صادق الأحمر : التقيت بالرئيس الايراني وطالبت منه عدم التدخل باليمن
بقلم/ مأرب برس - عكاظ
نشر منذ: 11 سنة و 8 أشهر و 12 يوماً
الأحد 17 فبراير-شباط 2013 10:33 ص
 
* كيف تقرؤون الوضع السياسي في اليمن وقرارات الهيكلة العسكرية التي أطاحت بقيادات كبيرة في النظام السابق؟. 

في الحقيقة، إن إعادة هيكلة الجيش والأمن هي مطلب من مطالب الثورة، والشعب مؤيد لها، ويبدو أن الطرف الآخر لم تعجبه تلك القرارات لأنه متضرر منها.

* ما رأيكم حيال ما قاله الحوثي إن قرارات إعادة الهيكلة مدعومة من أمريكا؟.

الحوثي وصف القرارات بأنها أمريكية، ويتحدث عن سيطرة للأمريكان على القوات المسلحة، ونحن لا نعرف ماذا يرغبون، هم لا يريدون الدخول في الحوار، ولا يوافقون على القرارات الرئاسية.

* من أهم مطالب إنجاح الحوار إعادة هيكلة الجيش كي يجري في أجواء أمنية، ماهي رؤيتكم حياله؟.

ما صدر من قرارات من هيكلة الجيش لا علاقة لها بالحوار. ونحن نطالب بأن يخرج الحوار الوطني بنتائج إيجابية تعود على الشعب اليمني بالفائدة. وحتى الآن لم نمنح مقاعد في هذا الحوار، ونحن نطالب بمقاعدنا فورا.

* تقصدون أن اللجنة التحضيرية للحوار الوطني تجاهلتكم؟.

أنا لا أقول إنها تجاهلتنا، ولكنهم يقولون إن المقاعد ستمنح للذين وقعوا على اتفاقية المبادرة الخليجية، وهذا الكلام غير مشجع، ومعنى ذلك أننا عدنا إلى مرحلة النظام السابق.

* ما هي أبرز القضايا التي ترغب القبيلة في مناقشتها في الحوار الوطني المرتقب؟.

نحن نطالب بحكم مدني ديمقراطي مثل الأنظمة الديمقراطية الأخرى في بلدان العالم والمبنية على تداول السلطة والعدل والمساواة.

* أي نظام تؤيده القبيلة.. فيدرالي أو اتحادي؟.

القبيلة ترى أن النظام الذي نمارسه الآن هو الأفضل، وكل ما يهمنا هو أن تكون الدولة مدنية تشعر الجميع بالمواطنة المتساوية وإنهاء البطالة والفقر ونشر التعليم، على أن تلتزم الدولة المدنية بالتعاليم الإسلامية.

* أشرتم إلى أنه لم يتم إعطاؤكم مقاعد في الحوار الوطني القادم، هل هذا يعني أن الحوار سينعقد دون مشاركتكم كرئيس لأكبر تحالف للقبائل؟.

نحن لن نأخذ من المقاعد الخاصة من نصيب الرئيس وهي الـ65 مقعدا، وإنما من اللجنة الفنية للحوار الني وزعت المقاعد. ولا بد أن نتحصل على نصيبنا، فنحن حقيقة واقعة على الأرض ولا يمكن تجاهلنا. ونرى ضرورة مشاركة أبناء صعدة والشهداء والجرحى في الحوار، وأن يكون لهم مقاعدهم، فاللجنة أبعدت فئات هامة ومؤثرة وسيكون لها دورها الفعال في حال مشاركتها وهو الأمر الذي سينعكس بشكل إيجابي على نتائج الحوار.

* لكن اللجنة الفنية للحوار تعتبركم والعلماء من ضمن الأحزاب الممثلة في الحوار وبالتحديد حزب الإصلاح.. ما تعليقكم؟.

أنا يمني، وأمثل القبيلة اليمنية، وإن كنت أنتمي إلى حزب الإصلاح، لكنني أمثل مكانتي في اليمن والقبيلة التي تعتبر من أكبر القبائل ولها تأثيراتها على الساحة اليمنية.

* يحتل المتمردون الحوثيون صعدة ولم نلاحظ أي موقف للحكومة لوضع حد لهذا التمرد، والمعلومات تشير إلى أن الحكومة تقدم ميزانية للمجاميع الحوثية التي تنفذ مخططا إيرانيا تمدديا في اليمن، ما موقف القبيلة إزاء ذلك؟.

أولا الحكومة الحالية لا تمنح الحوثي أي شيء، والنظام السابق كان يدعم الحوثيين ماديا ومعنويا ويقدم لهم الأسلحة حتى وإن كان من تحت الطاولة (بالخفاء).

* إذن ما موقفكم من خطر التمدد الإيراني في اليمن؟.

خطر التمدد الإيراني ليس على اليمن فحسب، بل على دول الجوار، ونحن كقبائل نرفض تماما التدخلات الإيرانية.

* هل لدى القبيلة توجه وتحركات لمواجهة التمدد الحوثي؟ أم الأمر متروك للدولة؟.

الجزء الأكبر لمواجهة التمدد الإيراني متروك للدولة، ونحن جزء من دولة، ولكننا لن نسمح بأن يتغلغل الإيرانيون داخل قبائلنا وإلى صعدة. وكما ذكرت أن ما يحدث في صعدة هو من أخطاء النظام السابق.

