وكيل أمانة العاصمة يدعو وسائل الإعلام لمواكبة معركة الحسم بروح وطنية موحدة شاهد الأهداف.. مباراة كبيرة لليمن رغم الخسارة من السعودية مصادر بريطانية تكشف كيف تهاوى مخطط تشكيل التوازنات الإقليمية بعد سقوط نظام الأسد وتبخر مشروع ثلاث دول سورية توجيه عاجل من مكتب الصحة بالعاصمة صنعاء برفع جاهزية المستشفيات وبنوك الدم وتجهيز سيارات الإسعاف ما حقيقة خصخصة قطاعات شركة بترومسيلة للاستكشاف النفطية في اليمن أبرز خطوة رسمية لتعزيز الوسطية والاعتدال في الخطاب الديني في اليمن وزير الأوقاف يفتتح أكاديمية الإرشاد مدير عام شرطة مأرب يطالب برفع الجاهزية الأمنية وحسن التعامل مع المواطنين أردوغان في تصريح ناري يحمل الموت والحرب يتوعد أكراد سوريا بدفنهم مع أسلحتهم إذا لم يسلموا السلاح عاجل: محكمة في عدن تبرئ الصحفي أحمد ماهر وتحكم بإطلاق سراحه فوراً الاستهداف الإسرائيلي للبنية التحتية في اليمن يخدم الحوثيين ... الإقتصاديون يكشفون الذرائع الحوثية
مأرب برس - خاص
هـذا أوان الشدِّ يا بعقـوبة صبّي على المحتلّ شرَّ عقوبة
لليوم الخامس على التوالي ومحافظة ديالى الواقعة شمال شرقي بغداد هي المنطقة الأكثر سخونة في العراق حيث صارت هذه المحافظة مسرحا لعمليات عسكرية واسعة ، ولمعارك ضارية تدور رحاها في مدينتي بعقوبة والصويرة ومحيطهما وعلى أكثر من محور في هذه المحافظة ، بين مقاتلي دولة العراق الإسلامية ، وبين قوات مشتركة أمريكية وعراقية حكومية قوامها عشرة آلاف جندي منهم 2500جندي عراقي ، وفقا لناطق عسكري أمريكي ، غير هناك مصادر أخرى تشكك في صحة هذا الرقم وتشير إلى أن القوات العراقية المشاركة في هذه العملية قوامها وحدها 15 ألف مقاتل بمن فيها من جنود وشرطة ومليشيات وخونة ومرتزقة وجواسيس .
الهدف من السهم الخارق :
وتأتي هذه المعارك في إطار العملية الهوليودية الجديدة والتي تعتبر من أكبر العمليات العسكرية التي يخوضها الجيش الأمريكي ضد المقاومة العراقية منذ سقوط بغداد في ابريل 2003 وقد أطلق الجيش الأمريكي المغرم بالأسماء الرنانة على العملية اسم " السهم الخارق " وهي العملية العسكرية الجديدة اليائسة – إن شاء الله - التي بدأتها تلك القوات الأمريكية والعراقية في 17يونيو الجاري لملاحقة مقاتلي دولة العراق الإسلامية أو مقاتلي القاعدة كما تسميهم القوات الأمريكية أو الإرهابيين والبعثيين والصداميين كما تسميهم حكومة المنطقة الخضراء سيئة الذكر ، والذين ينشطون في هذه المنطقة ومن ثم القضاء عليهم – كما زعموا– .
بيد هذا فيما يبدو حلم بعيد المنال في ظل الواقع الحالي وطالما بقي الاحتلال جاثما على صدور العراق والعراقيين ، كما أن مقاتلي دولة العراق الإسلامية لا يتركزون في منطقة بعقوبة فحسب حتى يسهل اصطيادهم بهذه البساطة – كما توحي وسائل الأعلام الخبيثة التابعة للاحتلال الأمريكي أو العربية الدائره في فلكه - وإنما ينتشرون في مختلف مناطق العراق ، والتي تعتبر جميعها ساحة للمواجهة المفتوحة بين الجانبين.
وعلى ذلك يمكن القول أن الهدف الحقيقي من وراء هذه العملية هو فك الطوق الخانق التي تضربه المقاومة العراقية بشكل عام ومقاتلو دولة العراق الإسلامية بشكل خاص حول رقاب المحتلين وأعوانهم في مدينة بغداد والتي تسير الخطة الأمنية الأمريكية - العراقية فيها من فشل إلى فشل ، وتترنح تحت وقع ضربات المقاومة العراقية الباسلة ، وما الضربات العنيفة التي تعرضت لها المنطقة الخضراء معقل القوات الأمريكية في العراق يومي أمس وأمس الأول وما غيرها من الضربات اليومية الموجعة التي تتعرض لها هذه القوات والقوات الموالية في بغداد وفي غير بغداد إلا أمثلة على ذلك هذا من جهة.
