التكتل الوطني بين الحاجة الملحة لوحدة الصف .. وأصوات الرفض المصطفة مع الانقلاب مكافأة حوثية صادمة لـ 16 قياديا متحوثا .. متى ستصحو القبائل من سباتها ؟ أبرز ما تحدث به الرئيس العليمي بالقمة العربية الإسلامية في الرياض عاجل :وفد عسكري من وزارة الدفاع يصل محافظة صعدة الإنتقالي يُخفي مواطناً منذ 7 سنوات بدون تهمة أو محاكمة الحوثيون يوصلون حسن نصر الله الى محافظة المحويت وينصبون الرموز الموالية لإيران بشكل مستفز لليمنيين في زيارة غير متوقعة .. لماذا زار رئيس الأركان السعودي إيران؟ رئيس الوزراء يكشف عن عثر 76 مشروعا بقيمة تتجاوز 5 مليار في المحافظات المحررة الاستخبارات الروسية تكشف مخطط أمريكي للاطاحة بالرئيس الأوكراني زيلينسكي الرئيس أردوغان يلتقي ولي العهد السعودي بالرياض
علمنا ربيع الثورات أن من يملك السند الجماهيري الشعبي؛ هو من يمتلك القوة العاتية التي لا تُقهر ولا تُغلب، وقد علمنا القرآن الكريم ذلك أيضا قبل أن ثبته – عمليا – ربيع الثورات (لعلي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد)، والزخم الشعبي الجماهيري هو الركن الشديد؛ وهو مصدر قوة كل قوي وعزة كل عزيز - بعد الله عز وجل؛ لهذا علمنا القرآن أيضا أن الفُرقة والنزاع هو طريق الضعف والفشل والهوان (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)، وقد ذهبت ريح الأمة العربية والإسلامية عندما نجحت الأنظمة المستبدة في تمزيق جسدها الواحد؛ تحت قاعدة المتآمرين التي مفادها: (فرِّق تَسُد)، فتم على إثرها تمزيق الأمة المسلمة إلى شعوب وحدود، ثم تمزيق الشعوب نفسها إلى أحزاب وطوائف وفرق، وهكذا تنازعت شعوب الأمة وتناحرت فيما بينها، وكذلك تنازعت أحزاب وطوائف وفرق الشعب فيما بينها، وبهذه الطريقة تسيد الذئاب الذين هم لأرباب المصالح أذناب؛ وما أشبه الأمس بالبارحة؛ إذ نشتم الآن وفي ربيع الثورات إشعال حرب النزعات الطائفية خاصة بين الشيعة والسنة.
وبذهاب ريح أو قوة المسلمين والعرب التي تآمر عليها المتآمرون مددا وحقبا طويلة؛ فاجأنا قدوم ريح ثورات الربيع العربي القوي؛ الذي عصفت بطواغيت الاستبداد فجعلهم كالصريم أو الهشيم، حيث لم ينتفعوا بقوتهم المتمترسة وراء الأسلحة والقبضات الأمنية؛ فكل تلك القوة تهاوت ومعها تهاوى الزعماء تحت وقع صيحات الثورات (تحيى الشعوب وتسقط الأنظمة)؛ وفعلا تساقطت فراعنة الأرض تحت وطأ ربيع ثورات الشعوب الشديد واحدا تلو الآخر، على الرغم من أن كل المتساقطين أو المخلوعين جربوا ما بأيديهم من قوة أمنية وما يمتلكون من آلة حرب وإبادة ضد شعوبهم؛ لكن دون جدوى، لتثبت قاعدة (من يمتلك زخما جماهيريا شعبيا؛ يملك القوة الحقيقية التي لا تقهر)، لهذا كانت قوة التئام واجتماع واتحاد الشعوب على هدف واحد وصيحات واحدة؛ هي من انتزعت ملك الجبابرة المستبدين، وقد علمنا قرآننا أيضا أن المُلك ينتزع انتزاعا، والذي ينزعه هو الله وحده، وقد كانت وسيلة ذلك الانتزاع؛ هي إرادة الشعوب؛ وبهذا أصبحنا نتفهم أكثر دلالة عبارة (إن إرادة الشعوب من إرادة الله)؛ فالله قد نزع ملك الطواغيت بيد الشعوب وإرادتها الصلبة القوية، ولا يمكن لأحد - ملك أو رئيس - أن يقف ضد إرادة الشعوب؛ التي هي من إرادة الله القهار الجبار المتكبر المتعال.
