|
بين حين وأخر أذكر حرب صعدة وما حدث ويحدث فيها من جماعة الحوثيين فكثيراً هي الحروب التي حدثت هناك ويلقى بعاتقها على النظام السابق في اليمن وتناسوا ذلك الجانب الممول من قبل السعودية وإيران وهو ما آرق السعودية كثيرا وجعلها تتبنى المواقف الحالية في اليمن من مبادرة وحصانة وتعب للزياني وجمال بن عمر, ..........إلـخ .
ومنذ فترة ليست بالبعيدة خصوصا أيام الأزمة إنتشر في الشارع اليمني جماعة تسمى الوهابية تجوب شوارع صنعاء وبعض المحافظات وهؤلاء دخلوا إلي البلاد مع بداية الأحداث بطلب سعودي وبتواطؤ مع بعض أفراد من السلطة القائمة لإعادة بناء تنظيم القاعدة الذي بدأوا يشعرون بتقلص حجمه أثناء الثورة اليمنية .
وهذه الجماعات ترتكز على نفس مبادئ القاعدة وتنظيم طالبان بدعوة الناس إلى الهداية وقد تعمدوا في ذلك إختيار بسطاء الناس من الفقراء وقليلى الثقافة كالعمال والعاطلين المنتظرين في الجولات لاى فرصة عمل وعندهم الإستعداد النفسي للإنحراف لتردي أوضاعهم الحياتية,, وعلى نفس السياق أذكر تصريح الإصلاحي ( الحسن بن علي أبكر) في الجوف الذي يتهم فيه الحوثيين بأنهم يسعون إلى خنق المحافظات الشرقية والتحكم بالخط الدولي لمنابع النفط ,, ووصفهم بأصحاب سوابق وخريجي سجون,, وأن الحوثيين يستعبدون أبناء صعدة,, ولهذا تم تبني السلفية ضد الحوثية.
من هنا نعود بالذاكرة إلي الوراء قليلآ حيث أننا كثير من أبناء اليمن الذين تسألنا مستغربين عن أسباب قيام الوحدة اليمنية في بداية التسعينات بتلك السرعة ولم تكن قد استكملت الترتيبات بعد لإعلان قيامها,, البعض يعتقد انها مؤامرة كانت من قبل نظام الشمال وهذا غير صحيح.
الوحدة اليمنية لم تكن لتعلن عام 90م إلا بعد الإنضمام لمجلس التعاون العربي ليجمع كلآ من العراق -الأردن - اليمن الشمالي- ومصر بعد تجميد عضويته في الجامعة العربية إثر إبرام أنور السادات معاهدة السلام مع إسرائيل.
وهذا الحلف يشبه حلف سوريا وإيران في المنطقة العربية خاصة وأن فكرة المجلس ذلك كانت عراقية وكان الهدف منها تطويق الخليج أمنيا,, لان دول الخليج تنصلت من إلتزاماتها وتعهداتها ووعودها للعراق بعد خروجه من حربه مع إيران,, فإضطر النظام العراقي للتطويق الأمني بتلك المنظومة دول الخليج العربي,, لكن هذا المجلس لم يعمر طويلا حيث حل ذلك المجلس إثر غزو العراق للكويت عام 90م,, في الوقت الذي أرادت العراق أن تكون اليمن طوق أمني جنوبي للخليج مقابل مساعدات ودعم مادي كبير من قبل العراق لليمن ولدعم وحدته الجديدة,, فلم تكن الوحدة لتتم إلا بعد قيام مجلس التعاون العربي,, ولولا مجلس التعاون العربي لما قامت الوحدة,, فقد دعمت العراق وحدة اليمن مؤسسيا وخبراتيه ولوجستيه ودعم مادي كبير ,, ولحاجة الوحدة إلى غطاء أمني يحميها فقد كانت العراق قوة أمنية كبيرة بجانب ذلك الحلف لان هناك لاعبين دوليين وإقليميين يريدون إفشال الوحدة لأنها لا تصب في مصالحهم هذا غير حاجة اليمن في تلك الفترة إلى الدعم المادي ,,فرحبت اليمن ومصر والأردن - فانتهجت السعودية وأمريكا أسترتيجية سياسية جديدة لتفتيت ذلك الحلف والقضاء على أوراقه الأمنية القوية المهددة له فتم القضاء على هذا الحلف وتلك المنظومة تدريجيا.... بدأت بحرب العراق والتدخل الخارجي فيه .
واليمن والحرب الأهلية عام 94م وكانت على وشك الإنفصال والذي لا يمكن ان يحدث حتى المستقبل الغير المعروف بعد لولا تصدع تلك المنظومة ((مجلس التعاون العربي)) وإختفاء المساعدات العراقية لليمن الموعودة حتى إستكمال وحدته ,, وإمتداد الزحف السياسي الأمني خارج اليمن وتوجهها الي حرب أهلية وما حرب 94م إلا نتيجة لتلك الإسترتيجية من التفكيك والتفتيت لمنظومة مجلس التعاون العربي .
ففي تلك الفترة من الأزمة كان يمكن حلها ودعمها وفق حوار وطني بغطاء أمني خارجي داعمً لها,, والذي لم يكن متوفر حينها فالعراق أصبح طوق أمني ومصر خرجت من ذلك الطوق ولم يبق في المنطقة من يدعم ذلك الحوار الوطني والإتفاق عليه بجانب إقتسام منظومة الخليج لإشعال الأزمة في اليمن لوضعهم في حروب أهلية طويلة الأمد.... المثير في الأمر أن مصر فهمت اللعبة فقررت الخروج مقابل دعم كبير لها ولولا خروجها لكانت في تلك الفترة في خبر كان..!!.
فما عاشته اليمن في تلك الفترة المنصرمة ليس الا نتيجة سياسة خاطئة من النظام ,, والأزمة الاقتصادية التي عصفت باليمن هي بقايا تلك الإستراتيجية التي مارستها دول الخليج وأمريكا على اليمن.. حينها قررت اليمن التخلي عن سيادتها والدخول في بيت طاعة الخليج لمصالح جديدة و شروط وضمانات تضمن كرامتها....وقبل شن القتل الإقتصادي الأمني.
وقبل تفكيك الخطاب السياسي الدائر في منطقة الشرق الأوسط الذي صرحت به كونزلس برايس بأنهم بصدد شرق أوسط جديد بالتعاون مع بعض الدول الصديقة وما حدث في العراق من غزو وحرب طاحنة وإنهيار دولة عظمى ليس الا تحت مسمى دولة شرق أوسط جديد
وقد أثبتت الأزمة السياسية في اليمن من هي تلك الدول المزعومة التي تعاونت مع البيج براذر او كما تسمي نفسها شرطي العالم .
فالمعرفة بالشيء لا يكفي ولكن الإستشعار به وتحليله ومع معرفة أبعاده السياسية والإقتصادية والأمنية هنا فقط نقول علمنا وفهمنا ولم نحرك ساكنين .. فما يحدث الآن كنا نعلم به ولكننا فضلنا ان نكون مسيرين على أن تكون لنا الخيرة من أمرنا وتركنا الخيرة لمن يحكمونا....وعند ساعة الصفر فإنهم يحصنون دمائهم ويبيحون دمائنا وكأننا حملا ثقيل عليهم يمنون علينا ببقائنا أحياء.
في السبت 17 نوفمبر-تشرين الثاني 2012 04:33:10 م