تقرير أممي يؤكد تمرد الانتقالي عسكرياً على الشرعية مأرب تحتشد تضامناً مع غزة وتنديدا باستمرار حرب الإبادة الاسرائيلية مباحثات يمنية سعوديه بخصوص إجراءات سير تأشيرات العمرة اجراءات حكومية رادعة ضد محلات الصرافة المخالفة والمضاربين بالعملة في جميع المحافظات المحررة حشود هادرة بمحافظة تعز تنديدا بجرائم الابادة والتهجير بقطاع غزة الذكاء الاصطناعي يورط عملاق التكنولوجيا «تسلا» ويقودها للمحاكمة عبر القضاء كلاب آلية تنظف أحد الجبال المصنفة ضمن قوائم التراث العالمي رابطة اللاعبين المحترفين تكشف عن المرشحين لجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي لشهر أكتوبر دولة خليجية تبدأ بسحب الجنسية من المئات من مطلقات مواطنيها الإنذار المبكر ينشر توقعات الطقس خلال الساعات الـ24 القادمة في 11 محافظة يمنية
(( عاش الجنوبيون نحو 130 عاماً في ظل حكم بريطاني حافظ خلالها وبشكل عام على كرامتهم، ويعيشون منذ نحو 20 عاماً في ظل وحدة يمنية أخذت خلالها صنعاء في السنوات الأخيرة تذيقهم صنوفاً من الإذلال ))
بهذه العبارة العجيبة بدء الأستاذ نجيب قحطان الشعبي مقالة وتحليله المطول من جزأين والذي حاول من خلاله جاهدا التقرب من أصحاب الفكر الانفصالي وتحديدا أصحاب ما يسمى بالحراك الانفصالي في بعض مديريات محافظاتنا اليمنية الجنوبية علا وعسى ينال الرضى بعد أن شعر بشئ من التهميش خاصة فترة ما بعد خوضة المنافسة في الانتخابات الرئاسية الفائتة .
نجيب قحطان الشعبي هو الابن الأكبر لأول رئيس يمني جنوبي بعد الاستقلال وقد عُرف عن أبيه الكثير من الصفات الحميدة والمواقف الوطنية المشهودة , وهو اليوم و بعد هذه السنين الطويلة من العمل السياسي ربما يبحث عن دور سياسي جديد وزعامة مفقودة يتمناها لنفسه ليختم بها باقي حياته حتى وان جاءت هذه الزعامة على حساب تلك المبادئ التي ناضل قحطان الشعبي من اجلها بل ودفع حياته ثمنا لها, وهي مبادئ وأهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر التي حررت الشعب اليمني في الجنوب والشمال معا من الاحتلال الأجنبي والاستبداد الأمامي , ليأتي نجيب بعد ما يقارب نصف قرن فيقول للناس عبر مقالاته بان الاستعمار والاحتلال البريطاني كان ارحم للناس مما سماه بحكم سلطة صنعاء عاصمة الوحدة اليمنية التي ناضل آباءه وأجداده من اجل تحقيقها وقد تحققت بالفعل عام 1990م .
الوحدة اليمنية كما نعلم جميعا هدف سامي لثورة حقيقية ونضال حقيقي لثوار أحرار قدموا الكثير من اجل تحقيقها , الوحدة اليمنية منجز تاريخي ومطلب شعبي وضرورة إستراتيجية ومصير شعب عظيم وكبير تعداده أربعه وعشرون مليون يمني , الوحدة اليمنية ستبقى شامخة بإذن احد أحد وهي محمية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ومن لم يعجبه الحديث عن وحدة بلادة بهذا الشكل وهذا التصور فليشرب من ماء البحر على رأي المناضل الوحدوي الشهيد ياسر عرفات رحمة الله عليه .
