تحذير البنك الدولي من انزلاق اليمن نحو أزمة إنسانية واقتصادية حادة تقرير أممي يكشف تعزيز قوة الحوثيين نتيجة دعم غير مسبوق تقرير أممي يؤكد تمرد الانتقالي عسكرياً على الشرعية مأرب تحتشد تضامناً مع غزة وتنديدا باستمرار حرب الإبادة الاسرائيلية مباحثات يمنية سعوديه بخصوص إجراءات سير تأشيرات العمرة اجراءات حكومية رادعة ضد محلات الصرافة المخالفة والمضاربين بالعملة في جميع المحافظات المحررة حشود هادرة بمحافظة تعز تنديدا بجرائم الابادة والتهجير بقطاع غزة الذكاء الاصطناعي يورط عملاق التكنولوجيا «تسلا» ويقودها للمحاكمة عبر القضاء كلاب آلية تنظف أحد الجبال المصنفة ضمن قوائم التراث العالمي رابطة اللاعبين المحترفين تكشف عن المرشحين لجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي لشهر أكتوبر
ما يقوم به علي صالح مخجل ومهين وأيضا مثير للسخرية، وهذا التمسك بالكرسي وبتلك الصورة المذلة التي يظهر عليها عمل لا يقوم به الإنسان العادي الذي يمتلك الحد الأدنى من الصفات الإنسانية والتي تجعله يسموا على ذاته وينتصر لنفسه ويرفض الظهور بصورة غير لائقة، فكيف الحال برئيس دولة يمثل شعب ووطن وتاريخ!
والواضح أن علي صالح ورغم الثلاثة والثلاثون سنة التي قضاها في عالم السلطة والنفوذ والحياة " الأرستقراطية" التي تُلزم لها نوع معين من التعامل وتخلق ولو شيء يسير من الأخلاق لم تغير في طباعه البدائية شيء، فهو يتصرف وكأنه عسكري يحاول أن يبتز بائع قات في أحد الأسواق و يستخدم كل شيء ممكن في لحظتها حتى يفوز بأكبر قدر ممكن من السلعة، فهذه اليمن بكل ما بها ما كانت إلا قيمة شخصية يجب أن يستحوذ عليها لنفسه مدى الحياة وأن تجرأ احد بالاقتراب منها فهو على أتم الاستعداد لحرق اليمن ومن عليها.
توجد مهمة صعبة جدا أمام الشعب اليمني والمجتمع الدولي حتى يستطيعوا التوصل إلى أتفاق مع هذا الكائن، وهي أولا محاولة إعادة أنسنته من جديد بشكل مكثف وفي أسرع وقت برغم أنني اشك بمقدرتهم على ذلك، لكنها محاولة ولابد منها، فأنت لا تستطيع أن تتواصل كآدمي يحمل فكرا ولغة ومصطلحات إلا مع آدمي مثلك بغض النظر عن جنسه أو لونه أو دينه، وهذا ما ينقصنا فعلا في التعامل مع الرئيس الحالي، فهنالك مفاهيم لا يمكن لنا أن نستوعبها ولا تصرفات ممكن أن نفهمها، أنه ينتمي إلى عالم بدائي جدا، عالم ما قبل الترقي الطبيعي للإنسان.
لم ولن يوجد رئيس دولة مثل علي صالح، رجل في قمة الشره والخبث ، ولا يهتم لسمعة وطن طالما تفنن في تمريغ كرامته وكل ما يرمز إليه بالوحل، وأن هذا الإنسان وخلال الأربعة أشهر الماضية قام وبشكل عجيب بتعرية نفسه أمام المجتمع الدولي وظهر كما لم يظهر إنسان من قبل، في مقابل ذلك لم ولن يوجد العالم المعاصر شعب كما الشعب اليمني الذي تفوق على نفسه وأستحضر كل تاريخه وأرثه الحضاري ليعلن أمام العالم كم هو متمدن وصبور وأنه على أتم الاستعداد ليمضي قدما حتى يحقق أهدافه النبيلة والمستحقة بإقامة دولة مدنية يتساوى بها الجميع تحت القانون والمؤسسات الدستورية، شعب ورغم كدر الدنيا وتكالب كل المواجع عليه، رغم التجهيل المتعمد والفقر المزمن والمد الغير محدود بالسلاح الشخصي مقابل تغيب ممنهج لدور القانون، خرج كالعنقاء من بين الخراب يرفع رايات الحب والسلام بشكل ما كان يحلم به علي صالح حتى في أسوء كوابيسه.
الآن اتضحت الصورة أمام العالم بشكل جلي وبدون أية تشويش، عرف العالم أن من يحكم اليمن رجل لا يملك مبادئ، وانه لا يلتزم بما يعد به، رجل يستطيع أن ينقلب علي أي أحد بدون أي تردد، وأنه دموي قد يأخذ البلاد إلى مصيبة ستؤثر على الأمن الدولي وتهدد المصالح الغربية في منابع النفط، وان هذا التساهل معه يعطي إشارات غير مفهومة للشعب اليمني الذي وحتى اللحظة يقوم بدور طليعي ومميز على مستوى تاريخ الثورات العالمية كلها.
فهل يستطيع المجتمع الدولي تجاوز الغطاء الخليجي ومعاملة علي صالح أسوة بمعاملة أي ديكتاتور آخر بالمنطقة عبر الضغط عليه بتجميد أرصدته المالية وأرصدة أبناؤه ومنعه من التصرف بالأموال الخاصة بالبلد وفرض عقوبات عليه وعلى الدائرة المحيطة فيه وعدم التعامل معه كنظام شرعي، لأن الوضع الحالي وجموده بهذا الشكل يعني دمار شامل للبلد واقتصادها بينما هو لا يتضرر أبدا.
ومن خلال متابعة للحدث تبين أن الشعب اليمني يعطي البديل عن هذا النظام سواء في المعارضة _ رغم التحفظ على الكثير من تصرفاتها _ أو في القيادات الشابة من التكونوقراط، كما تبين للجميع أيضا بأن كل تلك الدمى المخيفة التي يلوح بها صالح تجاه المجتمع الدولي من قاعدة أو حوثيين أو حتى حراك جنوبي إنما هي موجودة فقط في ذهنه المتكلس خراب وجمود وأنها كلها أزمات مصطنعة يمكن القضاء عليها جذريا متى ما توفرت الإرادة الوطنية الصادقة وهذه ما كان يفتقدها نظام على صالح القائم على العشوائية والارتجالية وإلا مبالاة.