ومن جهة أخرى ترمي هذه العملية العسكرية ضرب مشروع دولة العراق الإسلامية والحيلولة بينها وبين إقامة حكم إسلامي حقيقي يقوم على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ويكون نواة لقيام دولة الخلافة الإسلامية القادمة - إن شاء الله - وهو ما شرعت وتشرع فيه دولة العراق الإسلامية بقيادة أمير المؤمنين أبي عمر البغدادي ، نصره الله ، وذلك منذ الإعلان عن قيامها في شهر نوفمبر 2006 ، وهو ما تحاول تعميمه في كل مناطق العراق الخاضعة لنفوذها ، الأمر الذي يؤرق الأمريكيين وحلفاءهم من الصفويين ومن المتهافتين من العراقيين على المناصب والعيش الذليل في ركاب المحتل الغاصب، نظرا لما يتضمنه هذا المشروع من خطر جدي حقيقي على مستقبل مشروع هذا الاحتلال ليس في العراق فحسب وإنما في المنطقة برمتها .
في حين قال بيان صادر عن هيئة علماء المسلمين أن الهدف من هذه العملية والتي أدانتها الهيئة ووصفتها بـ " الإجرامية " هو التخلص من العراقيين الشرفاء المناوئين للاحتلال.
وكان مقاتلو دولة العراق الإسلامية قد أحكموا سيطرتهم في الشهور الماضية على أجزاء واسعة من هذه المحافظة الهامة المتأخمة للحدود الإيرانية في الشرق وجبال زاجروس الكردية في الشمال ، ومحافظة بغداد في الجنوب ، والتي معظم سكانها من أهل السنة مع وجود نسبة لا بأس بها من الشيعة ومركزها مدينة بعقوبة الواقعة على بعد 65كم من بغداد ، وهي تعتبر معقلا من معاقل المقاومة العراقية المناوئة بشدة وضراوة للاحتلال الأمريكي والصفوي للعراق والتي تتصاعد وتيرة المقاومة فيها منذ بداية الاحتلال الأمريكي وحتى اليوم ، مثلها مثل الفلوجة والرمادي وسامراء وتلعفر وغيرها .
استعدادات المقاومة العراقية:
ويبدو مقاتلو دولة العراق الإسلامية في هذه المرة أكثر رغبة في الاستشهاد من أي وقتٍ مضى، وأكثر استماتة في التصدي للقوات الأمريكية المحتلة والقوات العراقية العميلة الموالية لها ، وتحطيم كبريائها الكاذب وصولتها على عباد الله من المستضعفين في الأرض ، مستفيدين من خبراتهم العسكرية السابقة والمتراكمة ، وأيضا من طبيعة المنطقة الزراعية المهيأة لحرب العصابات ولعمليات القنص والكر والفر وعمليات الالتفاف على خطوات وطرق إمداد قوات العدو الأمريكي ، والتي – بالتالي - لا يجرؤ هذا العدو على اقتحامها أو التوغل فيها نتيجة لذلك ، وحتى لا يتعرض لخسائر فادحة في الأرواح والمعدات نتيجة للكمائن الكثيرة التي نصبها له مقاتلو دولة العراق الإسلامية في أدغال وأحراش هذه المنطقة كما حدث ذلك في العمليات السابقة.
وسبق لمقاتلي دولة العراق الإسلامية في الشهر الماضي استهداف العديد من الجسور في هذه المنطقة منها جسر رئيسي كبير في بعقوبة وذلك من أجل إعاقة تقدم القوات الأمريكية والعراقية والتي كانت تحضر لهذه العملية العسكرية .
ويتمتع مقاتلو دولة العراق الإسلامية في هذه المنطقة – وفي كل منطقة – فضلا عن تمتعهم بالمعنويات العالية والرغبة في الاستشهاد والتضحية بالمهج والأرواح دفاعا عن الدين والعرض – يتمتعون بخبرات قتالية كبيرة تراكمت على مر السنين ، كون أكثريتهم كانوا في السابق من خيرة قوات الجيش والحرس الجمهوري العراقية ، والذين سبق لهم أن أذاقوا القوات الفارسية والحرس الثوري الإيراني هزائم قاسية خلال حرب الثماني سنوات ، وهي الهزائم التي أرغمت نظام الآيات في طهران على التخلي عن العناد ومن ثم إعلان وقف إطلاق النار وإنهاء القتال مع العراق ، والذين - بفضل الله - انضموا للدولة الإسلامية في السنوات الماضية .
