مراقبون يكشفون لـ مأرب برس «سر» استهداف مليشيات الحوثي لـ أسرة آل الأحمر بصورة ممنهجة تفاصيل لقاء وزير الداخلية مع قائد القوات المشتركة لماذا دعت دراسة حديثة صندوق النقد الدولي لبيع جزء من الذهب الخاص به ؟ صدمة كبيرة بين فريق ترامب.. بسبب تعيين شخصية إعلامية في منصب سيادي حساس المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر يوجه تحذيرا للمواطنين في خمس محافظات يمنية اليمن تزاحم كبرى دول العالم في قمة المناخ بإذربيجان .. وتبتعث 47 شخصًا يمثلون الحكومة و67 شخ يمثلون المنظمات غير الحكومية ترامب يفاجئ إيران بتعيين شخصية وزير الدفاع .. من قدامى المحاربين ومن خصوم طهران عدن.. توجيهات حكومية لوزارة التخطيط والتعاون الدولي أمريكا تدرس فرض عقوبات على وزير اسرائيلي تتضمن منع سفره الى الولايات المتحدة أكبر من ميسي ورونالدو.. لاعب ياباني في عمر الـ 58 ينوي الإستمرار مع فريقه
ومن نافلة القول ، يمكننا التذكير في ما يخص الجنوب ، أن مشاكل السحر والمس والشعوذة كانت قد اختفت بشكل شبه نهائي من الجنوب في ظل النظام الوطني بعد نيل الاستقلال من الاستعمار والجن معاً ، فقد قامت حكومة الثورة بعد الاستقلال مباشرة بحملة قاسية على رموز السحر والشعوذة وألقت كتبهم في المزبلة ، وقامت بحملة توعية شاملة من خلال فتح المدارس وصفوف محو الأمية التي وصلت إلى أبعد القرى في جميع أنحاء الجمهورية ، فـتـفرغ الكل إلى القضايا الوطنية التي كان في مقدمتها بناء الإنسان باعتباره أساس التنمية ، والسعي نحو تطوير البلد وإيجاد أسس للعدالة الاجتماعية ، بالإضافة إلى نشر الثقافة الوطنية العصرية . وبذلك لم يعد للجن أي وجود في الجنوب مع كل ذلك التزاحم ، ولا وجود لمرضى يعانون من سحر أو مس أوعين أو غيره من الآفات الاجتماعية التي عادت بقوة إلى الجنوب مع الوحدة اليمنية ، وخاصة بعد الحرب على الدولة الجنوبية .
لكن ، بعد مرور سنوات من إعلان الوحدة التي تبعها الاحتلال ، وجد شعب الجنوب نفسه يرجع إلى الخلف غارقاً في فيضان ثقافة التخلف القادمة من وراء تلك الحدود .. لقد جاء الجن إذاً إلى الجنوب ليوجدون الفتن في المجتمع . فتجد هنا من يبحث عن ثأر قديم ، وهناك من يشك بنفسه أو أهله أو مجتمعه بإيحاء من ساحر لئيم.. وهنا طاقات رجال تـُهدر ، وهناك شباب تاهوا عن مستقبلهم .. يستغرب المرء عن حال أهل الجنوب عند التأمل في ما كانوا عليه وما صاروا فيه ، وعن ســر تدفـق جماعات وعائلات إلى أبواب مراكز شيوخ العلاج بالقرآن الكريم .
