علماء اليمن وأراجيف المأزومين
بقلم/ محمد مصطفى العمراني
نشر منذ: 12 سنة و 5 أشهر و 10 أيام
الأحد 03 يونيو-حزيران 2012 04:03 م

علماء اليمن في لقاءهم الأخير بالرئيس هادي طرحوا قضايا الشعب وهموم الناس وكان لهم موقف واضح وقوي من كل القضايا الهامة التي تشغل إهتمام المواطن البسيط حيث عبر العلماء عن إدانتهم لمرتكبي قطع الكهرباء وتجريم أفعالهم باعتبارهم قتلة حيث يتسببون بموت العديد من الناس ويعرضون مصالح البلاد وأمنه واستقراره إلى الخطر وطالبوا بقيام محاكمة مستعجلة للحكم العادل ضد من يقومون بمثل هذه الجرائم وكذلك للمعتدين على أنبوب النفط وقاطعي الطرق وإنزال حكم الشرع من أجل ردع المعتدين على مصالح الناس وحياتهم كما طالب علماء اليمن بإنزال أقصى العقوبة بحق هؤلاء الخارجين على النظام والقانون المعتدين على الحق العام والخاص بكل صورها وأشكالها.

لقد اعتبر علماء اليمن الفيدرالية أحد مظاهر الانقسام وخطواته مشددين على الحفاظ على الوحدة اليمنية باعتبارها فريضة شرعية وخطوة في طريق الوحدة العربية والإسلامية الشاملة ورفض أي تفريط أو انتقاص منها تحت أي مبرر أو مسمى كان من فيدرالية وغيرها وهذا من منطلق حرصهم على وطنهم موحدا وعلى ان تعالج قضايا أبناء الجنوب تحت مظلة الوحدة معالجة جادة وحقيقية ولا يعني هذا ان العلماء يتجاهلون القضية الجنوبية فعلماء اليمن كانوا سباقين منذ سنوات لطرح الرؤى والمبادرات المتقدمة التي قدمت معالجات حقيقية لقضية الجنوب وإنصاف أبناءه ورفع الظلم عنهم.

وطالب العلماء ـ في لقاءهم برئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي بالتعجيل بهيكلة القوات المسلحة والأمن وتعميق ولاءها لله ولرسوله وللمؤمنين ثم للوطن, وتجنيب المؤسسة العسكرية والأمنية من كل الولاءات الضيقة الشخصية والحزبية والمناطقية لتقوم بواجبها في الدفاع عن الدين والوطن وحماية استقلاله وسيادته ووحدة أراضيه مع الاهتمام بالمستوى المعيشي لأفراد القوات المسلحة والأمن بما يضمن لهم حد الكفاية والاهتمام بالجرحى وأسر الشهداء مدنيين وعسكريين ورعايتهم رعاية كاملة ولا شك أن هذا المطلب هو مطلب كل مواطن يمني شريف ويحب وطنه ويطمح لأمنه واستقراره وتطوره وازدهاره وهذا دليل على أن بيان العلماء يعكس مطالب الشارع بكل صدق وواقعية .

كما طالب العلماء باستعادة هيبة الدولة لتمكين مؤسسات الدولة من القيام بواجباتها الوطنية بما يخدم مصالح المجتمع والسير نحو التطور المنشود وبما يصب في تحقيق أمن واستقرار الوطن والخروج من الأوضاع الحساسة والصعبة التي تمر بها اليمن..

وقد لمست بنفسي مدى الإرتياح الشعبي الواسع والأصداء الإيجابية للقاء العلماء بالرئيس هادي وبيانهم الأخير لكن فئة من المرجفين أزعجها أن يوجد مجرد لقاء بين العلماء والسلطة أو أن تستجيب السلطة لبعض مطالبهم فحاولوا إثارة الأراجيف والاتهامات والغبار والشائعات مستندين لما يبثونه من أراجيف لتصريحات لبعض غلاة الحراك زاعمين أن بيان علماء اليمن بمثابة فتوى يحمل في طياته مخاطر جمة, وفي مقدمها القضاء على كل الآمال التي كان البعض يعلقها على مؤتمر الحوار الوطني الذي نصت عليه الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية وما زعموه لعمري هو بعيدا عن الواقع فالعلماء أيدوا المبادرة الخليجية منذ اول أيامها كونها الحل السلمي الوحيد لمشاكل اليمن بل وأكدوا وفد علماء اليمن الذين قابلوا الرئيس هادي تأييدهم له في كل خطواته وقراراته في طريق تنفيذ المبادرة الخليجية للخروج من الأوضاع الصعبة التي تمر بها اليمن.

مؤتمر الحوار الوطني سيكون تحت سقف الشريعة الإسلامية والثوابت الوطنية فمؤتمر الحوار الوطني سيبحث مشاكل اليمن ويحدد سبل الخروج منها وآليات تطبيق الحلول العملية لوصول اليمن إلى بر الأمان .

كما أن هؤلاء الذين يحاولون بث الأراجيف والشائعات لا يملون من تكرار الأسطوانة المشروخة الممجوجة التي مللناها وهي " فتوى استباحة الجنوب" التي نفاها الدكتور عبد الوهاب الديلمي أكثر من عشرين ألف مرة لكن طالما والأمر للإفتراء على العلماء فلن يترددوا في ترديد تلك الأسطوانة المشروخة لعل أحد يقتنع بها كما يقال " إكذب ثم إكذب حتى يصدقك الناس" لكن الناس يعرفون الحقيقة تماما ولن يلبس عليهم أمثال هؤلاء ..

إنني هنا أكرر دعوتي لعلماء اليمن للقيام بدورهم وأدعوهم أن لا يتفرجوا على ما يحدث في بلادهم من أحداث سيسألون عنها أمام الله في يوم القيامة وسيسألهم الله عما عملوا لنصرة دينهم قومهم وأمتهم وعليهم أن يعدوا الجواب وأدعوهم أن يضعوا جانبا خلافاتهم ويتحدوا صفا واحدا في موقف تأريخي واحدا لمواجهة كل من يقف ضد هذا البلد ويبينوا للناس حكم الشرع فيه ويقفوا مع علماء اليمن وعقلائه وأبنائه الغيورين عليه لمواجهة هذه التحديات والمشاريع الأجنبية المشبوهة التي تستهدف مستقبل اليمن وأمنه واستقراره وهويته ومرجعيته الإسلامية والله حسبنا ونعم الوكيل.