وكون البعض الآخر من هؤلاء المقاتلين سبق لهم أن شاركوا في الحرب الجهادية ضد قوات الاتحاد السوفيتي السابق على أراضي أفغانستان ومن ضمن هؤلاء أقلية من المجاهدين العرب وغير العرب من شتى البلدان الإسلامية ، وهؤلاء – مع غيرهم من المقاتلين العراقيين من مختلف الشرائح الاجتماعية – تاجٌ على رءوس الأمة الإسلامية ومحل فخر واعتزاز جميع المسلمين.
كما رد مقاتلو دولة العراق الإسلامية على هذه العملية بتوسيع وتصعيد نطاق عملياتهم النوعية في مختلف الجبهات فقد امتدت ضرباتهم الموجعة للقوات الأمريكية والعراقية لتشمل كافة مدن ومناطق المثلث السني فضلا عن العاصمة بغـداد ، غير أن أقل القليل هو ما تبثه وسائل الإعلام عن تلك العمليات .
تضارب الأنباء من مسرح العمليات
وفي حين تعلن مصادر الجيش الأمريكي ومصادر الحكومة العراقية عن مقتل وأسر العشرات من مقاتلي دولة العراق الإسلامية والعثور على مخازن أسلحة هنا وهناك ، وعن تحقيق تقدم يذكر في العمليات العسكرية الجارية ، في حين نفت مصادر المقاومة العراقية ومصادر دولة العراق الإسلامية في ديالى هذه الأخبار ، واتهمت القوات الأمريكية بالكذب والافتراء ، وبقتل الأبرياء العزل من العراقيين ، وأفادت تلك المصادر أن القوات الأمريكية والعراقية المشتركة لم تجرأ على دخول أي منطقة من المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلي دولة العراق الإسلامية بالرغم من الضربات الجوية العنيفة بواسطة الطيران الحربي والمروحي والقصف المدفعي العشوائي المكثف ، والذي يطال المدنيين ، واعترفت هذه المصادر باستشهاد 8 من مقاتلي دولة العراق الإسلامية فقط ، لكنها أعلنت في الوقت نفسه أن مقاتلي دولة العراق الإسلامية يواجهون هذا الهجوم الغاشم ببسالة ، وأنهم تمكنوا حتى صبيحة يوم 20/6/2007 من تدمير أكثر من (25) آلية عسكرية وقتل أكثر من (60) جندي أمريكي و (100) من قوات الحرس الوطني التابع لحكومة المنطقة الخضراء .
وأعلنت دولة العراق الإسلامية في وقت سابق عن قيام أحد مقاتليها يوم 18 / 6 / 2007 م، بتفجير سيارة مفخّخة وسط رتل من الآليات الأمريكية المتجمعة في منطقة كاطون الرحمة ضمن ولاية ديالى، وهي المنطقة التي تشهد أشرس المعارك بين الطرفين ، مما أدى إلى تدمير آليتين أمريكيتين طراز " همر "وإصابة أخريات بأضرار بالغة، ومقتل عشرة جنود من عبّاد الصليب، وجرح عدد آخر منهم – كما ورد في نص البيان . وكانت هذه العملية إضافة إلى عمليات أخرى كثيرة ، ضمن حفلة الاستقبال الدموية التي أعدها مقاتلو دولة العراق الإسلامية للقوات الأمريكية والعراقية ، وهم يعدون الأمة بالمزيد منها في الأيام القادمة .
وقد يُنظر إلى هذه المعلومات على أنها تأتي في سياق الحرب الإعلامية بين الطرفين ، إلا أن بيانات دولة العراق الإسلامية تظل هي الأكثر مصداقية ، يعزز تلك المصداقية اعتراف الجيش الأمريكي ، يوم 21/6/2007 بمصرع 14 جندي على الأقل ، في العراق خلال اليومين الماضيين . وهذا طبعا غيض من فيض لإن الأمريكيين – كما هو معروف - يكذبون ولا يعلنون عن عدد قتلاهم الحقيقي –
الجدير بالذكر أن تلك المعلومات جاءت في بيانات منفصلة صادرة عن وزارة الإعلام التابعة لدولة العراق الإسلامية خلال الأيام الثلاثة الماضية ونشرت على العديد من المواقع على شبكة الانترنت. ولم يرد لها أي ذكر في وسائل الإعلام والتي تخضع لرقابة وضغوط مستمرة من قبل المسئولين الأمريكيين.
