بن فريد: قائد المحور العسكري والأمن السياسي والهاتف هي اركان الحكم
بقلم/ مأرب برس
نشر منذ: 13 سنة و 10 أشهر و 8 أيام
الخميس 17 فبراير-شباط 2011 04:03 م

(1-2)

الأمين العام لحزب الرابطة محسن بن فريد:

قيادات الحراك إذا تيقنت أن هناك جدية في تبني النظام الفيدرالي ستعيد حسابها في المطالبة بالإنفصال

الحكم المحلي في أي محافظة يأتي عبر ثلاثة أركان : قائد المحور العسكري والأمن السياسي والتلفون

أتمنى من الحراك أن يرشد أطروحاته فمن غير الحصافة السياسية أن نقيم عزلة وكراهية مع شعب هو ضحية مثلنا

أحزاب المشترك جميعها تؤيد الفيدرالية باستثناء حزب الإصلاح

يكتسب الحوار مع شخصية سياسية بحجم محسن بن فريد أهمية خاصة .. كونه حواراً مع رجل متفتح العقلية السياسية وسياسي مخضرم ، عدى عن كونه الامين العام لحزب من أعرق الأحزاب اليمنية وهو حزب رابطة أبناء اليمن ( رأي ).

نزح بن فريد إلى الخارج عقب حرب صيف 1994م وانضوى في إطار حركة ( موج ) المعارضة في الخارج وكان المسؤول الإعلامي فيها ، واستمر معارضاً في الخارج إلى أن عاد وبصورة مفاجئة إلى عدن في سبتمبر العام 2006 لحضور مهرجان انتخابي للرئيس علي عبدالله صالح في عدن .

وفي هذا الحوار حاولنا تسليط الضوء على عدد من قضايا المشهد السياسي اليمني وعلى رؤية حزب الرابطة للخروج من المشهد السياسي الراهن بالإضافة إلى عدد من القضايا السياسية والتاريخية .. وننشر هنا إجاباته على أسئلتنا كما جاء على لسانه في الشريط المسجل :

حاوره / عبدالرحمن أنيس

* – من وجهة نظركم في حزب رابطة أبناء اليمن ( رأي ) كيف ترون المشهد السياسي في ظل عدم التوافق بين الحزب الحاكم وأحزاب اللقاء المشترك ؟

** – نحن نرى الوطن أكبر من المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك . وعلى ضوء رياح الياسمين القادمة من تونس وميدان التحرير في القاهرة ، ينبغي أن تعاد المواقف على ضوء هذه الهبة الشعبية ، في بلادنا قوى سياسية خارج المؤتمر والمشترك سواء الحراك الجنوبي أو حزب الرابطة وحزب التجمع الوحدوي اليمني ومعارضة الخارج أو الحوثيون وشخصيات عديدة في طول وعرض البلاد . 

ومع تقديري لما يمثله الحزب الحاكم وأحزاب المشترك من ثقل سياسي في الساحة السياسية اليمنية ، لكن من الخطأ أن تقصر الحياة في اليمن وكأنها طرفين فقط فهذه نظرة قاصرة .

فالمشهد السياسي في اليمن في موقف صعب لم يعد محكوم باتفاقيات جزئية تتعلق بالاتفاق حول أدوات واليات محددة كالانتخابات وتقاسم اللجنة العليا للانتخابات فالحلول الجزئية لم تعد تجدي والصفقات الصغيرة مصيرها الفشل . .

إن ما حدث في تونس وميدان التحرير يعتبر ثورة حضارية هائلة تحتم علينا في اليمن أن نغير في مواقفنا وطروحاتنا في اتجاه حلول جذرية حاسمة لأزمة بل لأزمات بلادنا .

*قدمتم رؤية في يناير 2008م لحل الأزمة اليمنية .. وأخرى في عام 2010م تتعلق بتبني النظام الفيدرالي . هل لقيت المبادرتان تجاوبا وقدرا من الاهتمام من جانب الحزب الحاكم واللقاء المشترك ؟

** - رؤية حزبنا في يناير 2008 مستقاة في الواقع من مشروع الإصلاح الشامل الذي أعلناه ونشرناه في نوفمبر 2005 م والذي يؤكد على فشل النظام المركزي في بلادنا ( الدولة البسيطة ) ، واشرنا أن الحل يكمن في تبني النظام الفيدرالي ( أي الدولة المركبة ) .

