ماذا بعد مذكرة اعتقال البشير
بقلم/ فؤاد الصوفي
نشر منذ: 15 سنة و 8 أشهر و 5 أيام
الأربعاء 04 مارس - آذار 2009 05:49 م

مأرب برس – خاص

بكل أسى وحزن تلقينا نبأ توقيف الأسد البشير ،هذا البطل الذي عرف بقوميته واهتمامه ومواقفه العربية الشامخة التي كانت تجد من الشعوب العربية تأييدا واسعا لأنها تتفق وتطلعات الشعوب العربية التي أصيبت بالمواقف المشلولة الذليلة لكثير من الزعامات العربية.

وهكذا تريد أمريكا والنظام الغربي المنضوي تحت لوائها والخاضع لسياساتها، التي تستهدف تصفيات بقية الأحرار استخدمت أسلحة متنوعة للقضاء على بقية الدم العربي المتحرك ، فمن لم تقدر عليه بهذه الوسيلة ستقدر إليه بوسيلة أخرى ، وهي رسالة أخرى لبقية الأحرار ؛فقد أرسلت الرسالة الأولى :القضاء على نظام صدام حسين ،ثم اعتقاله ومحاكمته بمسرحية هازلة مخالفة لنظام العراق الذي حوكم واعتقل فيه  ، وفي النهاية قتله بأسلوب هزلي مهين وفي وقت استفزت فيه كل الشعوب الإسلامية في ظل صمت هاجن من الزعامات العربية التي كانت هي المستهدفة حتى تعي الهيمنة الجيدة على العالم فتركع كي لا يصير مصيرها كمصيره .

واغتيال الحريري دُوِّل لتتدخل محكمة الجور الدولية فتلصق التهمة بزعامة أخرى فخيارات الإذلال مفتوحة فإذا أدين البشير وقد تم ذلك اليوم وقبل دقائق ، في ظل تواطؤ وصمت من زعامات الذل والهوان،فكلما جهزوه هو اجتماع وزراء خرجيتهم ليجهزوا بيان طاعة وإقرار باسم بيان الشجب والتنديد ،وحتى اللحظة مازال البيان في لحظات المخاض! .

تجاهل هؤلاء عن أن القضية السودانية قضية داخلية ولولا تهييج وتحريك أمريكا لأعداء السودان من أبنائه لتم حل القضية في وقت مبكر، يا ترى ماهي أسلحة الضغط التي سيضغط بها الزعماء العرب في سبيل توقيف تنفيذ الحكم إن كان ذلك ممكنا وهل فعلا سيضغطون؟هل يجهل هؤلاء الزعماء والذين باتت تراهم أمريكا أنهم مدراء أقسام شرطة لديها أن سلامتهم ليست بالركوع فمهما ركعوا فلن ترضى عنهم .

ما فعلته أمريكا في العراق لسنوات وماتفعله وفعلته إسرائيل في فلسطين ومؤخرا في غزة ،وما تفعله قوات التحالف الظالم في أفغانستان وغير ذلك من مواقع الظلم والاستبداد في العالم ،وهل هذا كله بعيد عن محكمة الجور الدولية؟

فبعد إتمام قضية البشير ووضوح ردود الأفعال العربية الفاضحة ، وعلى تصور أن يدان الأسد بقتل الحريري فملف صالح جاهز حيث لم يجف بعد تراب ضحايا صعد ة، وأما الليبي فإن تنازله سهل فكما تنازل عن النووي فلم يبق مايخاف منه ، لأن هؤلاء هم الذين يشكلون فريق الأحرار(الشر بالمفهوم الأمريكي)

فهم العائق أمام انتهاك بقية الكرامة التي كان يدافع عنها هؤلاء بغض النظر عن كمه وكيفه ،كما أنهم هم العائق أمام التسوية الفلسطينية الإسرائيلية وانتهت الوجبة البسيطة التي قدمها الفريق المعتدل أصدقاء أمريكا .فإلى متى هذا الهوان؟

مدير موقع الوفاق الإنمائي

Wefaqdev.net