آخر الاخبار

جيش الاحتلال يكشف نتائج الهجوم الحوثي الصاروخي الذي استهدف تل أبيب اليوم أكاديمي يمني يعري أحد ابرز قيادات الحوثي التي تنتحل منصبا رفيعا في جهاز المخابرات أطفال مأرب يطالبون الأمم المتحدة القيام بدورها الانساني تجاه أطفال غزة ويعلنون التضامن مع منظمة الاونروا الخزانة الأمريكية توجه أقسى عقوبة على رجل الأعمال اليمني حميد الأحمر وتضع 9 من شركاته في قوائم العقوبات تعرف على قائمة الهوامير الذهبية التي تضم أسماء 25 قياديا حوثيا تم مناقشة الإطاحة برؤسهم وكيل محافظة مأرب يكشف عن أكبر تهديد بيئي واجتماعي يهدد عاصمة المحافظة المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر يحذر تسع محافظات يمنية من الأمطار والسيول لأول مرة في تاريخ الغرب.. طوفان من التأييد الأوروبي لغزة وإيبال توثق26 ألف فعالية في 20 بلدا أوروبيا خلال عام الإدارة الأمريكية تتعمد إخفاء الأرقام الحقيقة... واشنطن تغرق إسرائيل بالمساعدات العسكرية تعرف على ابسط الأرقام حريق مخيف يلتهم أحد حافلات النقل السياحي بمحافظة أبين كانوا في طريقهم الى السعودية

شباب الثورة, والمشترك: تنافس أم تلاحم
بقلم/ د. أحمد الدبعي
نشر منذ: 13 سنة و 4 أشهر و 15 يوماً
الإثنين 23 مايو 2011 06:24 م

بات جلياً أن شباب الثورة قد فاجأوا الحاكم وقيادات المعارضة على السواء وفرضوا أنفسهم رقماً صعباً على كل اللاعبين السياسيين..

بمراقبة أداء قادة اللقاء المشترك, رحم الله مفكر اليمن الكبير الأستاذ جار الله عمر, الذي دفع حياته ثمناً لفكرة إنشاء هذا التجمع, وهو للإنصاف تجربة سياسية رائدة على المستوى العربي, تستطيع الجزم أن مرحلة الإندماج في الفعل الثوري بين ساحات الثوار وقادة المشترك ما زالت بعيدة المنال, مما ساهم بشكل رئيسي في إهداء الحاكم مساحات شاسعة للمناورة تطيل أمد الثورة وتسلب وهجها رويداً رويدا, بل وتوصلها, كما يخطط لها الحاكم, إلى درجة الرتابة والملل..

 نتفهم أن المشترك تفرض عليه قواعد اللعبة السياسية الإ ستماع للمجتمع الدولي, وافساح المجال للحوار السياسي مع الحاكم للخروج بمكاسب بأقل التكاليف..إلا أن المشترك قد أفرط في المراهنة على الحوار مع الحاكم الذي يحاوره منذ تسعينات القرن الماضى!!!

على اللقاء المشترك أن يستلهم دور المعارضة المصرية عندما التحمت بالجماهير وأجبرت مبارك على الرحيل في أقل من عشرين يوم. طلب مبارك الحوار, وحددوا هم سقفاً زمنياً للحوار لم يتعدَ أسبوعاً واحدا..وعندما شعروا أن النظام يناور لكسب مزيدٍ من الوقت ليس إلا, عادوا والتحموا بالثوار في لحظة تاريخية فاصلة وحاسمة.

على اللقاء المشترك ألا يقدم نفسه كخيار منافس وبديل لشباب الثورة, بل عليه أن يلقي بكل ثقله في ساحات التغيير والإتجاه نحو مزيد من الزخم والتصعيد الثوري..

النظام اليمني ليس بأقوى من نظام مبارك قبل السقوط, لكن سبب بقائه حتى الأن هو كرم المعارضة معه, وتدخل الجيران في تزويده بخمسة أنواع من فيتامينات المبادرات درءاً لانتقال العدوى !

إن المراقب للشأن اليمني يدرك أن اللحظة التاريخية الفاصلة قد دنت وأن الرئيس صالح, علي جمعة, كما أسماه أحد الزملاء العرب, نظراً لخطاباته الجمعوية- قد أصبح في حكم الميت سريريا. لكن هناك حلقة مفقودة بين شباب الساحات واللقاء المشترك, لا يحتمل الوطن فقدانها لمدة أطول.

ومن واجب القول أن نشير إلى السبب الرئيس في هذا التعنت والصلف الأسطوري وراء تشبث الحكام العرب بالسلطة إلى آخر رمق هو إدمانهم المزمن على التسلط واستباحة موارد ماتحت الأرض وما فوق الثرى, هم وذويهم.. كيف لا يتشبثون وكلٍ منهم يتمتع بسلطات مطلقة تقترب من سلطات الإله, والعياذ بالله دون أي حسيب أو رقيب.. ومطالبتهم بالرحيل أشبه بسلب الحياة منهم.

إننا كمجتمع عربي نتحمل جزء كبير من هذا الإثم..سكتنا طويلاً على طريقة حكم فردي شمولي يحكم بدستور أقل ما يقال عنه أنه جريمة..فالرئيس الآمر الناهي عمودياً وأفقياً, دون أي رقابة أو محاسبة!!. هكذا سلطات حتماً ستخلق دكتاتور متسلط حتى النخاع.

إنه فهم مغلوط وقاصر لتحمل مسؤولية الحكم, فالحاكم في عالمنا العربي ينظر للمنصب الذي يعتليه, وبطريقة غير شرعية غالباً, كمنطلق لممارسة التسلط, واستعراض مهارات الإقصاء والتهميش في حق أبناء جلدته..دون رقيب أو حسيب. وهذه هي مصيبتنا الكبرى التي أوصلتنا إلى هذا الوضع الكارثي..

على العكس من ذلك, فالعالم المتحضر له قوانين تجعل الحاكم يرى منصبه مجرد وظيفة ادارية مؤقته يستجدي فيها رضا شعبه بشتى الطرق. الحاكم فيه تلاحقه أجهزة الرقابة والمحاسبة والإعلام المحايد في كل صغيرة وكبيرة حتى في مطعمه وملبسه, لدرجة أن المواطن هنا يزهد في المناصب الحكومية, نظراً لما تسببه من متاعب وضغط نفسي وصداع..

شاهدتم كيف يتخلى حكام الدول العظمى عن مناصبهم ويتحولوا إلى مواطنين عاديين بسهولة مطلقة وقبول تام. هنا في بريطانيا شاهدت كيف استقال ببساطة جوردون براون عن رئاسة خامس اقتصاد في العالم ويتحول إلى زميل أكاديمي في إحدى الكليات المجاورة لي !!.إننا بحاجة إلى ثورة حقيقية تفضي إلى علاقة عصرية بين الحاكم ومنصبه, وبين الحاكم والمحكوم بمفهوم إداري لا تسلط فيه ولا إقصاء. صدقوني بهكذا مفهوم تبنى الدول المدنية الحديثة, وتُصان كرامة الإنسان, والمواطنة المتساوية, وتنطلق طاقات المجتمع نحو المزيد من الإنتاج الإبداعي في كافة المجالات..وتختفي كل عوامل التصادم والصراعات..

هل أدركتم سبب عدم رحيل صالح, وبشار والقذافي وغيرهم رغم كره شعوبهم لهم ؟

 *أستاذ مشارك/ جامعة أدنبرة نابير- بريطانية