جرائم بالجملة ضد المدنيين : هل من مغيث ؟
وتذكر بعض المصادر أن حوالي 12 مدنيا بينهم 3 نساء لقوا حتفهم فضلا عن عشرات الجرحى ، والذين لا يزال مصيرهم مجهولا تحت الأنقاض ، وهذا في اليوم الأول من العملية فقط ، مع عدم سماح قوات الاحتلال الأمريكي باستخدام سيارات الإسعاف لنقل الجرحى إلى المستشفيات كما تمنع أي إجراء من شأنه إنقاذ المصابين ، بدعوى الضرورات الأمنية .
وتتهم مصادر دولة العراق الإسلامية قوات الاحتلال الأمريكي والقوات الحكومية والمليشيات الشيعية التابعة لها في بيان لها صادر في 21/6/2007 بـ " هدم وتدمير عدد كبير من منازل المسلمين العُزّل في بعض مناطق ولاية ديالى بدعوى إنهم إرهابيون؛ أو رجعيون؛ أو متطرفون؛ أو أصوليون؛ وغيرها من الدعاوى الكاذبة التي يبررون فيها أعمالهم الإجرامية " كما ورد في البيان
وكانت في بيان سابقٍ لها مؤرخ في 19/6/2007 قد اتهمت قوات جيش الاحتلال الأمريكي بأنها " أقدمت على هدم مسجد " عبد الله بن المبارك " وعدد من الدور الآمنة الملصقة به في حي المعلمين وسط مدينة بعقوبة ضمن ولاية ديالى " وبقتل " عدداً من المسلمين بينهم عدة نساء " كما جاء في ذلك هذا البيان نفسه والمنشور أيضا على شبكة الانترنت أيضا .
وزعم جيش الاحتلال الأمريكي نفسه أمس الخميس بان طائراته قصفت منزلا مفخخا في محافظة ديالى غير أن الضربة أصابت منزلا آخر عن طريق الخطأ مما أدى إلى إصابة 11 مدنيا بجراح .وهذا دليل على مدى الارتباك والهلع وحالة الانهيار العصبي وفقدان التوازن ، التي تسيطر على الجنود والطيارين الأمريكيين وعلى مدى استهتارهم بأرواح الأبرياء العزل من المدنيين العراقيين .
يأتي ذلك منسجما مع ما ورد في تقرير نشر في 21/6/2007 على مواقع الرابطة العراقية والتي يحظى بشرف مناوئة الاحتلال الأمريكي الصفوي المزدوج للعراق وكشف مخططاتهما للعالم .
ويكشف هذا التقرير والذي أعده قسم حقوق الإنسان في بغداد - بناء على اتصالات مع أهالي مدينة بعقوبة ومدن أخرى في محافظة ديالى - عن معلومات مرعبة حول ما جري ويجري في محافظة ديالى منذ ابتداء هذه العملية " يوم17/6/2007ولحد إعداد هذا التقرير ، ومن ذلك ما يلي :
- تشريد مئات العوائل النازحة من جحيم نيران الاحتلال وتقدر الخسائر بأكثر من 150شهيد وجريح معظمهم من النساء والاطفال وكبار السن من المدنيين الابرياء العزل وتم تدمير اكثر من ستين دار سكنيه ومحلات .
- تعرض " قرية الرسول في خان بني سعد إلى هجوم يومي من قبل المليشيات والقصف بالهاونات لمدة أربعة أيام متتالية إضافة الى أعمال الخطف والقتل على الهويه والانتهاكات من قبل القوات الحكوميه الشرطة والجيش "
- ويشير التقرير إلى وجود عمليات خطف وقتل على الهوية تطال الأبرياء من المدنيين فضلا عن عمليات اتهجير المنظمة والواسعة التي تقوم بها قوات الاحتلال الأمريكي والقوات الحكومية في المناطق التي يتم قصفها والتي يتم تسليمها إلى المليشيات واللجان الشعبية التابعة للمدعو أحمد الجلبي
- تعرض " مدينة الخالص يوميا لعمليات الدهم والقتل على الهوية والانتهاك من قبل فوج طوارئ القضاء الذي يقوده العميد حسن العمبكي المنتمي إلى منظمة بدر وارتكب عدة جرائم في المنطقة منها قتل ستة أشخاص من عشيرة العبلي ( قبيلةالعبيد )وتجري هذه الجرائم بعلم قوات الاحتلال الامريكي والقوات الحكوميه الأخرى دون رد فعل بل تهدد قوات الاحتلال عبر مكبرات الصوت بواسطة المترجمين العراقيين الأهالي المدنيين العزل بتسليم أحيائهم إلى المليشيات ".
