تونس تحقق نجاحاً كبيراً في تصدير الذهب الأخضر إسرائيل تدك أكثر من 40 ألف وحدة سكنية في جنوب لبنان وتجعلها ركاما وانقاضا عاجل: أمريكا تحبس أنفاسها وتتحصن مع تفاقم التوترات وترامب يعلن واثق من الفوز وايلون ماسك يحذر من هزيمة المرشح الجمهوري واخر انتخابات في تاريخ أمريكا لأول مرة في تاريخها… التعديلات الدستورية الجديدة في قطر وتجربتها الديمقراطية عثمان مجلي يصارح الخارجية البريطانية: الجميع يدفع ثمن منع الشرعية من تحرير ميناء الحديدة بحضور دبلوماسي ومباركة رئاسية .. عدن تشهد ميلاد أكبر تكتل وطني للمكونات السياسية يضع في طليعة أهدافه استعادة الدولة وإقتلاع الإنقلاب وحل القضية الجنوبية مجلس القضاء الأعلى بعدن يصدر قرارات عقابية بحق إثنين من القضاة مقتل امرأة في قعطبة بالضالع برصاص الحوثيين صحيفة أمريكية: هجوم ايراني قريب على اسرائيل سيكون اكثر عدوانية من السابق توقعات المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر حول الأمطار ودرجات الحرارة في المحافظات الشمالية والجنوبية
اهداء هذه الحلقة الى صديقي هشام السقاف من قرية (الحضارم /قريشة/الحُجرية)
ارحب بكل السادة القراء والسيدات، وارحب خاصةً بعملاق النحو والصرف واستاذ التجويد وعلم المصطلح سلطان احمد علي ... الحلقة اهديها من جديد الى الصديق هشام السقاف (وسطى وبناء ومليس ومثقف وشاعر شعبي له قصص وحكايا شعبية مع الشعر، في اليمن وايام الشركات الأجنبية بالسعودية )...
اتحفني هشام بأشعار مقبل علي، شاعر الريف والمدينة من (القريشة) مهبط الشعر والشعراء وحدثني عما دار بين مقبل علي وبين خصومه من مساجلات شعر النقائض (الهجاء) وهي القصائد التي تداولها الناس بشوق وطرافة وحفظوها ... منها هذه الأبيات لمقبل علي يهجو احد خصومه من الشعراء الشعبيين البارزين (ليتني أذكر اسمه) :-
تقرط كنُمْ تاكلْ بعار وتبشُم ْ
تمشي تشُمْ ربحة يتيمْ بلا أُمْ
لماذا ربحة يتيم بلا أم؟ هنا مكمن الهجاء في البيت، من من مقتضيات القانون الكوني الرباني أن كل ربحة (أنثى القرد) تعمل على تنظيف ابنتها أو ولدها تماماً كما تفعل الأم من بني الإنسان، وأما من ماتت أمه من الرباح(القرود) الصغار فييبقى قذراً منتن الرائحة بسبب (الفضلات والأوساخ) التي تصدر منه ولم تلق من ينظفها للربح او الربحة اليتيم بحيث لا تقدر ابداً على شم ربحة يتيمة ...
تعالوا نعيد التأمل في البيت الشعبي العامي لمقبل علي تجدون صوت (الشين) المتردد في شطري البيت قد جعل اللفظة سلسة وسهلة الحفظ ومرنة الإيقاع :- (تبشُم....تمشي.. تشُم).
قال هشام السقاف أن صاحب قصيدة ((انا الشعبُ زلزلةٌ عاتية)) شاعرً من قرية الحضارم بالقريشة اسمه حسن السقاف، اصابه مسٌ من الجنون قبل موته بسنوات، لكنه قال لم يكن في الواقع مجنوناً بل كان يسخر من حكام صنعاء المستبدين ومن الواقع الذي اورثوه، قال هشام: وكان حسن السقاف انيقاً حسن المظهر بأسلوب واناقة اهل عدن، لكنه كان يسخر من أي شيئ ومن كل شيئ، وكانت نظراته للناس ساخرة وتعبيراته ساخرة، قال هشام: كان حسن السقاف يطيل الي النظر ثم يقول :- ((يا نسيبي انت عبقري بس ينقصك نفشة دمل)) الدمل: بلهجة الحُجرية مخلفات البهائم تستعمل لإخصاب الأرض... تعبير شاعري من حسن السقاف وصورة محلقة: ((ينقصك نفشة دمل)) لتتفجر طاقات الإبداع وتخصب لديك..
