آخر الاخبار

التحركات واللقاءات العسكرية العليا.. هل قررت الشرعية خوض معركة الحسم مع مليشيا الحوثي؟.. تقرير رفقة محمد بن زايد.. شاهد ثاني ظهور لطارق صالح عقب إصابته بحادث مروري في الساحل الغربي حزب الإصلاح يعلق على إشهار التكتل الوطني للمكونات السياسية تونس تحقق نجاحاً كبيراً في تصدير الذهب الأخضر إسرائيل تدك أكثر من 40 ألف وحدة سكنية في جنوب لبنان وتجعلها ركاما وانقاضا عاجل: أمريكا تحبس أنفاسها وتتحصن مع تفاقم التوترات وترامب يعلن واثق من الفوز وايلون ماسك يحذر من هزيمة المرشح الجمهوري واخر انتخابات في تاريخ أمريكا لأول مرة في تاريخها… التعديلات الدستورية الجديدة في قطر وتجربتها الديمقراطية عثمان مجلي يصارح الخارجية البريطانية: الجميع يدفع ثمن منع الشرعية من تحرير ميناء الحديدة بحضور دبلوماسي ومباركة رئاسية .. عدن تشهد ميلاد أكبر تكتل وطني للمكونات السياسية يضع في طليعة أهدافه استعادة الدولة وإقتلاع الإنقلاب وحل القضية الجنوبية مجلس القضاء الأعلى بعدن يصدر قرارات عقابية بحق إثنين من القضاة

لقد آن لفارس الأزمة اليمنية أن يترجل
بقلم/ علي مبارك ملص
نشر منذ: 13 سنة و 5 أشهر و 13 يوماً
الإثنين 23 مايو 2011 06:40 م

لقد طال انتظار الآزمة اليمنية حتى تحط رحالها وحتى يترجل فارسها الذي أتحف الكثير من الأوساط الداخلية والخارجية بكثير من المفاجآت خلال سير هذه الأزمة تصعيدا وتهدئة وتلاعب بالتصريحات والتسويفات ولكن بعد كل هذه المماطلات هل آن لهذا الفارس أن يترجل حقاً ؟!

ولعل الجواب على هذا السؤال – وإن كان في النفوس ما فيها من هذا الأمر – يكمن في حيثيات سير الأزمة ومدى التداخل العجيب بين مشهدها الدراميكتيكي وتطورها منذ أن بدأت وحتى موعد ترجل هذا الفارس والذي اثبت حقا ومن خلال وقائع هذه الأزمة مدى القدرة على اللعب بجميع خيوطها غير أنه وفي نهاية المطاف عليه أن يترجل ويبقي وراءه تداعيا حقيقيا لنظام بائد في مشهد درامي حزين ارتبط هذا النظام بشخصية هذا الفارس الذي كان هو الأس في هذا النظام وأساسه ذلك النظام المتهالك

والمتتبع لمسرح الأحداث لهذه الأزمة يرى أن ما أوصلها لهذا المدى البعيد من الزمن يدخل تحت أمور كانت هي السبب الحقيقي والعامل المؤثر في إطالة أمد هذه الأزمة ومنها :

1- قدرة النظام وخصوصا القوى الفاعلة فيه والتي لا يهمها شيء أكثر من اتقان لعبة شد الحبل وإثبات مدى مهارتها بإتقان هذه اللعبة لجميع الأطراف حتى ولو كان ذلك على حساب الكثير من المبادئ والقيم وتحمل المسؤوليات الأخلاقية والتاريخية لتأثيرات هذه اللعبة على تعميق الأزمة على الساحة اليمنية وها ما أثبتته الأحداث من خلال مجريات هذه الأزمة على مدى الأشهر المنصرمة .