تجمع عشائر ديالى :
والملاحظ هو غياب أي دور ملموس لما أسمي بـ " تجمع عشائر ديالى " في هذه العملية العسكرية – كما كان متوقعا في السابق – ومرد ذلك هو أن هذا التجمع المسلح ، والذي حاول الأمريكيون تشكيله في الأسابيع القليلة الماضية من أجل الزج به في أتون معركتهم الخاسرة - بإذن الله - مع مقاتلي دولة العراق الإسلامية ، قد مات قبل أن يولد - بفضل الله – وذلك نتيجة لتعارضه مع مصالح نوري المالكي رئيس الحكومة العراقية الموالية للاحتلال والذي لديه ولدى أفراد حكومته حساسية طائفية تجاه العرب السنة ، وخشية من أن يؤدي تسليح العشائر السنية إلى دفاع هذه العشائر عن نفسها إزاء عمليات التهجير والقتل الطائفي واسعة النطاق والتي تقوم بها ضدها قوات الحرس الوطني العراقية والمليشيات الشيعية التي تتبع المالكي وأزلام إيران في حكومته . هذا فضلا عن خشيته من إمكانية وقوع هذه الأسلحة - عاجلا أم آجلا - في أيدي المقاومة العراقية والتي تشكل هذه العشائر قاعدة وملاذا لها .
وليس هذا هو السبب الرئيسي الكامن وراء فشل هذا المشروع الخبيث ، ومتى كان الأمريكيون يحفلون بامتعاض أو معارضة تابع من أتباعهم من أمثال المالكي أو غيره ؟ إنما السبب الأساسي هو الانتكاسة التي مني ما سمي بـ " مجلس إنقاذ الأنبار " بسبب نبذه من قبل زعماء الأنبار الشرفاء ، ونتيجة لسلسلة الجرائم البشعة والفاضحة التي أرتكبها ضد العراقيين الأبرياء ، بعد أن باءت محاولات لصقها بتنظيم القاعدة بالفشل الذريع ، وبعد أن ترددت الأنباء حول هروب المدعو ستار أبو ريشه رئيس هذه التجمع ، وفي جيبه رواتب المليشيات التابعة لهذا التجمع وذلك بعد خلافه مع بقية الانتهازيين والخونة الذين عن طريقهم تم تشكيل هذا المجلس من قبل الجيش الأمريكي .
التوقعات حول نتائج العملية :
وفيما عدا تلك الجرائم ضد المدنيين العزل والتي تمادى فبها الجنود الأمريكيون والصفيون الحاقدون دون رادع أو رقيب أو حسيب ، فلا تشير المصادر المستقلة حتى الآن إلى أي تقدم يذكر على صعيد هذه العملية والتي يهددها الفشل منذ الأيام الأولى لبدايتها أسوة بغيرها من العمليات الكثيرة والكبيرة التي سبق أن شنتها القوات الأمريكية على عدد من المدن العراقية ، والتي لم يجن الجيش الأمريكي من وراءها سوى المزيد من الخسائر والوبال وسوى تأجيج وتصعيد نيران المقاومة العراقية .
وتنبىء الخسائر الثقيلة التي تكبدتها القوات الأمريكية والعراقية في هذه العملية حتى يومنا هذا ، وتحفظ المتحدث باسم الجيش الأميركي الأميرال مارك فوكس في وصف هذه العملية الواسعة بأنها " لن تكون نقطة تحول في الحرب على القاعدة." وتصريح مسئول أمريكي رفيع أن القضاء على القاعدة قد يستغرق حوالي عقدٍ من الزمن ، فضلا عن أتساع نطاق العمليات النوعية ضد تلك القوات في أجزاء كثيرة من العراق كل هذه المؤشرات تنبىء إلى أن الأيام القادمة حبلى بالعديد من المفاجآت والتي ستسوء الأمريكيين وأذنابهم – إن شاء الله .