صلاة الجمعة.... على الطريقة الفتحاوية!!
بقلم/ مفكرة الإسلام
نشر منذ: 17 سنة و أسبوعين و 3 أيام
الخميس 18 أكتوبر-تشرين الأول 2007 08:34 م

بعد أن استخدمت الأعراس لأغراض سياسية باتت واضحة، لم تجد حركة فتح سوى صلاة الجمعة لاستخدامها لأغراض سياسية بحتة؛ لدرجة أن البعض أطلق عليها "الصلاة المسيّسة"، وما يتبع هذه الصلاة من أعمال عنف وشغب وتدمير للعديد من الممتلكات العامة في خطوة لعصيان مدني تسعى حركة فتح للقيام به بكل ما أوتيت من قوة و أوراق للعب بها بعد الهزيمة التي لحقت بها على يد القسام في منتصف يونيو الماضي... وبات عناصر فتح في شوارع غزة وكأنهم يبحثون عن مجد لطالما تغنوا به وبذلوا المهج من أجله.

فكان العنوان هذه المرة صلاة الجمعة لتكون منطلقًا للتحريض واستخدام الصلاة كنقطة للانطلاق بعدها لنشر الفوضى وأعمال العنف.

دعوة لصلاة الجمعة في العراء!!

دعت حركة فتح في بيان لها وزع بغزة الأسبوع الماضي كافة عناصرها بالتوجه للصلاة في الأماكن العامة وخاصة في ساحة الجندي المجهول وسط مدينة غزة ومنطقة دوار النجمة وسط مدينة رفح جنوب قطاع غزة؛ وذلك لتجنب الاحتكاك مع الأئمة في المساجد.

وأضاف البيان "هاأنتم في كل يوم جمعة تتعرضون إلى الإيذاء، والتكفير والتحريض عليكم بالقتل، وإصدار الفتاوى من الخطباء الربانيين الذين أمَّموا المساجد، ومنابر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصبحت جدران المساجد من الداخل والخارج لا تحمل إلا كل ما يؤذي النفس من أكاذيب مطلقة وبيانات حاقدة وتضليلية، الشيء الذي لم تعودوا قادرين على تحمله، وفي كل صلاة تنشب المشاحنات بين الخطباء والمصلين".

الخشوع الفتحاوي:

وتوافدت جموع المصلين الفتحاوية يوم الجمعة الموافق 31- 8 – 2007م لساحة الجندي المجهول وسط مدينة غزة، والعديد منهم يحمل مصلية ويضع على رأسه طاقية فتح الصفراء، وجمع غفير يحمل صورا لسميح المدهون.

ولعل أغرب ما في الأمر هو أن الصلاة التي أقامها الفتحاويون كانت في مناطق ملاصقة للمساجد، بل لربما اختلط صوت مكبرات الصوت التابعة للمساجد بصوت تلك الناتجة عن صلاة الجمعة من قبل حركة فتح.

والأغرب هو الجهل الواضح لدى جموع المصلين الفتحاويين بفقه الجمعة وأحكامها؛ فقد كشفت شبكات التلفزة صورًا لهذه الصلاة باتت فاضحة للجموع الفتحاوية عندما التقطت مقاطع لهم وهم يشربون العصير البارد ويتناولون المكسرات ويتبادلون الحديث، وعدد لا يستهان به وهو يتحدث عبر الهاتف النقال وآخر قد وضع السماعات في أذنه يسلي نفسه لحين انتهاء الصلاة .

أما الشيء العجيب هو التقاط شبكات التلفزة لمقاطع لبعض المصلين وهو يشرب السجائر أثناء الخطبة وهم ينتظرون الصلاة.

شيعة... شيعة:

في أثناء التوجه للصلاة وبعد الصلاة صدحت حناجر الفتحاويين بهتاف "شيعة ... شيعة"، ولا يوجد مسيرة أو تجمهر لحركة فتح ضد حركة حماس أو احتجاج على سياسة حماس إلا ويتم نعت حماس بهذا اللفظ "شيعة... شيعة"؛ ويرجع ذلك منذ إعدام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين على يد المليشيات الشيعية، وفضح المخطط الشيعي في المنطقة وحركة فتح تهاجم حماس بلفظة "شيعة... شيعة" وبشكل بات واضحًا للنيل من حركة حماس بسبب علاقتها مع النظام الإيراني.

 

هذا بالإضافة إلى ترديد هتافات مناوئة لحركة حماس وقيادتها مثل "يا زهار بلغ هنية... راجعلك عهد القنية" أي سيعود لحماس عهد التعذيب في مقرات الأجهزة الأمنية.

فوضى وأعمال تخريب:

وبعد الصلاة تم إعلان النفير العام من قبل الفتحاويين وظهرت بوادر وآثار الصلاة حيث خلع بعضهم ملابسه وربطها على خاصرته وحمل السلاح الأبيض والحجارة وبدأ الهجوم بالحجارة على مقر المجلس التشريعي وسط مدينة غزة وقبالة ساحة الجندي المجهول، وتم تكسير الزجاج للمبنى الجديد للمجلس التشريعي، هذا بالإضافة إلى الاعتداء على موكب القائد العام للقوة التنفيذية جمال الجراح أثناء خروجه من أحد المساجد القريبة بعد صلاة الجمعة؛ الأمر الذي دفع القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية إلى استخدام القوة لتفريق المشاغبين واعتقال العشرات من المسئولين والمتورطين في أعمال الشغب .

200 شيكل لمن يشارك في الصلاة:

أكد "إسلام شهوان" الناطق باسم القوة التنفيذية أن عناصر حركة فتح الذين يشاركون في الاضطرابات وعمليات التخريب يتلقون رواتب ومكافآت من قبل حكومة فياض.

