رسالة إلى ظالم !
بقلم/ د/ خالد الخميسي
نشر منذ: 11 سنة و شهرين و 14 يوماً
الثلاثاء 03 سبتمبر-أيلول 2013 12:37 م

 أدميت قلب صغيرتي فلا سامحك الله.. ولا وفقك ..يامن يقال إنك وزيراً للتعليم وقبل ذلك للتربية !
 أدميت قلب من اجتهدت ..تعبت.. سهرت .. كابدت الصعاب ..وكانت واستمرت وظلت وستظل متميزة ومتفوقة منذ أن جلست على مقعد الدراسة هناك في ماليزيا حيث يحترمون العقول ..ويقدرون كل من يجتهد ..ويمنحون كل من يتفوق الاهتمام والرعاية ..وقبل ذلك يمنحونهم ما يستحقون ..وما هو حق لهم ..!
قهرتها ..وقهرتنا معها ..لأننا غادرنا ماليزيا وأتينا إلى اليمن نصطحب معنا آمالنا ..ملينا غربة ..وتعبنا فرقة ..وجئنا إلى حيث ظننا أن ما حصدناه من نجاح وتفوق سيفيد في بلدنا ..وما حققناه لأولادنا من تميز علمي سيثمر ..ومع العام الأول ..الثاني ..الثالث كانت فلذة كبدي سارة مستمرة في تفوقها ..محافظة على صدارتها في كل الشهور ..في نصف العام ..وفي آخره ..وعلى مقاعد الدراسة ..وظلت تحصد الاشادات والعلامات ..ولم تتنازل عن تفوقها ودرجاتها النهائية من على خط التسعينات وما فوقها ..إلى حين دخلت مقاعد أوائل الجمهورية في الثانوية العامة ( قسم إنجليزي) لهذا العام حسبة (التوزيع المناطقي) وما بعدها من (تصنيفات) تدخل فيها مخرجات ما مررنا به في 2011 وما يحصل من (خلط أوراق) حتى على مستوى التعليم ..وبناء أجيال المستقبل ..!!
 لم تكن تعلم (صغيرتي) أن بلادنا (اليمن) ليست (ماليزيا) التي رحلت إليها مبكراً وحصدت الماجستير ومن ثم الدكتوراه ..وفتحت لي جامعتها الكبرى أبوابها لأصبح أحد أساتذتها وتكفلت بتعليم (أولادي) في أفضل المدارس باعتباري أستاذاً ومعلماً.. ومرت الأيام وأولادي هناك يؤكدون أن اليمن تمتلك الذكاء والتفوق.. إلى حين قررت في لحظة تعب من الغربة أن أعود ..وأنا أفكر بتعليم أولادي وهل سيجدون في اليمن نفس التعليم ..والاهتمام ..والمناهج ..والمدرسين ..فغامرت وعدت ..وها أنا أجني نتائج ما نعيشه من أوضاع متدهورة حتى في القيم والأخلاق ..ووصلت إلى العملية التربوية ..وأحصد القهر مع ابنتي التي ظلت متفوقة ومحافظة على مركزها الأول ..وحصدت في الثانوية العامة (قسم إنجليزي) الدرجة (94.13) وهي تستحق أكثر ..لكن التقسيمات المناطقية والحسبة الأخيرة لدى قيادة الوزارة في توزيع الأوائل أزاحت ابنتي من المراكز الثلاثة الأولى وازاحتها إلى المركز الرابع على مستوى الجمهورية !
هكذا يتعاملون مع صغارنا ..وحتى طريقة الأسئلة والإجابات تخضع باعتبارها (إنجليزي) للمزاج في التفسير والتأويل عند الترجمة ..وما أكثر العباقرة لدينا ممن قد يعتمدون
لغة (الشارع ) وما تفضي إليه من ترجمة على لغة (العلم ) ومن هنا قد يجتاح الظلم من لا ذنب لهم !
لن أظل متحسراً ولا متألماً..فالقادم جدير بأن يحمل تطلعات التفوق وآمال التميز وهذا ما قلته لأبنتي ..لكن دموعها تسيطر عليّ حين أحاول الإفلات من الألم ..وحين
أحاول أن أنسيها حزنها وألمها وحسرتها..
ما لا أستطيع أن أخفيه وأنا أشاهد دموع أبنتي أن أبوح بأنها الدموع التي ستظل تلعن الظلم وبيع أمانة المسئولية الى يوم الدين. ....ويكفي أن يعرف الجميع أن أبنتي
سارة خالد الخميسي طالبة اليمنية الحديثة ( قسم انجليزي) حصلت على ٩٤.١٣٪ وهي الاولى على مدرستها ولمدة الأربع سنوات على التوالي وبلا منافس وبشهادةً أساتذتها وزميلاتها. .والكارثة الكبرى ان الأول على مستوى الجمهورية حصل على ٩٥٪ ولم يتم اعتماد الامتحانات السابقة كدليل يسترشد به من يقيّمون ويحددون الافضل ولم يلتزموا بالمعايير الأخلاقية والعلمية التي طالما تشدقوا بها إعلاميا
ايها الوزير الاشول ومن معك لقد كرهتمونا فيكم وبسياساتكم واحزابكم وتقييمكم وادارتكم فأنتم لستم بقدر ما أسند إليكم من أمانة ومسئولية ولم تكونوا حريصين على إظهار النتائج الحقيقية والشفافة واليكم أدلتي:
١- الأسئلة أيها المبجلون لم تكن مترجمة بشكل علمي دقيق بل كانت ترجمة (بلغة الشارع) التي أربكت الطلاب الابرياء.
٢- غلطات متكررة في المحتوى وكذا في طباعة الأسئلة وخصوصا قسم الانجليزي. 
٣- كفاءة معلميك المراقبين وعدم مقدرتهم على إيضاح اسئلة تائهة وغير محددة.
٤-تسريب النتائج وتأجيلها بشكل مأساوي ومتكرر عبر وسائل الاعلام مما تسبب في حرق أعصاب طلابنا لعدة ايام مما يعني عدم توفر رؤية وخطة استراتيجية واقعية ناجحة.
* أين انتم لتردوا على المظلومين.. لقد قطعتم وسائل الاتصال وأغلقتم الهواتف وتبخرتم انتم وخفافيشكم إلا من اتصالات البهرجة الإعلامية للأوائل .. ولكن الله من اعلى
سماه سيتولى عقابكم...
* يا رب سخر ليمننا من يراعي الله في ابنائها ويعمل التغيير الجذري في هذه الوزارة ويحقق العدالة للجميع.