* ما هي العلاقة التي تربطكم بعلي محسن الأحمر؟.

علي محسن أخ قبل أن يكون صديقا، ونحن ندعمه وهو يدعمنا أيضا، وكان معي أثناء الوساطة مع علي عبدالله صالح حينما طلبنا منه الرحيل بدون إراقة الدماء.

* هل تطالبون باستقالة الرئيس السابق صالح من منصبه في الحزب وتخليه عن العمل السياسي؟ وهل المبادرة الخليجية تشير لذلك؟.

المبادرة الخليجية والتي للمملكة الدور الأكبر فيها كانت المخرج الآمن لليمن، والتي أبعدت بلدي عن الصوملة، وكان من ضمن المبادرة منح الحصانة للنظام السابق والتي «كسرت» ظهرنا، لكن حرصا منا على سلامة اليمن وافقنا عليها، ولكن هذه الحصانة ماضية إلى ما قبل موافقة مجلس النواب على منحه الحصانة، أي منذ تاريخ إصدارها، وما بعد ذلك التاريخ فأي شيء يقوم به صالح فهو ليس من ضمن الحصانة.

* تقصد أنكم تطالبون بإلغاء هذه الحصانة؟.

نحن نطالب بإلغائها ومحاكمته لما حصل في اليمن، ونطالب أيضا بتخليه عن رئاسة المؤتمر، فالمؤتمر الشعبي نفسه يعاني من أزمة.

* ما توقعاتكم لإمكانية بقاء حزب المؤتمر الذي يرأسه صالح؟.

لقد قلت لهم أن يعودوا إلى اللائحة الداخلية للمؤتمر، فهناك رئيسان وخلافات داخلية، وهذا يعني أن الوضع سيئ.

* هل تؤيدون تخلي الرئيس هادي عن عضوية حزب المؤتمر الشعبي؟.

أنا طلبت من الرئيس هادي أن يكون رئيسا لليمن بكامله وليس رئيسا لحزب المؤتمر.

* هل تؤيدون التمديد للرئيس هادي لرئاسته لليمن لفترة جديدة؟.

هذا يتقرر في حينه، وأنا من المؤيدين له إذا لزم بقاء هادي، ولكن انتخابات 2014 هي الفيصل في هذا الأمر.

* كيف تنظرون إلى تهديدات القاعدة في اليمن؟.

القاعدة في اليمن نوعان: القاعدة الحقيقية، وقاعدة مدعومة من النظام السابق، وسنعمل بقدر الإمكان بالتعاون مع الدولة اليمنية لمكافحة الإرهاب وتطبيق نفس النظام الذي طبقته المملكة في مشروع المناصحة.

* ما هي رؤيتكم في الاستهداف العشوائي للمدنيين للضربات الأمريكية على المناطق اليمنية؟.

حقيقة، يسوؤنا ويحز في قلوبنا انتهاك السيادة اليمنية، وإذا كانت هذه الطائرات أمريكية فهي مسيئة.

اغتيال العنزي مسيء لليمن

* كيف تنظرون لاغتيال الدبلوماسي السعودي العنزي؟.

هذا أمر مستهجن من القوى اليمنية، كونه يسيء لسمعة اليمن. نحن ضد كل من يحاول الإساءة لسمعة اليمن وعلاقاتها مع المملكة، وسنعمل للوصول إلى قتلته، وقد وصلنا في السابق لمختطفي الخالدي، ولكن اختلطت الأوراق في اللحظة الأخيرة جراء تداخل الوساطات، وأصبحت القضية مراهنة مادية، ولهذا انسحبنا.

* كيف تنظرون إلى مستقبل العلاقة بين المملكة واليمن؟.

العلاقة اليمنية السعودية لن تكبرها كلمة صادق أو تصغرها، فهي علاقة متينة وقوية واستراتيجية ولا يزايد عليها أحد، ومن ينكر فضل المملكة على اليمن فهو جاحد، ومصيرنا مشترك.

* كيف تنظرون إلى حرص خادم الحرمين على اليمن؟.

الملك عبدالله شخصية معروفة بالذكاء والحنكة والحكمة في الوطن العربي والعالم، وكما ذكرت له أياد بيضاء على اليمن، ولن ننسى مواقفه الإيجابية.

* كيف تنظرون لمستقبل اليمن؟.

إن شاء الله إلى الأفضل، والمهم أن نكون صادقين مع اليمن.

* ما موقفكم من مطالب الحراك الجنوبي المسلح بالانفصال؟.

نطالبهم أن يعودوا إلى وطنيتهم ويفكروا كيمنيين وبمستقبل اليمن فنحن في اليمن وليس في قم.

* ما موقفكم من تمدد الإيرانيين في الشمال والذي انتقل إلى الجنوب لتدمير المجتمع اليمني؟.

أطالب الرئيس هادي بفرض سلطته على كل شبر في أرض اليمن، ونحن نعارض أي تدخل إيراني في اليمن، وبالصدفة قابلت الرئيس نجاد في مكة على هامش مؤتمر القمة الإسلامي، فسألني: كيف اليمن؟ قلت له بخير، واترك اليمن وحالها.

* ألا ترون أن المواجهات واردة إذا لم تحقق نتائج المؤتمر الوطني التطلعات المأمولة منه؟.

إذا لم يتم الحوار بالطريقة التي ترضي الجميع، فإن هذا محتمل؛ لأنه لن يتم الحوار بدون أم ن.