|
بداية ليس في توجيهي لهذا النداء إلى هؤلاء أي نزعة مناطقية أو تعصب لكونهم ينتمون للجنوب ، بقدر ما هو حرص عليهم ومحاولة اسعافية علهم يتفهمونها ويحافظوا على ما تبقى لهم من ماء الوجه لدى الشارع في الجنوب..علهم يكفرون عن سلبيتهم تجاه قمع حراك إخوانهم ونضالهم السلمي الذين عبروا عن رفضهم لظلم واضح كشف تقرير(باصره – هلال) عن جزء بسيط منه.
لقد دخل الشهر الرابع على اعتقال قادة الحراك السلمي الجنوبي ومازالوا يقبعون في زنازين انفرادية لا تتجاوز مساحتها مترين في متر دون مسوغ قانوني ولكنها رغبة الحاكم التي تمشي مرفوعة الهامة فوق القانون والدستور ورغم انف الجميع ، دون إن تجد من يرفع أمامها إشارة حمراء..يبدو إن أخطاء الحاكم أضحت من الثوابت الوطنية التي مللنا منها وضاق بها الوطن ذرعاً..
قادة الحراك الجنوبي ليسوا مجرمين حتى يعاملوا بهكذا طريقة فهم حملة رأي سياسي وأصحاب قضية ومارسوا نضالهم علناً وجهروا بمطالبهم ، لم ينتهجوا العمل السري ، لم يرفعوا السلاح ، لم يرتكبوا جرماً يستدعي مداهمة بيوتهم وترويع نساءهم وأطفالهم واقتيادهم صوب سجون النظام بصنعاء ، انظروا حتى السجن لم يأمن الحاكم إن يسجنوا في عدن ، فعلام يدل هذا؟
من المفارقات التي تكشف نظرة الحاكم للجنوب والتي هي معيار التعامل معه منذ حرب الاجتياح صيف 94م ، ما حدث مع الحوثيين الذين يقول النظام أنهم يريدون الانقلاب على النظام الجمهوري والعودة بالوطن إلى عهود الإمامة ، نجد الحاكم يتفاوض معهم وما الوساطة القطرية وما سمي (اتفاق هبره –الارياني) إلا دليل واضح ، على الرغم من إن الحوثيين حملوا السلاح في وجه الدولة – الغائبة اصلاً- وقاتلوا جيشها بشراسة ومازالوا. اذاً الحاكم اختار الحوار والتفاوض مع الحوثيين وتلك ميزة يجب إن تسود عند التعامل مع كل الاختلافات الفكرية والسياسية ، فالحوار كقيمة مجتمعية مرتبطة بالوعي مطلوب مع مختلف القضايا دون إن تكون هناك انتقائية في التعاطي مع القضايا وهي الانتقائية التي تحكمها أهواء و رغبات ليس لها علاقة بأخلاقيات الحوار..
في قضية الحوثي اختير الحوار والذي جاء متأخر وهو أفضل من إن لا يأت مطلقاً ، وقد يرجع السبب كما أشيع إلى فشل الحل العسكري وعدم قدرة قوات الحاكم على تحقيق انتصارات ملموسة على ارض المعركة، على إن الأهم هو وضع نصف قدم على طريق الحوار.
بينما في قضية الحراك السلمي الجنوبي وجدنا قوة السلطة وعنفها حاضرة بدليل سقوط عدد من الشهداء والجرحى والاعتقالات والملاحقات وحالة طوارئ ومختلف أصناف عنف السلطة. و قد حاولت السلطة مراراً الدفع بالحراك الجنوبي إلى مربع العنف وفي كل مرة كان الفشل حليفها كعادتها في كل ما يرتبط بالديمقراطية والحقوق والحريات.
هاهو الشهر الرابع يدلف منذ اعتقال قادة الحراك ومازالوا قابعين في زنازين الأمن السياسي ، دون إن تتاح لهم فرصة الدفاع عن أنفسهم ضد التهم الموجهة إليهم. ودون إن يحصلوا على ابسط حقوق السجناء التي كفلتها الشرائع الدولية. حتى إن من قدموا للمحاكمة منهم لم تستكمل الجلسات وتمت المماطلة والتأجيلات كسمة للقضاء اليمني الموجه عن بعد بواسطة ريموت الحاكم.
ندائي هذا أوجهه إلى نائب رئيس الجمهورية و رئيس الوزراء ونائب ووكيل الجهاز المركزي للأمن السياسي...أناشدهم من خلاله نيابة عن أطفال المعتقلين وأسرهم إن يتدخلوا لوضع حداً لمكان الاعتقال وينقلوا المعتقلين إلى السجن المركزي، لا أريد منهم أكثر من هذا حتى لا نحملهم فوق طاقتهم ثم إن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها..لااريد منهم إن يكونوا كالمحامي الشجاع (محمد علي السقاف) الذي قال اثناء محاكمة ثلاثة من قادة الحراك أمام المحكمة الجزائية :( من يستحق إن يكون مكان قادة الحراك السلمي أنه هو من أشعل الحرب).. اووووووه...لا أريد منهم ذلك حتى لا أكون ظالماً....أريدهم بس ينقلوا المعتقلين إلى السجن المركزي...يخرجوهم إلى سطح الأرض..فهل هم قادرين على تحقيق طلب كهذا؟؟.
Shfm733@hotmail.com
في الجمعة 11 يوليو-تموز 2008 11:47:30 م