|
سألني زميل صحفي خليجي عبر محادثة فيسبوك عن أجواء بطولة خليجي 20 وما يثار من زوابع ومنغصات فقلت له أنت صحفي وتعرف التهويل الذي يحصل في بعض الوسائل الإعلامية , لكن إن شاء الله الأمور مطمئنة وأعتقد أنكم تابعتم الزيارة التفقدية الأخيرة التي قام بها فخامة رئيس الجمهورية والتصريحات التي أدلى بها ومن ذلك تأكيده على أن هناك ثلاثين ألف جندي سيتولون مهام الجانب الأمني خلال البطولة .
فكان رده رسالة قوية لكل مواطن يمني شريف سواء كان من أبناء أبين أو عدن أو غيرها من المحافظات اليمنية حيث قال: نحن نراهن عليكم أنتم المواطنون اليمنيون الشرفاء وأصل العروبة ومنبع الشهامة والكرم وحسن الضيافة واحترام الضيف وتوفير كل ما يمنحه الراحة والأمان أكثر من رهاننا على الإجراءات الرسمية والترتيبات الحكومية . وأضاف بكلمات وعبارات تخترق آذان من به صمم وتثير قشعريرة الصخر: نحن نعرف أخلاقيات اليمني والقيم الأصيلة التي يتحلى بها سواء كانت قيم دينية أو اجتماعية أو إنسانية أو وطنية ..نحن عايشنا مغتربين يمنيين من شبوة ومن أبين ومن عدن ومن تعز ومن الضالع ومن لحج ومن صنعاء ومن حضرموت وغيرها وكانوا أحرص علينا وعلى سلم وطمأنينة مجتمعاتنا وهم بيننا فكيف سيكون حرصهم ونحن بينهم , لا شك سيكون أعظم .
وقال في حديثه مخاطبا البسطاء : أنا واحد من الذين يرفعون بقوة شعار أن اليمنيين أولى بفرص العمل في أسواقنا , كما أنه من أجل الحفاظ على هويتنا الاجتماعية وقيمنا التي تكاد تتأثر بخطر العمالة الأجنبية وتداعياتها السلوكية فإن من الأهمية بمكان إحلال عمالة يمنية محل تلك العمالة الأجنبية , ومستندا في ذلك ويشاطرني كثيرون في الخليج هذه الرؤية , مستندا الى تاريخ طويل من هجرات الاغتراب اليمني في بلدان مجلس التعاون كان فيها اليمنيون مثالا يحتذى عمليا وأخلاقيا ولم تشهد مجتمعاتنا خلال تلك الفترات سلوكيات اجتماعية شاذة وغريبة كما لم تشهد ظاهرة الجرائم والقضايا التي بلغت نسبا كبيرة منذ تقلصت أعداد اليمنيين وزادت أعداد الآسيويين وغيرهم من العمالة الأجنبية. ومضى يقول : وفي ضوء ذلك نحن الآن ندفع بقوة عبر كتاباتنا وموادنا الصحفية لبلورة موقف ينعكس في فرمانات وقرارات رسمية تعجل وتسرع بفتح الأبواب مجددا لاستقطاب واستيعاب العمالة اليمنية في أسواق العمل الخليجية ..وكل أملنا أن لا يجهض الفوضويون والخارجون على القانون كل مساعينا وجهودنا ,يبددوا ويحطموا بالدرجة الأولى آمالكم وأحلامكم أنتم الشباب الطموح الذي يبحث عن الاغتراب وعن فرص العمل المناسبة وعائداتها المجزية ..وبطولة خليجي عشرين هي بالنسبة لكل ذلك سيف ذو حدين ..فكل نجاح سينعكس أثره بصورة إيجابية وسيخلق رأيا عاما خليجيا لصالح اليمنيين والعمالة اليمنية ..وأي أعمال عنف وفوضى وأذى يمكن أن يعرض سلامة ضيوفكم للخطر سيعرضكم أنتم الشباب والبسطاء للخطر كونه سينعكس سلبيا على أي خطوات تعاون وتكامل خليجي يمني.. وحين تحدث أي أعمال سيئة سيتساءل إخوانكم وضيوفكم من بلدان مجلس التعاون وسيقولون لم تستطيعوا ضيافتنا لمدة أسبوعين ونحن نستضيفكم من عقود ومنذ عشرات السنين . وتابع قائلا : ما دامت البطولة ستقام في أبين وعدن فاسمح لي أن أتوجه بالسؤال لأبناء هذه المناطق والمناطق المجاورة لها وأقول لهم : عندما تحث مشاكل داخلية في ما بينكم وأعمال هي غير مشروعة فضلا عن الأعمال الإرهابية ويكون ضحاياها من بينكم ومنكم فيكم قد يتحدث الآخرون عن بلدكم ودولتكم وقد يقولون أن هناك فوضى ولا دولة ..لكن عندما يتعرض ضيوفكم لسوء فسيقول الناس للأسف الشديد ليس هناك شعب وليس هناك قيم أخلاقية وإنسانية ودينية لدى هؤلاء ..إذا كنتم فقراء ماديا فسيغنيكم الله من فضله وسنكون عونا لكم ..لكن إذا كنتم فقراء أخلاقيا وسلوكيا وتخليتم عن شهامة وكرامة وضيافة ووفادة ونجدة العربي اليمني الأصيل فسينطبق عليكم القول المأثور : إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ..فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.
وبصراحة ليس هناك تعليق على هذه الرسالة وليس هناك من رد سوى أن نكون عند مستوى المسؤولية ولا نقف كأغلبية صامتة تترك للإرهابيين والخارجين على القانون العبث بمقدراتنا والإساءة إلى سمعتنا وتحطيم آمالنا وطموحاتنا والقضاء على فرص نجاح أي خطوات ومساعٍ لمساعدتنا ودعمنا وتمكيننا من التغلب على ظروفنا الصعبة.
في الأحد 17 أكتوبر-تشرين الأول 2010 06:16:34 م