في رؤية 2008م اقترحنا أن تقسم البلاد إلى خمسة مخاليف وأمانتان ، أمانة صنعاء كعاصمة سياسية ، وأمانة عدن كعاصمة تجارية ، لكن وعلى ضوء تصاعد الحراك في الجنوب وتصاعد الدعوة للانفصال ، وكقراءة من جانب حزبنا واجتهاد للحد من مد الانفصال المتصاعد في الجنوب قدمنا مبادرة في شهر مارس 2010 تدعو لتبني النظام الفيدرالي على إقليمين : شمال وجنوب . على أن يطبق نظام محلي كامل الصلاحيات في وحدات الحكم المحلي في كل من الشمال والجنوب . ونظام الحكم الفيدرالي كما هو معلوم نظام سياسي ناجح ويطبق اليوم في أكثر من 127 دولة في العالم (كالهند والإمارات العربية المتحدة وماليزيا .. الخ) وماطرحه حزبنا بهذا الصدد قوبل باستحسان لدى العديد من القوى المستنيرة في بلادنا.

ونحن قدمنا مبادرتنا لأبناء شعبنا بشكل عام ولم تقدم للحزب الحاكم أو أحزاب اللقاء المشترك.

قبل هذا كان لحزب الرابطة قصب السبق في تقديم مشروع الحكم المحلي كامل الصلاحيات في عام 1997م وهذا الأمر للأسف لم يؤخذ بجدية وكان هناك شيء من عدم الاهتمام بهذا الموضوع .

في مشروع 2005 قلنا النظام المركزي قد فشل في اليمن والدولة البسيطة فشلت وآن الأوان لتبني النظام الفيدرالي أي الدولة المركبة ودخلنا مع الأخوة في الحزب الحاكم في حوار بعد عودتنا في العام 2006م ولم نلمس جدية لا في اتجاه الحكم المحلي ولا في اتجاه مفاتيح الإصلاح السياسي الشامل عندها في عام 2008م ، ورأينا ان هناك هبة حصلت في اليمن ومارد بدأ يظهر في هذا الجزء من الوطن وهو الحراك الجنوبي الذي كان يعبر عن مطالب حقوقية في بداية الأمر ويعبر في نهاية الأمر عن حق المواطن في أن يكون كريم في بلاده وان يشارك في السلطة والثروة وان يكون شريك في هذه الوحدة التي سعينا من اجلها ونريد أن نبنيها معا بالفعل .. لكن عندما شعر المواطن في الجنوب أنه خارج المشاركة الحقيقية .. بل تعرض المواطن في الجنوب والجنوب بشكل عام إلى استهانة واستباحة في الأرض وإقصاء من المشاركة في القرار السياسي ، نحن رأينا انه يجب التعاطي مع الحراك الجنوبي بشكل مسؤول وان يصغى إليه ويستمع إلى ما يطرح ولا يستهان به ، ولأنه لم يتم الإصغاء إليه بالشكل المطلوب تحول هذا المطلب الحقوقي حينها إلى صوت مرتفع ينادي بالانفصال .

عندها طرحنا تبني النظام الفيدرالي على خمسة مخاليف وللأسف لم يصغى الحزب الحاكم لهذا واخذ الأمر استحسان من البعض وتوجس من البعض الآخر خصوصا فيما يتعلق بالفيدرالية .

*- والمشترك كيف كان تجاوبه مع مبادرتكم ؟

** - أنا اجزم أن أحزاب المشترك جميعها ليست معارضة للفيدرالية ما عدا حزب الإصلاح ، إلى الآن موقف حزب الإصلاح ضد الفيدرالية وهذا من المواقف الأساسية التي تشكل إشكالية داخل اللقاء المشترك . 

في ظل عدم التعاطي الجاد من قبل الحزب الحاكم وأحزاب اللقاء المشترك وفي ظل تصاعد الحراك أقدمنا على خطوة اكبر من خلال قراءة وطنية مسؤولة لما يتفاعل في عموم البلاد ولما يتفاعل تحديدا في المناطق الجنوبية وقدمنا في مارس 2010م مشروع آخر يكمل المشروع الأول وهو تبني النظام الفيدرالي على إقليمين في الشمال والجنوب وفي إطار كل إقليم يتم تطبيق الحكم المحلي كامل الصلاحيات .