2- اتقان لعبة ( ذي الوجهين ) والتي استطاعت الكثير من القوى الخارجية والفاعلة في هذه الآزمة سواء بالأصالة أو بالوكالة وذلك بهدف إعطاء النظام أكبر مساحة ممكنة من الوقت علّه يحقق شيئا يذكر لحلحلة هذه الأزمة لصالح الملفات الشائكة والمتعلقة بمصالح هذه القوى مع علمها المسبق والمؤكد بفشل النظام في هذا الأمر لأن الظروف الراهنة لا تسمح بأن يلعب النظام هذه اللعبة مع مدى مهارته فيها لكن لعل وعسى تكون هذه الأزمة تضغط على القوى الأخرى بتحمل عبئ شيء من هذه الملفات وعبر النظام تحت قاعدة ( لم تشقني ؟ قال اسأل من يدقني ) .

3- انتحال المعارضة لعبة مسك العصاء من الوسط في إدارة هذه الأزمة وذلك بسبب مكوناتها التي يمكن أن توصف بالشركاء المشاكسين وبالتالي أعطت للنظام فسحة طويلة من الوقت مكنته في حقيقة الأمر من التقاط الأنفاس وإطالة عمره والذي تعرف المعارضة قبل غيرها أن هذا النظام يعيش في حالة موت سريري تحت تأثير ضربات صيحات الثوار وسفك دمائهم واصرارهم على رحيل هذا النظام ولعل ما حمل المعارضة على هذا ما وجد لديها من اسقاط نفسي لتبرير موقفها هذا بما تسميه تعرية النظام خارجيا وخسارة اصدقائه لتكسبهم المعارضة . ولا تدري أن النظام إنما هو يصنع عوامل تعريته بنفسه وإنما حاله كحال القابع في غرفة الإنعاش .

4- أما الشارع والذي بدا من خلال مواقفه وتصريحاته أنه ثابت على مطلبه وقوي في طرحه ومحدد لهدفه إلا أن هذه القوة والثبات أصيبت بشيء من التردد وخصوصا تحت ضغوط كثيرة شكلتها كثير من الأطراف على الشارع نفسه ولعل من أهمها مكونات الشارع نفسه والتي كانت سببا في ظهور بعض التردد من خلال اتخاذ بعض المواقف وإن كان يفسرها البعض أنها مواقف تكتيكية اتخذها الشارع لتنويع اسلوب الضغط على النظام المتهالك ولكنها في حقيقة الأمر تعود إلى المكونات المختلفة للشارع ومدى تأثيرها على اتخاذ القرار الحاسم له وكذا الأطراف الأخرى التي هي مع الشارع قلبا وهذا ما أعطاه دعما لوجستيا لكنها قد تختلف معه قالبا وخصوصا في اتخاذ بعض القرارات الحاسمة والمفصلية لتقصير أمد هذه الأزمة .

5- اتخاذ الأغلبية الصامتة من أبناء الشعب اليمني والتي اتخذت دور المترقب لمسار هذه الأزمة ومدى النتائج التي سيحققها كل طرف على حساب الآخر والتي من خلا موقفها هذا صار جميع الأطراف يتحدث باسمها ومن سكوتها يستمد شرعيته فالنظام يعتقد واهما أو يدعي مغالطا أنه يمثل هذه الشريحة وهذا ما أعطاه أريحية في إطالة أمد هذه الأزمة مع أن الحقيقة أن هذه الفئة إنما هي أكبر المتضررين من وجود هذا النظام والتي لو مكنت وقدر لها أن تقول قولتها فيه أو تحكم بشرعيتها عليه لنصبت له مشانق النهاية . إضافة إلى أن المعارضة وكذا الشارع لم يكونوا بذلك القدر من الاقتراب من هذه الشريحة المؤثرة وكسبها وإن كان العذر يلتمس لهم نتيجة لتحملهم أهم أعباء هذه الأزمة وهي إزاحة هذا النظام المتغطرس والمتهالك

وأخيرا فإن فارس هذه الأزمة آن له أن يترجل ولكن على أي أرضية ستقع هذه الأرجل التي لطالما رفست بظلمها وداست بفسادها وارتفعت بغرورها وجثمت على صدور هذا الشعب والذي ما كان يستحق منها كل ذلك ولكن أي أرض ستقل هذه الأقدام هل يا ترى تقلها أرضية أسلافه ممن سبقوه أم ستقله أرض أسياده ممن ربوه وحموه أم ستتعاورها أيدي المظلومين من شعبه فتضعها في المكان الذي يجب أن تترجل عليه