استبدال عملة السودان.. أهداف اقتصادية ومعوقات سياسية واتساب يطلق ميزة جديدة لمسح المستندات داخل التطبيق مقتل 14 عنصر أمن في كمين لفلول النظام السابق في طرطوس نتنياهو بين 50 ضيفاً دعاهم ترامب لحضور حفل تنصيبه.. تفاصيل إسرائيل تدخل معركة جديدة ..استهداف لأبناء قادة حماس في قطاع غزة أول دولة عربية تعلن عن عفو رئاسي يشمل نحو 2.5 ألف محكوم وسجين خليجي 26: البحرين أول المتأهلين بعد فوزها على العراق والمباراة القادمة أمام اليمن فرار عشرات الطلاب من أكاديمية حوثية للتعليم الطائفي في صنعاء .. سقوط بشار يربك محاضن المسيرة الطائفية عاجل: صدور قرار لرئيس مجلس القيادة وكيل أمانة العاصمة يدعو وسائل الإعلام لمواكبة معركة الحسم بروح وطنية موحدة
وقتها عذرته.. فلربما خانه التعبير، أو سقطت منه سهواً، أو كانت في ساعة انفعال حواري، مع قناعتي بوجوب الاعتذار طبعاً عن اتهامه السافر لأكثر من (25) مليون شخص بالسُكر الدائم "طوال اليوم".
وبعد استفزاز الكثيرين الذين عبّروا عن استيائهم على شبكة الإنترنت في مواقع التواصل الاجتماعي، ومطالبته بالاعتذار، كنت على ثقة بأن يخرج فيصل القاسم للشعب اليمني باعتذار يُهدأ من غضبتهم واستيائهم، أو على الأقل توضيح بسيط يشرح فيه بأنه لم يكن يقصد الإساءة –على الأقل- إلا أنه فاجئ الجميع، وزاد طين الإساءة "بلة"، وتمادى في وصف هذا الشعب بما لا يستحق، مستكبراً مستعلياً على مجموعة "متخلفة"، بل إنها تعيش في ما قبل عصر التخلف.. والحضارة بعيدة عنها بعد الشمس عن الأرض.. يا للعجب..
أهذا هو المحاور البارع الذي يُوقد جذوة النقاش بين ضيوفه، وفي آخر المطاف يدعوهما للتصافح؟! لكنه هنا أوقد جذوة اليمنيين ولم يطفئها باعتذار،، بل زاد في إيقادها بصبه كمية أخرى من الإساءة.
يا سيد فيصل:
لو زرت اليمن، وتجولت في شوارع إحدى المدن أو في إحدى أسواق القات المكتظة بالناس، وسألت أي شخص فيها: ما رأيك بالقات؟ حينها ستسمع الإجابة التي لا يختلف عليها اثنان.. وهي: "القات شجرة خبيثة"، و"بلوة".. و.. و.. و.. الخ.. لكنها "العادة" جرت منذ زمن بعيد.. ارتبطت معها بناء العلاقات الاجتماعية، والزيارات، وصلة الأهل والأقارب والأصدقاء، واستقبال الضيوف، وفيها من الحميمية الكثير.. ومع كل هذا ما زالت شجرة القات في نظر اليمنيين "سيئة" ولا خير فيها، وإنما هي "العادة".. لاحظ.. "العادة".. هي من جعلت هذه الشجرة ترتبط باليمن واليمنيين، ومع ذلك فهي لا تحدث أي تغييرات على ذهن وعقل متعاطيها، إلا من بعض النشاط والتركيز، وتساعده على الصبر في أداء عمل ما والجلوس لفترة طويلة دون أن يمله..
ولو كان هذا الشعب "سكران" بفعل القات –حسبما تقول أيها القاسم- فبربك إذاً –كما كان تساؤلك لضيفك- هل يقوم السكارى بثورة؟!! هل يفكر السكران في التغيير من سيء إلى أفضل؟! هل يصمد السكارى سنة كاملة تحت لهيب الشمس، وزمهرير البرد، وزخات الرصاص، والغازات السامة وهم خارج بيوتهم تركوها لكي يؤسسوا لغد أفضل من حاضرهم، وبذلوا لأجل حلمهم هذا دماء زكية، ليست لمهمشين أو مقطوعين أو محكومين.. بل دماء شباب من خيرة أبناء اليمن، ومن أسر نبيلة وعريقة؟!! أهؤلاء "سكارى" يا قاسم، ومتخلفون؟!! هَزُلَتْ!!
المتخلف، والسكران، من لا يعرف قيمة الآخرين، ومن يستهين بأحاسيسهم ولا يعيرها بالاً، ولا يحترمها ويتمادى في استفزازها ووصفها بما لا يليق.
يا سيد فيصل:
أشح ناظريك قليلاً عن اليمن، واتجه وجهة أخرى، وانظر إلى شعوب عربية قريبة منك، وضع مقارنة بسيطة بينها وبين اليمن، وانظر أي شعب سيلائمه وصفك.. مع احترامي لكل شعوب العالم.. لكن القات ليس بشيء أمام (الخمر، والحشيش، والبانجو، والدايزبم، والإسبرت، والمخدرات، والطوابع، و.....) شعوب عربية تتعاطى هذه المواد ليل نهار، وأنت تعرف تأثيرها.. فهل يُقارن القات –الموجود في دول كثيرة- مع هذه "المكيفات"؟ وهل يجوز أن تصف من يتعاطونه بوصف من يتعاطون تلك المواد؟!
لا يجوز أيها الإعلامي الفذ (الفطحل)، (الحصيف)، أن تتحامل كل هذا التحامل على شعب ظُلِم كثيراً ووصف بأوصاف هو بعيد عنها كل البعد بمقارنته مع شعوب غيره.. لكنها المظاهر، و"البرستيج" الكاذب الذي يخدع الكثير.. وعتبي الأكبر هو على إعلامنا الذي دّعم هذه الصورة ورسخها عندك وعند كثير غيرك.. كان يوصلنا بأسوأ صورة.. لكنها باعتقادي الآن قد تغيرت في نظر العالم كله، إلا في نظرك.. وأرجو أن تُعدّلها وتعتذر..