وجهت لنا كثير من السهام والاتهامات ولكننا مضينا في هذا الطرح منذ مارس إلى الآن ومر عام علينا ونحن نؤكد أن المخرج الوحيد والممكن لحفظ اليمن ككيان سياسي واحد هو النظام الفيدرالي وبالتحديد على أساس إقليمين ، وهذا هو الحل الذي يمكن أن نقنع به من ينادي بالانفصال في الجنوب وأن نحفظ اليمن ككيان سياسي واحد في نظام اتحادي ، والنظام الفيدرالي نظام حضاري يطبق في 127 دولة في العالم ولم يحصل أن احد في نظام فيدرالي قد نادى بالانفصال لسبب بسيط وهو انه في ظل النظام الاتحادي الكل يأخذ حقه وليس هناك هيمنة من طرف على آخر ولا من المركز على الأطراف والكل يدير شؤونه بشكل صحيح بل حتى ثروات البلاد توزع بطريقة عادلة .

والنظام الفيدرالي الذي يخوف الناس به هو الذي به مخرج اليمن في الظروف الراهنة ، وبه سنحافظ على اليمن كدولة واحدة ورئيس واحد ودستور واحد وجيش واحد وسياسة خارجية واحدة ، هل هذا أفضل أم نعود إلى دولتين ؟!

• عدد من قيادات الحراك الفاعلة في الجنوب رفضت أكثر من مرة مشروع الفيدرالية ؟

النظام الفيدرالي لم نقدمه كإرضاء لهذا الطرف أو ذاك نحن نقدمه كإرضاء لضمائرنا وما نعتقد أن فيه مصلحة البلاد ، أنا أدرك أن هناك العديد من قيادات الحراك لا يرضيهم إلا الانفصال لكن إذا ما تم التعاطي مع القضية الجنوبية أو مع القضية اليمنية بشكل عام وخصوصا في ظل الثورتين العظيمتين في مصر وتونس ينبغي أن نسقط من أذهاننا أن ذلك النظام سيظل هو ، فنحن حتما مقبلين على مرحلة جديدة نبنيها معا ، وقيادات الحراك إذا تيقنت أن هناك جدية حقيقية في تبني النظام الفيدرالي لربما أعادت حسابها ، هي تنفر من هذه الفكرة لأنها تقول ما في فائدة في النظام الحالي ، ولكن الوضع تغير والحسابات ستختلف ، فخلونا نبحث عن حل سياسي وطني ليحفظ مصالح الأطراف كلها في الشمال والجنوب .

وأنا أخشى إذا تأخرنا عن الأخذ بالنظام الفدرالي اليوم أن يكون غدا غير متاح ويكون السقف قد أرتفع .

مسؤوليتنا كقوى وطنية وكأحزاب وقيادات هو أن نستشرف آفاق المستقبل ، وليست مهمة الأحزاب مراعاة مشاعر الشارع ، بل مهمة القيادات السياسية الحقيقية أن ترشد الشارع ، لا نجد الرضى لدى السياسية الحقيقية أن ترشد الشارع ، لانجد الرضى لدى الكثيرين في المناطق الجنوبية كما لا نجد الرضى في صنعاء لأنهم يعتبروننا انفصاليين عندما نطرح نطرح مشروع والفدرالية ، نحن واجبنا إلا نسوق أنفسنا لا لعدن ولا لصنعاء ، بل نسوق لما نعتقد أن فيه مصلحة عدن وصنعاء ومصلحة اليمن بشكل عام .

*- تقدمتم في الرابطة بمشروع للحكم المحلي في العام 97 ، هل هناك تشابه بين مبادرتكم بين مشروع الحكم المحلي الذي تنفذه السلطة في الوقت الحالي ؟

**- قلت سابقا في ندوة أقيمت في صنعاء حول تقييم السلطة المحلية في اليمن قبل ثمانية أشهر بحضور الوزير العليمي ، قلت أنه لا يوجد لدينا في اليمن حكم محلي ليتم تقييمه ، والحكم المحلي في أي محافظة من محافظات اليمن يأتي عبر ثلاثة أركان : قائد المحور العسكري والأمن السياسي والتلفون وهذه الأعمدة الثلاث هي التي تحكم أي محافظة من محافظات اليمن وبالتالي لا تظلم المحافظ ولا المجالس المحلية لأنه ليس لديها أي سلطة.

*- رئيس الجمهورية قال في خطاب له في عدن سنعطيكم حكم محلي كامل الصلاحيات أفضل من الفيدرالية .. ما تعليقكم؟

**- هذا الكلام نحن في الرابطة حفظناه بالنص ، وقبل أكثر من شهر كنت في لقاء مع الأخ الرئيس فقلت له أن مفهومنا للفيدرالية لا يختلف عما قلته في عدن لدى تدشينك المجالس المحلية في 3 ديسمبر 2006م وقلت له أنه قال بالنص : " لن يأتي عام 2010 إلا وقد تحولت هذه المجالس المحلية إلى حكومات محلية ولن يبقى للمركزية إلا الشأن السيادي ".. هذا الكلام أعطيه لأي أستاذ علوم سياسية في أي مكان في العالم وقل له : ما هو هذا النظام ؟ سيقول لك هذا نظام الفيدرالية.

