فرصة النجاة الأخيرة
بقلم/ حسين الراشدي
نشر منذ: 9 سنوات و 6 أشهر و 9 أيام
الأربعاء 06 مايو 2015 04:31 ص

بالترتيب أخذت جميع القوى الجحيمية نصيبها من تفتيت الجسد اليمني، ونسف أمنه وأستقرارة، والزج به في مستنقع الكيد والجحيم، والتنكيل بمكتساباتة، دون أي مراعاة للواجب الحقيقي والمسؤلية الوطنية المتوخاة منهم تجاه الوطن والمواطن الذي أوكلهم أمرة ووقف جامدآ أمام رغباتهم الملغومة بالشر.

دون أستثناء أخذ الجميع نصيبة من دور الشر والخراب، وتفانو في تفخيخ أعمالهم المغلفة ببريق الخير، وأفرغو أحقادهم المدفونة في سواد مكرهم الخفي، وأنتصرو لنزواتهم الشيطانية على حساب الشعب العالق على خوازيق اﻷزمات.

بادر اللقاء المشترك بنفخ النار تحت حلفائة القدامى خصومة الحاليين، كرس قدراتة، و إمكانياتة، و علاقاتة، و أهدافة، وطموحاتة، في اﻹنقضاض على السلطة والتهامها دون تأني؛ فقد ظن أن حشد جميع إمكانياتة التي شكلت مؤثرآ فتاكآ خلال فترة معينة، ظن أن تلك المؤثرات وحدها كافية للنيل من خصومة، وتحقيق مآربة.

تفنن اللقاء المشترك في إلحاق نظام صالح الرسمي حينها، بركب الساقطين، ونسي أنة قد أستنفذ إمكانياتة في الوقت الذي كان فيه الحوثيين يعدون العدة لإفتراسهم على نواصي السلطة، وتضييق الخناق عليهم وإلحاقهم بركب المنكوبين، مستغلين غضاضة المؤتمر وحلفائة في تنفيذ مخططهم والوصول الى مراميهم.

لم يستغرق الحوثيين الكثير من الوقت حتى باشرو ضربتهم القاضية على اللقاء المشترك ممثﻵ بحزب اﻹصلاح، فكسرو تأثيرة، وسفكو حضورة، وشتتو شملة، وأسرفو في محاربتة، وتبشعو في معاداتة دون تأني.

تهافت الحوثيين على السلطة، وأشعال الحروب بكل ضراوة، وتمددو في فتوحاتهم بهمجية، وجاهدو بضراوة لتركيع الوطن لسلطتهم، ونسيو أن تفاني صالح في الدفع بهم الى صدارة اﻷمور وبعثرتهم على مرامي الوطن (ليست لله)، وأن المؤتمر لن يسمح لهم بالسطو على قاعدته الشعبية الواسعة مهما كلفة اﻷمر من التفاني في دعمهم، فقد دفع بهم صالح في قعر الكذب وعدم المصداقية في وعودهم، فكلما عاهدو عهد مع بقية اﻷطراف، لم يكن منه سوى أن لوح لهم بما يغريهم ويجعلهم جريئين على نقض اﻹتفاقات وإزهاق الوعود، دون أي شعور باﻷثر السلبي لذلك على كيانهم.

بعمل دؤوب أتقن صالح كشف سوئات الحوثيين الفتاكة والنتنة، حتى أصبحو في قائمة المنبوذين بعد أن كانو قبلة للكثير من المعتدلين و البسطاء؛ لكن صالح لم يكن على حس أو شعور بالقلق الفائق من دول الخليج ناحيتة ممثلة بالسعودية، اﻷمر الذي دفع الجيران الى الإنقضاض على ملاعب الثعابين، دون تخطيط أو تنسيق كافي ودقيق لكيفية تحقيق أهداف ذلك اﻹنقضاض.

تسلسل اﻷحداث وتعاقبها على البلاد، أوصلنا الى مرحلة بالغة الخطورة، ووضع في غاية الحرج، وهنا يجب على الجميع الوقوف بمسؤلية أمام التأزم الخطير، الكفيل بإحراق الجميع وجرهم الى دوامة لا ينجو منها أحد إن لم يتم إيقافه، وليعلم الجميع أن أمامهم فرصة أخيرة لاتالي لها، لإعلان توبتهم عن التماديات على حساب الوطن، وإثبات حرصهم علية.

 وعلينا جميعآ أن نؤمن بحقيقة أن الحرص على الوطن ليست في التحشيد للحرب التي لا حاجة لنا بها ولاطاقة لنا عليها، ومن يوهم اﻵخرين بحرصة على الوطن من خلال إقحامة بالمزيد من الحروب، فذلك هو العدو اﻷول للوطن والمستخف الهمجي بدماء اليمنيين والمسلمين، ويجب على الجميع عدم الإستجابة لرغباتة وتصرفاتة اللا مسئولة.