آخر الاخبار

السفير اليمني بالدوحة يبحث مع وزيرة الدولة للتعاون الدولي القطرية تعزيز التعاون المشترك رئيس الوزراء يبلغ المبعوث الأممي بعد عودته من إيران: السلام لن يمر الا عبر المرجعيات الثلاث المتوافق عليها محلياً وإقليمياً ودولياً وزير دفاع خليجي يصدر بحقه حكم قضائي بسجنه 14 عاما وتغريمه أكثر من 60 مليون دولار حكم قضائي بسجن وزير داخلية خليجي 14 عاما وتغريمه أكثر من 60 مليون دولار . تعرف على القائمة الكاملة للأسماء الخليجية التي توجت في حفل Joy Awards 2025 بيان عاجل من مصلحة شؤون القبائل بخصوص هجوم الحوثيين على قرية حنكة آل مسعود .. دعوة للمواجهة بايدن: حشدنا أكثر من 20 دولة لحماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر .. هل سيصدق في استهداف الحوثيين تحركات دولية وإقليمية لإعادة صياغة المشهد اليمني .. والحاجة لمعركة وطنية يقودها اليمنيون بعيدا عن التدخلات  ملتقى الفنانين والأدباء ينظم المؤتمر الفني والأدبي الثاني للأدب والفن المقاوم بمأرب بمشاركة أكثر من 100 دولة و280 جهة عارضة اليمن تشارك في مؤتمر ومعرض الحج 1446هـ بجدة

الثورة في إيران
بقلم/ علي أحمد العمراني
نشر منذ: 5 سنوات و شهر و 26 يوماً
الثلاثاء 19 نوفمبر-تشرين الثاني 2019 06:03 م
 

ليس غريبا أن تندلع ثورة في إيران، بل الغريب أن الثورة ضد نظام ولاية الفقيه تأخرت كثيرا في بلد عريق وشعب ذكي مثل شعب إيران المثير لإعجاب العالم عبر الكثير من تاريخه ونتاجه الثقافي.

لا بد أن يفهم من يهمه الأمر، أن إدارة الأمم في الألفية الثالثة لن تفلح بقيادة رجال الدين أو هيمنتهم،أو فهمهم وتفسيراتهم وتشعبات فتاواهم في الإقتصاد والعلوم والحكم والثقافة.

للدين مقاصد نبيلة وغايات حميدة في الحياة وله أثره الإيجابي في الإجتماع الإنساني، لكن هناك ثابت ومتحول في هذه الحياة، والكثير من رجال الدين أو مختصيه تتسم آراؤهم وفهومهم بالجمود والتصلب والغرابة وحتى العنف، بينما ديناميات الحياة البشرية وتفاعلاتها ومتطلباتها متحركة ومتغيرة بل متفجرة أحيانا، على نحو متعاظم وخطير، خاصة في عصرنا.

من يتصور أن آيات الله في قم والنجف وغيرها ما يزالون منتظرين المهدي منذ أكثر من ألف عام، ليخرج من السرداب ويملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا، ويلهجون بالدعاء بأن يعجل الله قدومه، ويعملون على صياغة أجيال تؤمن بهذه الخرافة، مع أن إدارة الدول في هذا العصر لم تعد بذلك التعقيد والقداسة، فمواطن من أصول أفريقية ومسلمة، مثل أوباما يمكن أن يدير أعظم قوة في التاريخ ثم يعود مواطنا عاديا محترما، له وعليه، وقد تأتي الظروف بشخص مثل ترامب، ويضل الشعب الأمريكي يتصدى له ويعارضه وينتقده ويمحصه، ويذهب أيضا في النهاية ويأتي غيره، بلا تقديس، أو اصطفاء أو حقوق ولاية من السماء..

ولا بأس أن يعتقد الناس ما يشاؤون، لكن من الصعب تَقَبُّل أن يقود ويوجه الأمم والشعوب، في هذا العصر من هم على هذا النحو من المعتقدات وما ينتج عنها من إجبار وإكراه للناس للخضوع لها،وما يتسبب فيه ذلك من خراب للبلدان والعمران..

في ألمانيا التي كانت نازية، تقودها الآن سيدة قديرة، تحمل شهادة الدكتوراه في الكيمياء الفيزيائية، ابنة قس لوثري، اسمها إنجيلا ميركل، تتصدى الآن للعنصريين في بلادها وتحمي الإتحاد الأوروبي، وترسخ العدل والتسامح وتأوي ملايين المسلمين المظلومين الذين شردهم الطغاة وحلفاؤهم من آيات الله .

في الصين يقود البلد الضخم حزب شيوعي، براجماتي، ولا علاقة له بالمهدي ولا حتى بالسماء، ولا بصاحبنا الحوثي ابن النبي، كما يصر الحوثي ويؤكد.. وفيما أن بلاد ابن النبي، تعيش حربا وبؤسا، وخرابا، وجوعا ومرضا، وتشردا بفعل معتقداته وحروبه، فإن الصين التي يحكمها حزب شيوعي تنافس الآن على المركز الأول في اقتصاد العالم وتساعد في جعل الحياة أسهل وأفضل وأرخص لكل سكان الكوكب..

كان الإمبراطور في الصين يصر أنه ابن السماء وكان لا بد من التعامل معه على ذلك الأساس لقرون ..! وسألت في الصين أين أحفاد الإمبراطور الآن، فقيل : موجودون، مواطنون عاديون يعيشون على الأرض مثل غيرهم في ظل حكم الحزب الشيوعي.

في حالة صاحبنا الحوثي سنقبل التعاطى معه باعتباره مواطنا عاديا مثلنا، بكافة واجبات المواطنة، وكامل حقوقها،بما ذلك قيادة الدولة، بالإنتخاب وحرية الإختيار طبعا، ولكن قبل ذلك لا بد أن يضع السلاح جانبا، ويصغي لصوت الشعب لا أن يجبره بالعنف والإذلال على أي شيء فما بالك بأن يجوعه ويشرده من أرضه..

ولو تعمق الحوثيون في التاريخ سيدركون أن من فرض أمره بقوة السلاح أُجبر على التخلي عنه بقوة السلاح أيضا، إلا أن يصلح من حاله سريعا.. و قبل ذلك أيضا،لا بد أن يتأكد الحوثي ويسلم بأنه مواطن عادي مثلنا، ولا يمنع أن يفوقه في القدرات والجدارة والإستحقاق مواطن آخر من أصول أفريقية أو آسيوية أو غير ذلك.. بغير هذا الإدراك والفهم والتسليم والتأكيد؛ من الطبيعي أننا لن نتفق معه أبدا، بل نرفضه بشكل قطعي ومطلق، وهذا قدرنا الإنساني وواجبنا الوطني والأخلاقي والتاريخي.

لأصبح حالنا وكرامتنا ومستقبل أجيالنا أفضل، ولربما نجا ديننا القويم من تحميله ما لا يحتمل.