إن ما يهمنا في أمر الجن والسحرة والشياطين هو الصراع القديم الجديد . فالجن هم الجن ، لكن المجتمع هو مجتمعنا والوطن وطنا، لن نقبل أن يعبث به العابثون أكانوا جناً ظاهرين أو مخفيين .. علينا أن نلاحق الجن وأفعالهم في حلهم وترحالهم ، لا أن نتركهم يلاحقونا ، وعن قضايانا الكبرى يصرفونا ، وعن تجمعنا يشتتـونا ، وعن أهدافــنا يلهونا .. فإذا استطعنا أن نعرف لماذا هم في أرضنا يتكاثرون ، وما الذي منها يريدون ، وعلى ماذا يقتـاتـون ، وبأي طريقة في عقول ناسنا يدخلون ، فبالمعرفة والحق نكشفهم ، ومن أملاكنا وثرواتنا نحرمهم ، وعن ناسنا نبعدهم . وإذا عرفنا عن أشكال مكائدهم ، فلن نتساءل بعد عن أسباب تناقضنا ، أو عما كان من أخطاءات ماضينا .
ألم يكن غريباً ما حصل في أزمة يناير 86 ، دون وجه للخصومة بين الطرفين ، التي كان ضحاياها (رحمهم الله ) هم من تبقى من أفضل القادة من الجانبين ؟! .. لقد صرح الجنرال علي محسن الأحمر بأن الرئيس هو من أشعل النار بين الإخوة المتخاصمين .. وحتى لو لم يصرح بذلك ، فقد كنا أيضا عارفين بأن الشياطين كانوا بينهم موجودين ، وإن لم نكن – أبدا -ً نحن الجماهير مع الجن مختلطين ... لكن سؤالنا لا يزال : لماذا السكوت عن كل ما جرى بالتحليل والاعتذار للشعب الجنوبي من قبل أي من أولئك الباقين ؟ أليس هذا مساً شيطانياً مسيطراً عليهم طول تلك السنين ؟! .
ألا يبدو تأثير الجن والسحر والشياطين واضحاً على بعض الإخوة الجنوبيين ، أفراداً أو جماعة ، وإلا ، لماذا معظم الذين ذهبوا إلى صنعاء صاروا مقيدين ، بل تحولوا من قادة (اشتراكيين) إلى قادة (مؤتمريين أو إصلاحيين) ؟ ... وإلى أي حد كان قد تأثر الزعيم البـيض بالشياطين ؟ .. ماذا دهاه في الفترة من 30 نوفمبر 1989 إلى 22مايو 1990 ؟ .. ولأن الكل كان يعرف أن السيد البيض لم تـُسلب قط منه إرادته ؟.. فليس غريباً أن يعترف بغلطته عندما وجد نفسه في يوما ما بصنعاء مغدوراً به ، تاركاً خلفــه الشعب الجنوبي ومكاسب ثورته ..
ويبقى السؤال المهم إلى حين : أين البيض من توحيد القيادة الفاعلة في الميادين لوضع حد لتدخل أولئك الشياطين ، ونهاية لمعاناة الشعب الجنوبي من شرور السحرة المجرمين ؟ .. بل أين الخطط الثورة لرحيل الاحتلال ؟ وأين المشروع السياسي للاستقلال ؟ .. أين الجهود الدبلوماسية لتعريف العالم بالقضية ؟ .. أين التواصل مع الشعب ؟ .. وأين تعبـئة وحشد الزعيم للجماهير الوفـــيّة ؟! ..
ويسألونك عن السيد حيدر العطاس وصحبـه ، لما لدوافع الشياطين من دلالة .. هل وصل طائر "الهدهد" إليه – من عكس اتجاهه المعلوم - بالرسالة ؟! .. فـقل ربما أن الجن قد دخلوا فــيه من جديد ، ليجد نفـــسه في القاهرة يقول ما لا يريد .. وقد يكون مسلوب الإرادة ، لو ثبت عليه أنه هو من أشار للجن إلى أولئك من أصحاب ( الريادة! ) الذين أيضاً وجدوا أنفــسهم معه في مؤتـمر بالقاهرة يقررون مصير شعب الجنوب لكن بلا سيادة .. استـبدلوا الثورة الجنوبية بـمشروع فــيدرالية ، ونصّبـوا أنفـسهم لها قيادة ! ... فهذا هو كل ما تبقى لهم من إرادة ! .. لا حول ولا قوة إلا بالله !.