ثوار سبتمبر عذرا .. ثورتكم لم تكن كامله !!
بقلم/ غادة محمد أبولحوم
نشر منذ: 12 سنة و شهر و 9 أيام
الأربعاء 26 سبتمبر-أيلول 2012 01:59 ص

نحتفل بمرور 50 عام على ثورة ٢٦ سبتمبر بعد ثورة بمفهوم جديد و هي اروع ثورات الربيع العربي، الثورة الشبابية الشعبية السلمية. خمسون عام من ثورة سبتمبر شهدت فيه اليمن الكثير من الاحداث و التغيرات و حققت منجزات و ان كانت ضئيلة لكنها منجزات ، ومن الظلم انكارها ، وحين نقوم بذلك فاننا ننكر تضحيات ثوار سبمبر الأبطال .. ولا يعني هذا ان لا نذكر مساويء ثورة سبتمبر وايجابياتها ،.. مدارس فيها التعليم ضعيف و مستشفيات تفتقر للطب و طرق و جسور تربط مدن خاليه من الكهرباء و المياه. منجزات كثيرة يطول سردها و بالمقابل يطول و يطول ذكر انعدام البنية الاساسية لها. خمسون عام تغير العالم فيه و تطور بينما اليمن يخطو خطوتين للامام و خطوة للخلف .. اصبحت إنجازات الثورة ملوثة بعدم الاستثمار في الانسان و كان اكبر نجاح للنظام السابق هو هدم الانسانية فكرياً و معنوياً و أخلاقياً و حتى إنسانياً.

اكثر ما بدر في ذهني بحلول عيد سبتمبر هم ثوار تلك الفترة و عما اذا كانت خيبة الأمل هي حصتهم من تلك الثورة. في الماضي كنت اشعر بقوة ومعنى ثورة سبتمبر لأني لم اكن من صانعيها وانما كنت من المستفيدين منها، لكن بعد ثورة الربيع العربي والتضحيات الكبيرة التي قدمها شعب باسرة في سبيل الحرية أدركت ان للثورة ثمن و ان للثوار امل لا يكتفي بنصف النجاح و لا يقبل بأقل من استيفاء كافة المطالب. ليس هذا و حسب و لكن يصبح التطلع للمستقبل بمقاييس عاليه و المتطلبات تكون لزعامة و حكومة شبه مثاليه.

ثوار سبتمبر عذرا ثورتكم لم تكن كامله لأنها اطاحت بنظام و أتت بنظام خلّفه لكنه لم يكن مختلفاً عنه . خيبة الأمل أشاهدها في كل عيد لكم توقد فية الشعلة و تشتعل فيها ربوع اليمن بالفقر و الجهل و العبث بثروات و ممتلكات عامة. خيبة الأمل التي جعلت من ثوار سبتمبر اسماء و ايتامهم مهمشين، ثورة صنعها عظماء كانت التضحية مبادئهم ليحصد ثورتهم من تغير مفهوم التضحية لديهم لتصبح التضحية من الوطن و الشعب ليعيشوا هم. ثوار العصر السابق كانوا اكثر حماس من ثورة الشباب و لكنهم اكثر تروي و خوف وحذر، كون دروس الماضي جعلت منهم يدركون ان حجم التضحية لابد ان يكون معقول ويتناسب مع حجم المكاسب التي ستتحقق من الثورة. و لمعرفتهم بأن الفشل في تحقيق ثورة كاملة امر وارد فانهم يحرصون على تسوية معقوله طويلة الأجل خاليه من المخاطرة و الاندفاع.

الشباب الثائر اليوم لايزال فيه الحماس و الاندفاع الذي يقودة الأمل و الحلم بالمستقبل لهذا لا يجد تبرير لسياسية الجيل السابق. ولكن مع الاسف لازال هذا الجيل يفتقر للوعي و الإدراك الكافي الذي يؤهله لرسم مستقبل آمن ليمن في مهب الريح، و لم يعرف حتى يومنا هذا كيف يتبلور ليصبح قوة منظمة بقيادة موحدة تخولة ليكون صاحب قرار و صمام أمان لتحقيق اهداف الثورة كامله و الحفاظ عليها مستقبلا..

عندما نحتفل بسبتمبر يجب ان نقف امام سبب قيام ثورة جديدة ونعيد ترتيب انفسنا وطريقة العمل الثوري على أسس مدروسة تتماشى مع قوانين و علاقات دول لا تتعارض مع مصالح الوطن ، بالاضافة الى أدراك ان العقبات اليوم كبيرة تريد حلول جذرية لأمور عالقه اهمها الطائفية و الانفصال و الجماعات المسلحة. و ان الحلول لن تأتي في ظل غياب الوعي و التسامح و الارتقاء بالمصلحة العامة لوطن واحد على حساب الشخصنه و الانتماءات اياً كانت. كذلك التوعية و التحرر من التبعية و نبذ كل ما يضر بالمصلحة العامة ، وكل هذا لن يتم في أجواء مشحونة بالكراهية والانتقام لذا نحن بحاجة لشباب واعي يعرف كيف يبادر بالخطوة الاولى نحو التعايش كشعب واحد .. يحترم الحريات و يختلف في رأي مع بقاء الود الذي تعايشنا به عصورا من الزمن .

ثورة سبتمبر استعانت بثورة الشباب لتعيد اليمن بلد حضارة جديدة لا أطلال على حضارة منذ آلاف السنين. و شباب اليوم هم جيل الانترنت الذي لا مبرر لهم اذا استمروا في عدم التعلم من دروس الماضي و تجنب أخطاءه.و ما وصل الية حال الوطن و الموطن اكبر حافز للاستمرار في المطالبة بالتغيير و العمل جاهدين على أحداثة. وايضا جيل سبتمبر من آباءنا الكرام هم اليوم امام فرصة جديدة لإكمال ثورتهم و جيلنا الشبابي الباهر يجب ان يأخذ على عاتقه نجاح الثورة و الحفاظ عليها حتى نجنب الأجيال القادمة ثورة جديدة تكمل ثورت سابقة لم نستطع نحن اكمالها ..!