نعم .. هذه الحقيقة التي يجب أن نواجه أنفسنا أمامها بشجاعة؛ الحوثيون قتلة مجرمين، قتلوا 74 بريء تحت التعذيب حتى اللحظة -من وصلت جثثهم فقط- ويريدوننا هذه المرة أن نكون "اسفنج" نجفف دماء من يخططون لتصفيتهم وقتلهم من المختطفين، يريدون أن يقتلوا الأستاذ الصحفي الجبيحي ويراد لنا أن نلغ في دمه بترديد روايتهم كونه "محكوم بالإعدام"!.
قبل خمسة أشهر اختطفوا الجبيحي، بعد ان اختطفوا ابنيه، وهذه هي أم الجرائم، هي الأبشع على الاطلاق، الاختطاف أعني!، إنها أعظم جريمة وأفظع اعتداء وأشد السلوك توحشا، إنها جريمة متعدية للبشر، كونها اعتداء على الله الذي خلق الانسان ووهبه نعمة الحرية.
قبل أشهر اختطفوا الجبيحي وعذبوه، عذبوه بأبشع أساليب التعذيب، لقد كادوا يقتلونه من جور التعذيب وبشاعته، قبل أيام أصدرت نقابة الصحفيين بيانا عن تدهور صحة الجبيحي المصاب بالمرض أصلا والمعذب بأيدي الوحوش الحوثية المجرمة، واليوم يسربون فاجعة هي جريمة ضمن سلسلة جرائمهم بأنهم حاكموه!
يريدون أن يشرعنوا لقتلهم وجرائمهم؛ ويقننوا لوحشيتهم وإرهابهم!
القانون يجرم الاختطاف وهم اختطفوا أربعة عشر الف مواطن يمني!
القانون ينص على منع احتجاز المتهم فوق 24 ساعة وهم يخفون آلاف اليمنيين منذ سنتين وليس 24 ساعة!
القانون ينص على تجريم التعذيب وهم قتلوا 73 يمنيا تحت التعذيب البشع المتوحش!
القانون يجرم استخدام الوظيفة العامة للانتقام من المواطنين وهم ارتكبوا جرائم عظمى في حق الوطن حين اقتحموا العاصمة واسقطوا الدولة والتقطوا لأنفسهم صورا في كل المكاتب السيادية وأهانوا البلد ورفعوا صرخة ايران فوق العلم الوطني في الوزارات ثم استباحوا الحقوق العامة والخاصة ويتحدثون عن محاكم!!
هم بلغوا منزلة ساقطة من الوقاحة وليس بجديد أن يتحدثوا عن "محاكمات" لكن المؤسف أن نتعاطى نحن مع المجرمين على أنهم يحترمون القانون أو يراعون القضاء!
والسؤال: لماذا سربوا خبرا عن الصحفي الجبيحي؟!
فعلوا ذلك بعد محاكمات هزلية في ما تسمى ب"الشعبة الجزائية" وهذه أنشأت بصفة مخالفة للدستور اليمني وتم الغائها ضمن مخرجات الحوار؛ فهي باطل من أصلها والحوثيون باطل أيضا والاختطاف باطل وجريمة والتعذيب جريمة وبالتالي فكل ما بني على باطل فهو باطل؛ فكيف بجريمة انقلاب تأتي بمجرمين؟!
لو تعاطينا مع أكاذيبهم فنحن نفرش لهم الطريق ونحفر معهم قبور ضحايا جدد؛ لو تعاطينا مع أكاذيبهم فنحن ننصب معهم مشانق ل 36 بطلا، وستكون باكورة نفق جديد يبتلع الضحايا بجلد "قضائي" ونكون شركاء لهم من حيث لا ندري!
لقد قتلوا 74 يمنيا تحت التعذيب؛ هؤلاء من وصلت جثثهم إلى أهاليهم؛ ولا يزال مصير مئات اليمنيون مجهولا حتى اللحظة منذ عامين!