وبناء على ما سبق يمكننا الوصول إلى نتيجة هي أشبه بمسلمة من مسلمات الثورات مفادها: (إن أي قوة لا تمتلك سندا شعبيا جماهيريا لا تعدو أن تكون مثل سراب يحسبه الظمآن ماء مهما أزبدت تلك القوة وأرعدت وعربدت) فها هي الأنظمة المستبدة – كما سلف – لم تغنِ عنها قوة السلاح وقبضتها الأمنية شيئا أمام قوة وثورة البركان الجماهيري الشعبي، وهذه النتيجة ترتبت عليها مسلمة أخرى؛ وهي: إن المجتمع الدولي وفي سياق ثورات الربيع العربي - مكرها لا بطل - قبل بمولود صناديق ديمقراطية ثورات ذلك الربيع بل ورحب بها؛ حتى لو كان هذا المولود إسلاميا ومستنسخا من التجربة التركية الإسلامية؛ والسبب الوحيد في ذلك القبول والترحاب هو ما يمتلكه هذا المولود من القوة العاتية المتمثلة في الزخم الشعبي الجماهيري، وهذا ما أثبتته لنا صناديق اقتراع ديمقراطية ثورات الربيع العربي، وهو ما حجبته عنا - زمنا طويلا - صناديق ديمقراطية الطواغيت المستبدين التي كانت تتلاعب بأصوات الشعوب وتتحكم بهذه الصناديق عبر قبضتها الأمنية لتجعل هذه الصناديق سيئة السمعة والصيت تنتج في كل جولة انتخابية مولودا مكررا ممقوتا.
ولهذا كان السؤال الذي وجهه محمد كريشان إلى حسنين هيكل غير وجيه في سياق مثل سياق الثورات العربي، والذي كان مفاده: لماذا التجربة التونسية لاقت ترحابا دوليا وهو ما لم تلاقه التجربتان الجزائرية وبعدها الفلسطينية ؟ لأن الجواب أن التجربتين السابقتين لم تحظيا بما حظيت به تجربة تونس وهو سياق الثورات العربي وتسيد الشعوب بديلا عن الأنظمة المستبد، حتى أن إجابة هيكل لم تكن أيضا موفقة وقد جانب فيها الصواب عندما عزي السبب إلى ثقافة الغنوشي المنفتحة كونه عاش طويلا في الغرب منفيا، وفي الوقت نفسه تجاهل أهم الأسباب وهو ربيع الثورات العربي، وكأن في نفس هيكل شيء من الثورات والدليل أنه لم يعترف بثورة اليمن ليوصفها من أنها صراع قبلي على السلطة (!) وقد شهد العالم أجمع بعظمة ثورة اليمن حضاريتها وسلميتها فقد تجاهل أن ثورة مصر حصدت في ثمانية عشر يوما أكثر من ثلاثة آلاف شهيد، في حين أن ثورة الشعب اليمني المسلح والخبير بالسلاح بلغ شهداءها ألف وقليل فما الذي جرى لهيكل ؟؟؟
إن الغرب مضطرا ومجبرا عليه أن يرحب ويهلل بنتائج صناديق الانتخابات وإن كانت تلد توائما متشابهة وهو ما رأته أعيننا وما سمعته آذاننا في تونس والمغرب ومصر وليبيا وقريبا في اليمن وسوريا، وإذا كان هيكل عزى سبب الترحاب الغربي أو الدولي بفوز التجربة الإسلامية التونسية إلى ثقافة رئيس حزب النهضة التونسي فما هو قائل في انتخابات المعرب بعده ومصر ؟؟ لقد أثبتت ديمقراطية الثورات وصناديقها أن التجارب الإسلامية هي من تحظى بجماهير شعبية حقيقة وهي بالتالي من تمتلك القوة التي ذلت لها رقاب طواغيت العرب وعلى أنظمة الغرب أن تخر لها منحنية لأنها لا تملك خيارا ثالثا إلا شن حرب خاسرة قد تجعلها في صورة الرؤساء المخلوعين الذين لم تنفعهم قواتهم تجاه قوة توحد الشعوب، وهذه الشعوب قد جعلت كل ثقتها في الإسلاميين، ومنحتهم حبها وتقديرها ؟ أما لماذا الإسلاميون يحظون بالتأييد الشعبي فهذا سؤال أراه في غاية الوجاهة ؟ وستكون الإجابة عن هذا السؤال في مقال أو مقالات قادمة إن شاء الله وذلك كلما سنحت لنا فرصة توفر الكهرباء والأضواء وذلك بانسلاخ نور الثورة من ظلام ما تبقى من بقية صالح ليبصر اليمنيون طريق دولتهم المنشودة؛ دولة القانون والمؤسسات؛ ويسقط بقية خفافيش ظلام صالح المخلوع إلى الهاوية.