عن تحويل المنطقة إلى بؤر عسكرية فلن نسمح بذلك مهما كلفنا ذلك من ثمن!! فقد تعرضت قرانا للقصف مراراً مع النظام البائد بسبب ذلك؟؟؟ وليس خافي على أحد اليوم استفادة أشخاص من الوزن الثقيل من عمليات التخريب حيث يرفضون دائماً أي مبادرة من شانها تأمين المصالح العامة..

*نرجو من حكومتنا الموقرة تفهم مطالبنا المشروعة وأن لاتسلك نفس المسلك الهمجي الذي سلكه النظام السابق ..حيث عمد إلى القوة في تمرير ما يريده دون النظر في حقوق ومطالب المدنيين..فقد تم تمرير أنبوب النفط عبر مناطق زراعية ومأهولة بالسكان وتعمد حرمان أبناء المنطقة وهذا مخالف للقانون والشرائع السماوية...

والله الموفق...