هذا الكلام قيل قبل أربع سنوات ولا زلنا ندار بالتلفون والأمن السياسي وقائد المحور العسكري .

*- وماذا عن حواركم ونتائجه مع المؤتمر الشعبي العام؟

**- تحاورنا مع الأخوة في الحزب الحاكم (الدكتور عبدالكريم الإرياني والأستاذ عبدالعزيز عبدالغني) لمدة سنة تقريباً (2007م)، وكان الحوار يدور حول مفاتيح أو أعمدة الإصلاح السياسي بالتحديد (وهي الحكم المحلي كامل الصلاحيات، الانتخابات بالقائمة النسبية، تحديد نظام الحكم رئاسي أو برلماني، حيادية الخدمة المدنية والإعلام والمال العام، واستقلال القضاء ونفاذ احكامه، واحترافية مؤسسات الجيش والأمن وحياديتها .. الخ) وللأسف لم نتوصل إلى نتائج مرضية في نهاية هذا الحوار. ولم نلمس جدية من الحزب الحاكم حول أي أمر من الأمور المشار إليها أعلاه. وتوقف حوارنا مع الحزب الحاكم.

*- في الساحة السياسية هناك تحالفين المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني والآخر أحزاب اللقاء المشترك. أي من هاذين التحالفين أقرب إلى حزب الرابطة للتوافق. أم انكم ترفضون التحالف برمته؟

** على ضوء تجربتنا المريرة مع الحزب الحاكم، وعلى ضوء الكثير من القواسم المشتركة نجد أن حزبنا هو أقرب إلى أحزاب اللقاء المشترك. نحن لا نرفض التحالف. بل لنا تواصل وعلاقات جيدة مع الإخوة في اللقاء المشترك. وإذا ما ضمنا تحالف مع اللقاء المشترك فنريد لهذا التحالف أن يقوم على اساس صحيح ومتين. ولا ينفرط بعد فترة قصيرة.

الذي يتحاور الآن مع الحزب الحاكم طرفين هما الحزب الاشتراكي وحزب الإصلاح بمبرر الممثلين في مجلس النواب ونحن لا نريد أن نكون كالاطرش في الزفة ، نريد ان نكون حلفاء في هذا التحالف ولا يبت في أي امر من الأمور بأخذ رأينا ولا تتم أي صفقة كبيرة أو صغيرة إلا بمعرفتنا ولا يتم أي شيء إلا بحضورنا أما أن نكون في إطار تحالف وليس لنا كلمة فيه ولا نعلم بما يتم إلا في آخر اليوم فهذا غير معقول .

نحن ابلغنا بهذا الأخوة في المشترك وكتبنا لهم خطاباً أننا نريد أن نعلن أمام الشعب كله أننا تحالف واحد ولا يتم الانفراد بأي قرار إلا بمعرفة الكل وإلى الآن مضت أربعة أشهر ولم يجيبوا على خطابنا إليهم .

وهناك أمرين يحولان حتى الآن دون دخولنا في المشترك أولاً أنهم لم يجيبوا على رسالتنا في أن نكون تحالف واحد وثانياً عندنا تخوف من قضية إعادة هيكلة نظام الدولة والنظام الفدرالي وهذا الأمر لم يحسم لدى قيادات المشترك فإذا حسم هذا الأمر لن يكون بيننا خلاف ونحن أقرب إلى المشترك بعد تجربتنا المريرة في الحوار مع الحزب الحاكم.

*- هل عدم دخولكم بكتلة اللقاء المشترك هو موقف من الاشتراكي؟

** علاقتنا بالحزب الاشتراكي علاقة احترام وتقدير متبادل، واستطيع أن أقول إننا قد تجاوزنا خلافات الماضي وتجربته المريرة ، وسيكون من الغباء أن نبقى مشدودين للماضي .

علاقتنا الآن بالاشتراكي طيبة وجيدة وبيننا علاقات متبادلة وليس هناك أي انعكاسات للماضي ، وهذا ملف يجب أن يطوى بالكامل.

*ينشر بالتزمن مع صحيفة الامناء.