هل يقلب ترامب الموازين على صقور تل أبيب .. نتنياهو بين الخوف من ترامب والاستبشار بقدومه تطورات مزعجة للحوثيين.. ماذا حدث في معسكراتهم بـ صنعاء ؟ دولة عربية تفرض الحجاب على جميع النساء اعتباراً من الأسبوع المقبل السعودية تعتزم إطلاق مشروع للذكاء الاصطناعي بدعم يصل إلى 100 مليار دولار سعيا لمنافسة دولة خليجية الفائزون في الدوري السعودي ضمن الجولة العاشرة من الدوري السعودي للمحترفين المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر يكشف عن توقعات الأمطار والأجواء الباردة في اليمن مظاهرات في مارب وتعز تندد بجرائم الاحتلال الإسرائيلي وتدعو الضمير العالمي إلى وقفة شجاعة مع غزة تحركات يمنية لإنقاذ الاقتصاد الوطني وتكليف بوضع خطة التعافي إسقاط مسيرة أمريكية من طراز إم كيو-9 شمال اليمن بايدن يتوعد بعد فوز ترامب : سأنفذ قَسَمي
ينبغي أن نستحي من ممارسة التزوير الذي نقوم به صباح مساء، فقد عرفت بعض الناس جعل لنفسه لقب الدكتور، وهو لم يحصل على الدكتوراه، وبعض طلبة العلم تظاهر بأنه يحفظ كذا وكذا متناً، وهو لم يحفظها، وبعض التجار أوهم الناس أن لديه مشروعات مساهمة فتورّط الناس معه، وساهموا فأفلسوا، وبعضهم ضحك على البسطاء حتى باعوا بيوتهم وأودعوا أموالهم عند هذا المفتري فأخذ المال وهرب، لكنه لا يستطيع أن يهرب يوم القيامة، واستمعتُ لرجل يكتب في التاريخ ادّعى في المجلس أنه شاهد سد ذي القرنين على حدود الصين، وقد كذب بعد ظهور برهان كذبه، وبعضهم يدعي أنه رأى رؤيا منامية هائلة وهو كاذب، وقس على ذلك صنوف التزوير، فلماذا هذا؟! أمن أجل الناس؟! ومن هم الناس؟ ما قدرهم حتى يُعصى الله من أجلهم؟ وقد كان السابقون الأخيار ينادون بأسمائهم المجردة، ويذكر للواحد إنجازات عملية فيقولون أبو بكر الصديق حضر الغزوات كلها، وأنفق ماله كله في سبيل الله، وكان مع الرسول (صلى الله عليه وسلم) في الغار والهجرة والعريش يوم بدر ونحو ذلك، فلما جاء المتأخرون قالوا للواحد: سماحة العلامة الفهّامة، وحيد العصر، أعجوبة الدهر، النظّار المجتهد، البحر الجهبذ، وآية الله، وحجة الإسلام، فلان بن فلان، ولهذا عَلَت وسبقت الأمة في أول عهدها، وأخفقت ورسبت في عصرنا، حتى اني رأيت بعض من يذكر سير بعض المتأخرين يقول: ما رأى مثل نفسه وعجزت النساء أن يلدن مثله، ولو كان في بني إسرائيل لكان عجباً، ولو حلفت بين الركن والمقام ما رأيت مثله لصدقت، ونحو هذا الكلام الفارغ الفاضي الفاشل، ونحن نحتاج إلى كتابة تاريخ صادق لنا وشفاف وعادل بدل تاريخنا الذي أغرق في سيرة الملوك والخلفاء فقط، حتى ذكر لنا جواريهم وموائدهم وملابسهم وأهمل تاريخ الأمة العلمي والإصلاحي والاجتماعي، ثم الواجب أن تذكر الحسنات والسيئات بلا أهواء ولا عواطف ولا ظلم، وإنما الإنصاف مع ذكر سنن الله في الأمم والشعوب واستخلاص الدروس النافعة من كل حادثة وواقعة تستحق الدراسة، تاريخنا في أكثره سرد قصصي، وتهويل مع ذكر عجائب وغرائب أحياناً لا يصدقها العقل مع المبالغة في الأوصاف والأرقام، ونحن بحاجة إلى من يمحص تاريخنا، ويغربله من الأوهام، ويقدّمه في أحسن صورة، ويقوم بذلك فريق من العلماء الملمين بالتاريخ وفقه التاريخ، وحبذا لو ربط هذا التاريخ بالقرآن بحيث تتجلى سنة الله في كتابه في الأمم والدول والعبر المذكورة في كتابه عن هذا الباب، فالتاريخ لا يجوز أن يزوَّر، ومن التزوير الثقافي اعتداء بعض المؤلفين على كتب سابقة أو معاصرة وسلخها في مؤلفاتهم من دون الإشارة للمؤلف السابق، ومنهم من أخذ قصائد لغيره ونسبها لنفسه، وذكروا في السير والأخبار تهاويل وغرائب مثل كتاب «بدائع الزهور» و«مروج الذهب» و«الزير سالم» ونحوها، حتى ذكروا أن أحد ملوك العمالقة كان طويلاً ضخماً إلى درجة أنه كان يدخل يده في البحر فيصيد سمكة ثم يرفعها ويشويها عند الشمس ويأكلها!! وهذا هذيان، وذكروا في عدد الجيوش في منطقة صغيرة ألف ألف مقاتل أي مليونا وأرضهم لا تتسع لهذا وعدد سكانهم لا يُخرِج عُشْر هذا العدد من المقاتلين، وقد رد مثل هذه الغرائب ابن خلدون وبعض المعاصرين من المؤرخين والكتّاب، يذكر أن الزعيم الفلاني الميت حدّثه بكذا واتصل به وشاوره ومازحه وأكل معه؛ ليعظم هذا المتكلم عند الناس وهو مطمئن لعدم انكشاف كذبه، لأن هذا الزعيم مات من زمان، وبعض طلاب العلم يذكر أنه حفظ عشرات المتون وقرأ آلاف المجلدات وكان يحفظ في اليوم مائة بيت، ولكن للأسف مرت به ظروف، فنسي كل شيء حتى جزء عما، وهذا من التزوير العلمي، وقبل أربعمائة سنة حكم مصر حاكم ظالم طاغية وأصاب مصر زلزال خاف منه هذا الحاكم، وأراد أن يتوب فقام شاعر متملّق فأنشد الحاكم قوله:
* ما زلزلت مصر من كيد ألـمَّ بها
- لكنها رقصت من عدلكم طربا
فعاد الحاكم إلى ظلمه وهذا من التزوير الأدبي، والقرآن هدّد الجميع بقوله تعالى: (ستُكتب شهادتهم ويُسألون).
* الشرق الأوسط