وأوضح "شهوان" في تصريحات خاصة لمراسل مفكرة الإسلام أن التحقيقات التي قامت بها القوة التنفيذية مع الأشخاص الذين تم اعتقالهم يوم الجمعة قدموا اعترافات مفادها أن حكومة فياض تقدم مبلغ 200 شيكل ( حوالي 50 دولار أمريكي ) لكل من يشارك في المسيرات والصلاة خارج المساج في خطوة لإثارة القلاقل والفتن والعودة إلى مربع الاقتتال الداخلي الذي تخلص منه الفلسطينيون.

وكشف "شهوان" أن الاعترافات أيضا تضمنت أن كل عنصر من حركة فتح يتم الاعتداء عليه من قبل القوة التنفيذية ويأتي اسمه على شريط الأخبار التابع لتلفزيون فلسطين التابع لحركة فتح سيتلقى مكافأة مجزية.

قرار حاسم:

وفي معرض رده على سؤال لمراسل مفكرة الإسلام حول الاتهامات الموجهة للقوة التنفيذية بالتساهل تجاه هذه التجمعات والتظاهرات على الرغم من أن كل المؤشرات كانت تدلل على النية المبيتة لحدوث عمليات تخريب وتدمير للممتلكات العامة؟

أجاب "شهوان" قائلاً: أردنا أن نعطي صورة واضحة لكل العالم بان ما يتم الترويج له من قبل حركة فتح بالاعتداء على المصلين، وترويجها أن حركة حماس تعتدي على الصحفيين، هو أمر غير صحيح على الإطلاق، على حد قوله.

وأكد شهوان أن الأيام القادمة ستشهد قرارًا حاسمًا من قبل وزارة الداخلية يتم بموجبه منع أية تجمهرات أو تجمعات سياسية بعد كشف حقيقة أهداف هذه التجمعات.

التأصيل الشرعي.... الصلاة باطلة:

اعتبر الدكتور "ماهر الحولي" رئيس لجنة الإفتاء بالجامعة الإسلامية بغزة الصلاة في العراء من قبل حركة فتح لأهداف سياسية، والتجمع بعدها للقيام بعمليات تخريب صلاة غير صحيحة ولا تجوز بحال من الأحوال.

وقال في تصريحات خاصة لمراسل مفكرة الإسلام: إقامة صلاة الجمعة في ساحة الجندي المجهول ودعوة الناس لها، ثم بعد ذلك التصرفات التي قامت بها عناصر فتح من تخريب وتدمير للممتلكات العامة ومسيرات بعد الصلاة فهذه صلاة مسيّسة ولها أهداف سياسية، ولا تجوز بأي حال من الأحوال، ودعا الدكتور "الحولي" المصلين مراجعة صلواتهم.

واتهم الدكتور "الحولي" عناصر فتح التي حضرت الصلاة بالجهل ذلك أن العديد منهم كان يتناول العصير ويشرب الدخان أثناء الخطبة، ناهيك عمن كان يتبادل أطراف الحديث خلال الخطبة.

وأرجع الدكتور "الحولي" السبب في قيام عناصر فتح بهذه الأعمال المخالفة أصلاً لأحكام صلاة الجمعة من حيث الطعام والشراب وعدم الإنصات أثناء الخطبة إلى تركيز جموع المصلين الفتحاوية إلى ما بعد الخطبة من أعمال شغب وغيرها وانشغال فكرهم بما بعد الصلاة.

وأشار الدكتور "الحولي" إلى أن الملصقات والصور والأعلام التي يحملها الفتحاوييين أثناء صلاتهم لهي أكبر دليل على النية المبيتة للمسيرات والتخريب بعد الصلاة.

المنابر لنقد تصرفات المفسدين:

الدكتور "صالح الرقب" وكيل وزارة الأوقاف في حكومة تسيير الأعمال التي تقودها حركة حماس وأحد أبرز قيادات حماس في المنطقة الجنوبية بقطاع غزة نفى في تصريحات خاصة لمراسل مفكرة الإسلام ما تدعيه حركة فتح من استخدام المنابر للتحريض أو التكفير أو التفسيق، مشيرًا إلى أن وزارة الأوقاف أصدرت تعليمات للخطباء بعدم التعرض لأحزاب بعينها وإنما نقد بعض التصرفات.

وتساءل قائلاً: ما الغريب إذا تحدث الخطباء عن تواطؤ حكومة فياض في إغلاق المعابر وحصار المرضى والمصابين داخل قطاع غزة، أو عندما يتحدث الخطيب عن فساد معين مثلاً "تجميد أموال عشرات الآلاف من الأيتام" من خلال تجميد أكثر من 103 جمعيات خيرية تقدم خدماتها للأيتام من أبناء الشعب الفلسطيني.

الخاتمة:

وتبقى التساؤلات المطروحة: هل حقًا لم يبق لفتح من أوراق لتلعب بها سوى صلاة الجمعة؟

وماذا بقي لفتح ولحكومة فياض في رام الله بعد الاعترافات التي أدلى بها عناصرها حول الدعم المادي مقابل النجاح في التشهير بالقوة التنفيذية أمام وسائل الإعلام؟

أم أن حركة فتح عندما لم تنجح في إفساد الصلوات داخل المساجد حيث كان عناصرها دومًا يفسدون العديد من صلوات الجمعة، بل يقومون بإنزال الخطيب من على المنبر لجأوا إلى أسلوب آخر وهو الصلاة في العراء رغم الحكم الشرعي الواضح فيها؟