آخر الاخبار

شاهد الأهداف.. مباراة كبيرة لليمن رغم الخسارة من السعودية مصادر بريطانية تكشف كيف تهاوى مخطط تشكيل التوازنات الإقليمية بعد سقوط نظام الأسد وتبخر مشروع ثلاث دول سورية توجيه عاجل من مكتب الصحة بالعاصمة صنعاء برفع جاهزية المستشفيات وبنوك الدم وتجهيز سيارات الإسعاف ما حقيقة خصخصة قطاعات شركة بترومسيلة للاستكشاف النفطية في اليمن أبرز خطوة رسمية لتعزيز الوسطية والاعتدال في الخطاب الديني في اليمن وزير الأوقاف يفتتح أكاديمية الإرشاد مدير عام شرطة مأرب يطالب برفع الجاهزية الأمنية وحسن التعامل مع المواطنين أردوغان في تصريح ناري يحمل الموت والحرب يتوعد أكراد سوريا بدفنهم مع أسلحتهم إذا لم يسلموا السلاح عاجل: محكمة في عدن تبرئ الصحفي أحمد ماهر وتحكم بإطلاق سراحه فوراً الاستهداف الإسرائيلي للبنية التحتية في اليمن يخدم الحوثيين ... الإقتصاديون يكشفون الذرائع الحوثية الإدارة السورية الجديدة توجه أول تحذير لإيران رداً على تصريحات خامنئي.. ماذا قال؟

عدن تتعافى !! .
بقلم/ ابو الحسنين محسن معيض
نشر منذ: 5 سنوات و 10 أشهر و 30 يوماً
الجمعة 25 يناير-كانون الثاني 2019 02:58 م


عشرة أيام هي حصيلة زيارتي مع أسرتي لمحافظة عدن . 10أيام تجولت في أحيائها ، وجالست مختلف شرائحها نتبادل أحاديث متنوعة ، مستمعا لهم أكثر من متحدث إليهم . ومن خلاصة ذلك الإنصات أيقنت تماما أن عدن تتعافى من اﻷوهام ، وأنها أخذت تنظر للغد بعين العقل والحكمة , لا كما كانت تراه سابقا بنظارة العاطفة والأحلام .
عدن تتعافى سياسيا من وهم الشعارات الحماسية العاطفية التي كانت تصم آذانها بالحرية والكرامة والمساواة . لقد تبين لعدن أن كل ذلك ( الزفيج ) كان لبعض ثوار الميادين وقيادات المنصات مجرد حبل للتسلق نحو التسلط والبسط ومزيدا من الثراء والسيادة لهم ، وليس من أجل الوطن المنهوب والمواطن المطحون . لقد فاق نهب المتشدقين باستعادة ثروة الجنوب كل نهب سبق ، وتجاوز فسادهم كل فساد حصل , وزاد في عهدهم طحن أبنائها كل طحن مضى . لم تشهد عدن فيما مضى تلك الهمجية في البسط والنهب واحتلال المؤسسات العامة والممتلكات الخاصة , ولا كل ذلك التنازع المليشي المسلح على مركز ونفوذ وبقعة .
عدن تتعافى شعبيا من وهم ( إمارات الخير ) , وأنها جاءت لتحقق لها الحرية والأمان والاستقرار والرقي . لقد تبين لعدن بكل وضوح أن تلك الدولة أكثر استعبادا لها من كل من كان يهمشها سابقا .. وأشد بطشا بأبنائها من كل من كان يقصيهم , وأعنف دموية ممن كان يجرحها بالأمس . لم تشهد عدن لأكثر من ثلاثة عقود مثل ذلك الحقد في الخطف والتغييب والقتل الممنهج الغامض . ولا تلك الدرجة في إهدار الكرامة الإنسانية , من خلال رؤية النساء والأطفال وكبار السن يفترشون الأرض أمام بوابات القيادات الأمنية والسياسية وأبطال التحالف , يستجدونهم في معرفة مصير أبنائهم الذين طالتهم يد الغدر والانتقام , فأودعتهم مصيرا مجهولا في غياهب السجون أو ظلمات حفر الثرى , ولا ذلك الكم من التدمير لبنيتها التحتية ومواردها , وما ميناء عدن إلا سطرا في ورقتها الخاصة . عدن تتعافى اجتماعيا من التعصب , فلم تعد تسمع ( الدحبشة والدحابشة ) كثيرا . فقد أيقنت عدن أن دحبشة الشمال كانت تتجه نحو الرزق وكسب العيش وملئ الجيوب , ويقابلها فائدة تشغيلية وتجارية وخدمية لغيرهم , بينما دحبشة أدعياء النضال الجنوبي تحت شعارات استعادة الحرية والكرامة والحقوق , تعني رقي حياتهم وحدهم ومكاسب شخصية لهم فقط , ويقابلها شق صف وطنهم , وتضييق حياة غيرهم , وملئ اللحود بمن عارضهم .
مازال أمام عدن الكثير لتتعافى تماما , ولكنها اليوم قد خطت أولى خطوات العافية من خلال الفهم السليم والرؤية السديدة . ومازالت كلمة الحاج مرشد ترن في أذني وهو يقول يا أبني شف بأهب لك كلمة خليها في بالك : " من 69و يد الخراب جنوبية " . فسألته والعقل أين ؟ . فأبتسم ابتسامة تهكمية حائرة !! تغني عن ألف جواب .