آخر الاخبار

انجاز تاريخي للحكومة السورية.. توقيع الرئيس أحمد الشرع مع قائد سوريا الديمقراطية يؤكد على وحدة البلاد واستعادة الثروات النفطية والغازية مستشار وزير الشباب والرياضة يدشن المسابقة الثقافية الرمضانية بالمهرة الزنداني يناقش مع الرئيس التنفيذي لمؤسسة قطر دعم المشاريع الإنسانية والتنموية في اليمن وبادي يصف العلاقات بالتاريخ المشرق يتحرك عبر دهاليز المخابرات الحوثية.. واجهة حوثية جديدة لإرث عائلي متخصصة في تجارة الموت والعمليات المشبوهة التداعيات الاقتصادية لتصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية.. دراسة بحثية لمركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمنية من خلفه علم اليمن وصورة العليمي.. عيدروس الزبيدي يصدر توجيهات بشأن قرار تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية تركيا تمنع مشاركة إسرائيل في المناورات السنوية لحلف الناتو مقتل وإصابة عدد من جنود الجيش الوطني في مواجهات مع الحوثيين في مأرب والجوف أول وكيل ذكاء اصطناعي حقيقي، زلزال صيني جديد إعلان ترامب يهز الأسواق.. والبيتكوين يمحو مكاسبه وسط تقلبات عنيفة

الوطن الذي لم يعرفه الرئيس والمعارضة؟!
بقلم/ الحسن الجلال
نشر منذ: 13 سنة و 10 أشهر و 30 يوماً
السبت 09 إبريل-نيسان 2011 10:21 م

> إن الوطن ليس الرئيس علي عبدالله صالح، وليس أيضاً النظام، وليس أيضاً الحكومة أو المعارضة.. أو حتى المعتصمين في ساحات التغيير أو الصمود.. إنه كل ذلك.. وأكثر..

إنه سمرة التراب، وزرقة البحر، وصفاء السماء، إنه مساحة من الزمن الممتد قبل الوجود والمستمر بعده.. إنه الماضي واليوم والمستقبل، إنه حالة لا تختصر في الأشخاص أو المناطق أو الآراء..

والوطن هذا الذي تتوزعه الآراء، وتتجاذبه المواقف اليوم.. ليس الوطن الذي نحيا فيه.. ليس اليمن.. ولا يمكن أو يولد من رحم كل هذا اليمن.. سواء الذي تعرفه أو آخر جديد..

فهؤلاء يختزلون جزء من مليون جزء من الثانية في عمر الوطن.. من المستحيل أن يولد وطن من هذا الجزء المتناهي في الصغير، والتلاشي.

> إن طاولة الوطن تتسع لكل هؤلاء.. وتفيض.. وليس من حق أحد منهم منفرداً أن يقرر شكل الوطن..؛ لأنهم لا يملكونه، وإنما هم ملك له، وأية محاولة للاستعلاء أو التفرد بتحديد شكل الوطن هي محاولة للإطاحة به وتدميره وكبح وجوده المستمر..، خارج إرادته التي لا يحددها الأفراد.

> إن لنا كل الحق في أن نرسم صورة الوطن الذي نأمله أو نريده كل على ما يريد وعلى حسب قدرته في الرسم،.. ولكن في النهاية للوطن وحده مطلق الحرية في اتخاذ الصورة التي يريدها.. فالوطن ليس وجوداً جامداً لا إرادة له.. مخطئ من يعتقد ذلك.. بل هو نابض بالحياة.. ممتلئ بالإرادة.

> أعلم أن الرئيس والنظام والحكومة والمعارضة والمعتصمين في ساحات التغيير أو ساحات الصمود، كل هؤلاء أو أكثرهم يفكرون في الوطن.. ولكن هل فكر فيهم الوطن..؟!.

> إن الوطن ليس ما أريده أنا.. أو تريده أنت.. أو ما يريده الرئيس أو النظام أو المعارضة.. الوطن هو ما يريده أو قد تريده الأجيال القادمة كأمواج البحر استمراراً وزخماً.. بما يجسد تأريخه وحاضره ومستقبله..

> دعونا نفكر في الوطن خارج حدود رغباتنا الذاتية، ومعاناتنا الخاصة، وأحلامنا الشخصية.. نفكر بالوطن ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، وجود قدسي سبقنا بأزليته إلى الوجود ويستمر بعدنا إلى الأبد..، دعونا نفكر بالوطن كمساحة عشق قدسي، منزهة من الرغبات والشهوات والأطماع والمصالح..، حينها سيفكر فينا الوطن.. ويكتسي ملامحنا..

> الوطن ليس حزباً.. ليس علماً وسفارة.. ليس مكاتب ووزارة.. الوطن مساحة تنبض بالحياة.. تولد فيها الأحلام، وترسم ملامحه السواعد المنصهرة في حبه المقدس..

الوطن هو عنوان وجودنا.. فدعونا نفكر كيف نكون نحن عنوان وجوده؟!!.

> أؤمن أن للوطن ترنيمة لم نسمعها بعد.. وأنشودة لم نحفظها بعد، ومساحة عشق لم نخض غمارها الآن.. ومعركة لم تشارك فيها حتى..، تبدأ منا.. وتنتهي إلينا..

> إنه الوطن نعلو به.. وعندما نعشقه حق عشقه.. يعلو بنا.. فتعالوا إلى طاولة الوطن نكتشف طريقة عشقه التي تطهرنا وتعصمنا من جنون الرغبات، وسطوة الشهوات، ولذة المصالح.. طريقة عشق تكسى به ملامحنا ملامح الوطن.. اليمن مهد التأريخ ومنتهاه.