من غير ان ابحث عن صاحب قصيدة (انا الشعبُ زلزلةٌ عاتية) وقائلها الأصلي،القصيدة الثورية المجلجلة التي أنشدها المرشدي، وبصرف النظر عن رواية هشام السقاف، وعطفاً على مداخلات القراء الزملاء الأماجد ، أقول بكل ثقة – ومن قبل ان اقرأ مداخلات الشباب والسادة المعلقين- ان صاحب القصيدة (موضوع المقالة) لا يمكن بأي حال من الأحوال بل ويستحيل ان يكون سوى احداً من اثنين لا ثالث لهما: اما شاعراً من الحُجرية تعز عاش في عدن في مطلع القرن العشرين أو شاعراًعدني َّ المنشأ والمولد والثقافة..
عرفت ُ هذا من لغة ومفردات وتحليقات القصيدة، مفردات تقدمية، سبق في الخيال وتعبير جديد لا يقدر عليه الا شعراء عدن لتلك الفترة من امثال لطفي امان او محمد عبده غانم او محمد سعيد جرادة أو شعراء من تعز عاشوا في عدن ودرسوا في كلية بلقيس والبادري لأن أي شاعر من اليمن في تلك الفترة (قبل 60 سنة على الأقل) لا يحسن مثل هذا التحليق الشاعري وكتابة مفردات متقدمة في الخيال والتحليق والثقافة، حتى الزبيري فمفرداته الشعرية معروفة، مفردات كلاسيكية برغم قوتها الشعرية واما الموشكي فشعره بسيط ومباشر وليس بمحلق –ما عدا البردوني العملاق ولكن شعر البردوني بحر آخر ولون غير هذا اللون ...، وربما يكتب مثل هذه المفردات المقالح فشعره لمرحلة الثورة كان بديعاً وراقياً وليس ركيكاً فارغاً كما هو الحال اليوم وحتى المقالح تعابيره لا تشبه شعراء الثقافة العدنية الراقية كمنارة للإبداع في منتصف القرن العشرين الأول....
ثقافة صاحب (انا الشعبُ زلزلةٌ عاتية) يجب ان تكون تعزية تأثرت بعدن مهبط الثقافة والنور والفن والتقدم والإبداع (1850- 1985) على الأقل – العصر الذهبي لعدن والعدنيين..،او شاعرأ نشأ في عدن وأصله من عدن..
واذا كان الأستاذ سلطان احمد علي رائداً في علم مصطلح الحديث والنحو والتجويد فإن (الخباز يعرف وجه المتغدي) كما نقول نحن في بني شيبة، ولهذا لا يختلف عندي كثيراً من هو الشاعر الأصلي للقصيدة ؟ فثقافة الشاعر انا أعرفها، انها ثقافة عدنية وعبقرية سباقة، سواء اكان حسن السقاف أم القرشي عبد الرحيم سلام ام علي عبد العزيز نصر ام لطفي امان...!!!
النص
أنا الشعبُ زلزلة ٌعاتية
ستخمد نيرانَهمْ غضبتي
ستخرس أصواتهمْ صيحتي
أنا الشعبُ عاصفةٌ طاغية
***
أنا الشعبُ قضاءُ اللهِ في أرضي
أنا الشعب
على قبضةِ إصراري
سيفنى كلُّ جبارِ
ولن يقهر تياري
أنا النصرُ لأحراري
غداة الحشرِ في أرضي
أنا الشعب
***
أنا الماضي ... تيقظتُ أرى مصرع آلامي
أنا الحاضر، أحلامي على مفرق أيامي
أنا المستقبلُ الزاحفُ في أرضي
أنا الشعب
شاعر وناقد ادبي
a.monim@gmail.com