قتلوا الشهداء ال 74 تحت التعذيب دون أن يكلفوا أنفسهم بمحاكمات صورية ولا تسريبات شكلية ولا حتى قذارة في المبررات، قتلوهم ثم هددوا أهاليهم ومضوا.
ومحمد العبسي سمموه، قتلوه ولم يحتاجوا إلى شيء من قبيل هذه الأخبار المتنة التي يضعونها فخا نلوكها لنضيع حقوق مختطفونا الأفاضل!
يقولون انهم يحاكمون 36 بطلا، والتهم التي لفقوها لهم كانت مؤرخة في منتصف 2016، بينما تواريخ اختطاف غالبية ال 36 كانت في ابريل ومايو 2015! فهل كان المختطفون يخرجون من زنازينهم ليقوموا بالاعمال التي يحاكمونهم عليها ثم يعودون؟!
قمة الوقاحة والهمجية ما يجري، لقد قتلوا 74 يمنيا تحت التعذيب! هل تتحيلون كيف يتم قتل إنسان تحت التعذيب!
دعونا نصارح أنفسنا:
نحن مقصرون حد الخذلان في ملف المختطفين!
الاعلام يخذلهم؛ نتعاطى مع أنشطة رابطة الأمهات كتفاصيل هامشية، وحدهن يبكين على الضحايا والمخذولين.
ليس هذا وقت التلاوم..
الاعلام يجب أن يتعامل بمسؤولية مع ملف المختطفين، من منا قص قصة أحد الشهداء الذين قتلوا تحت التعذيب؟!
اليوم حانت لحظة الحقيقة، يجب ان نواجه أنفسنا بصراحة، فالوجع كبير للغاية.
أمام الحكومة مسؤولية أخلاقية وانسانية قبل أن يكون واجبا ضروريا، الحكومة قالت أنها سترعى المختطفين لكنها منذ اربعة اشهر لم تصرف فتات وعدت به أسر المختطفين!
لا وقت للتلاوم اليوم..
أمام الاعلام وحقوق الانسان والخارجية مهمة أخلاقية في التحرك بصورة عاجلة في الدفاع عن المختطفين!
الأمهات مخذولات؛ مخذولات من الحكومة ومن الاعلام ومن المجتمع!
خرجت الامهات في وقفات وتعرضن للاعتداء والمطاردة واشهار السلاح في وجوههن ولم تنبس لمكون سياسي أو اجتماعي او منظمات بنت شفه! سوى بيان خجول من وزارة حقوق الانسان!
لا وقت للتلاوم الآن..
أكاديمي اسمه الدكتور يوسف البواب تعرض للتعذيب وكليته متورمة وجراح عمليته ينزف من التعذيب فيه من قبل الحوثيين، هو عضو هيئة التدريس في جامعة صنعاء، مختطف منذ أكثر من عام ويتعرض لأبشع انواع التعذيب، ولا أحد يتحرك من زملاءه سوى زيارة للمناضل الجسور الدكتور محمد الظاهري!
يقبع المحامي الشرعبي في غياهب السجون السرية في ذمار ويناشد زملاءه وفم نقابة المحامين مطبق!
أطباء ومهندسون وصحفيون ومعلمون وعلماء وعمال وخطباء .. وغيرهم من فئات الشعب يقبعون تحت التعذيب يرزحون تحت الاختطاف المهين؛ ولا صوت للنقابات والاتحادات؟!
لا وقت للتلاوم اليوم...
هذه لحظة الحقيقة ، حقيقة مواجهة أنفسنا والقيام بواجبنا ومسؤولياتنا لانقاذ المختطفين.
اليوم على الحكومة التحول الى فريق عمل يسعى لانقاذ المختطفين ، فريق عمل مسؤول وانساني.
حان الوقت لتشغيل الضمير العام والجمعي.
انقذوا المختطفين، انقذوهم من أن تكونوا سماعون للانقلابيين المجرمين، هذه أول الواجبات وما سواها تعرفون ما عليكم فعله.