وفي المقابل أي ممارسة " فردية " في ظل دولة الوحدة تخرج عن إطار القانون والدستور كنهب الأرض وظلم الناس أو الإقلال من كرامتهم أو شأنهم فمردها إلى نفس القانون والدستور , وبالتالي الوحدة كمنجز ومصير حتمي ليست المشكلة وليست سبب لضيق حال البعض أو الكل ولا ينبغي أن يضعها أي يمني حر في محل الاتهام , فالمخطأ فقد كائن من كان هو من يُحاسب بقدر خطأه وإذا أراد الناس الخروج السلمي للتعبير عن مطالبهم فليخرجوا في إطار القانون والدستور وليطالبوا بردع الظلم أين ما وجد وبمكافحة الفساد والمفسدين والمطالبة بتقديمهم للعدالة بعد تقديم الدلائل الدامغة على فسادهم وليطالب الخارجون سلميا أيضا بإرجاع الحقوق المسلوبة أو المنهوبة إلى أصحابها في إطار نفس القانون والدستور الذي نستظل جميعا تحته وبهذا فقط نرجع إلى الحق والى الصواب و العقل والمنطق الذي يعترف به العالم وكل الناس .
أخي نجيب أنت لا تعرفني شخصيا و أنا كذلك ولكني قرأت لك الكثير من الكتابات الصحفية والغريب أن بعضها والى وقت قريب كان يمدح الوحدة بشكل ملفت , فما هو الشئ الحقيقي الذي جد في هذا التغيير السلبي الذي طرأ عليك ؟ هل هي السياسة و المصالح الذاتية والبحث عن مكانه أو دور ؟ وان لم تكن فما هو الشئ الذي غيرك بالضبط ؟
اعذرني على هذه الصراحة أو الأسلوب المباشر للنقد ووالله إنني لا انتقد شخصك الكريم ولكني فقط انتقد آرائك الأخيرة عن وحدة بلادك وهي الآراء التي استفزتني كثيرا كقارئ خاصة تلك التي بينتها في مقالك الأخير الذي احتوى من وجهه نظري على كم كبير من المغالطات والتحريض السياسي المقيت خاصة عندما وصفت أهلنا في الجنوب بأنهم يعيشون صنوفا من الإذلال وإهدار الكرامة ...الخ مما جاء في مقالك سالف الذكر, والطامة الكبرى انك فضلت حياة الاحتلال البريطاني على الحياة التي يعيشها الشعب اليمني اليوم في ظل وحدة اندماجية كسرت بالفعل قيود الاستبداد الحقيقي الذي كان يعيشه أهلنا في الجنوب أيام الاحتلال البريطاني وأيام الحكم الشمولي للجبهة القومية وللحزب الاشتراكي الذي سلب منك ومن أبيك الحرية والكرامة التي تتحدث عنها , فقد قتل أبيك غدرا على يد رفاقه بعد نضال طويل وشردت أنت وأسرتك الكريمة من بلدك وأنت ابن رئيس جمهورية فما بالك بالمواطنين العاديين في محافظات الوطن الجنوبية والشرقية آنذاك و الذين ذاقوا اشد أنواع العذاب والاستبداد والإذلال أيام الحكم القمعي والبوليسي , فلا اعتقد انك نسيت مجازر الرفاق والقتل بالهوية وتشريد الناس من بيوتهم ووطنهم وسحل العلماء واغتيال القادة وتأميم الممتلكات الخاصة ومصادرة الحقوق المدنية وتكميم الأفواه وتطبيق شعارات لا صوت يعلو فوق صوت الحزب.. وتخفيض الراتب واجب ....الخ
ووالله لقد اندهشت من كلامك وتحليلك خاصة انه صدر من رجل خاض تجربة مريرة مع هذا الماضي الأسود الذي لن ولم يُنسى بجرة قلم أو بمقال صحفي .
أتمنى أن تكون الحالة التي تمر بها حاليا سحابة صيف لأنك كسياسي ومثقف وابن رئيس ومناضل معروف اعتقد انك اكبر مما يضنه البعض فيك ....وفي الختام ارجو ان تتقبل تحياتي الصادقة مع اعتذاري واحترامي لك ولقلمك الحر .
ali.alkhamesy@gmail.com