|
التقرير الذي رفعته أللحنة الخاصة لتقصي الحقائق حول نهب أراضي الحديدة و المكلفة من قبل مجلس النواب كشف مدى الظلم الذي وقع على أبناء هذه المحافظة والمحافظات الأخرى –لان الظلم هو الوحيد الموزع بعدالة على جميع المحافظات- ومدى العبث الذي يقوم به المتسلطون على البلاد وأصحاب النفوذ الذين لم يرقبوا في هذا الوطن إلاً ولا ذمة ، ان التقرير قد كشف ، العبثية والفوضى التي نعيشها ، إن الضمائر إذا خلت من الإيمان خوت ، وإذا خوت ماتت ، فتصير النفس بلا إيمان يردعها ولا سلطان يزجرها ، إن ما يترتب على نهب الأراضي بالقوة المالية أو النفوذ ، هو خلل اجتماعي كبير لان الظلم لا يولد إلا ظلمات ، ظلمات الحقد وظلمات الكراهية ، إن حماية أموال الناس هو كلية رئيسية من كليات الإسلام ومقصد أساسي من مقاصد الأحكام ، يضطلع به الحاكم الذي ولي أمر الأمة ، إن الملاحظ في هذا التقرير أن الناهبين هم من علية القوم ، فهم بنفوذهم المغتصبين لحق الضعفاء والمساكين ، وليس كل من ورد اسمه ناهب، لأن هذا لا يثبته إلا القضاء ،وهذا من باب الإنصاف ولكن الظلم قائم والنهب حاصل ، والسؤال الذي يطرح نفسه ما المسوغ الأخلاقي الذي يستند إليه هؤلاء الظلمة ؟ ثم ماذا سيفعلون بهذه الأراضي ، لن يأخذوا معهم إلا مترا في متر ونصف ، هذه هي المساحة من الأرض التي سيسكنوها لو كانوا يعقلون ، ثم يحاسبون حسابا عسيرا بين يد من لا تخفى عليه خافية فقد ثبت في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من اغتصب شبراً من الأرض طوقه يوم القيامة من سبع أراضين) شبرا واحدا ، فما بالكل بالكيلو مترات ؟ إن بعض النهابين نهب ما مقداره 15 كم ،و قال: صلى الله عليه وسلم ( من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه، فقد أوجب الله له النار، وحرم عليه الجنة) إن أراضي الحديدة نهبت قبل أراضي عدن ، وهي أكبر بكثير ، ولان أهل الحديدة ألين قلوبا وأرق أفئدة ، ولكن دعوتهم نافذة ، فقد ربما هي سبب ما نحن به من بلاء ، أو من الأسباب الرئيسية ،إنها ثمرة الظلم .
قال: صلى الله عليه وسلم ( اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم) ، فتذكر أيها الظالم: قول الله عز وجل: \"وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء \". وقوله سبحانه: \"أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى \". وقوله تعالى: \"سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ \". وقوله صلى الله عليه وسلم \" إن الله ليملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته\"، ثم قرأ: \"وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ \"، وقوله تعالى: \"وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ \" وتذكر أيها الظالم: الموت وسكرته وشدته، والقبر وظلمته وضيقه، والميزان ودقته، والصراط وزلته، والحشر وأحواله، والنشر وأهواله. تذكر إذا نزل بك ملك الموت ليقبض روحك، وإذا أنزلت في القبر مع عملك وحدك، وإذا استدعاك للحساب ربك، وإذا طال يوم القيامة وقوفك. وتذكر أيها الظالم: قول الرسول صلى الله عليه وسلم : \" لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء \". والاقتصاص يكون يوم القيامة بأخذ حسنات الظالم وطرح سيئات المظلوم، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: \" من كانت عنده مظلمة لأخيه؛ من عرضه أو من شيء، فليتحلله من اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه\" وعنه صلى الله عليه وسلم: \" أتدرون ما المفلس، قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع فقال: إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه، أخذ من خطاياهم وطرحت عليه، ثم طرح في النار \"
هذا هو نهاية المطاف لكل ظالم وطاغوت .
في الأحد 18 إبريل-نيسان 2010 09:39:45 م