آخر الاخبار

الكشف عن القيادي الحوثي المسؤول عن تهريب الأسلحة الإيرانية التحركات واللقاءات العسكرية العليا.. هل قررت الشرعية خوض معركة الحسم مع مليشيا الحوثي؟.. تقرير رفقة محمد بن زايد.. شاهد ثاني ظهور لطارق صالح عقب إصابته بحادث مروري في الساحل الغربي حزب الإصلاح يعلق على إشهار التكتل الوطني للمكونات السياسية تونس تحقق نجاحاً كبيراً في تصدير الذهب الأخضر إسرائيل تدك أكثر من 40 ألف وحدة سكنية في جنوب لبنان وتجعلها ركاما وانقاضا عاجل: أمريكا تحبس أنفاسها وتتحصن مع تفاقم التوترات وترامب يعلن واثق من الفوز وايلون ماسك يحذر من هزيمة المرشح الجمهوري واخر انتخابات في تاريخ أمريكا لأول مرة في تاريخها… التعديلات الدستورية الجديدة في قطر وتجربتها الديمقراطية عثمان مجلي يصارح الخارجية البريطانية: الجميع يدفع ثمن منع الشرعية من تحرير ميناء الحديدة بحضور دبلوماسي ومباركة رئاسية .. عدن تشهد ميلاد أكبر تكتل وطني للمكونات السياسية يضع في طليعة أهدافه استعادة الدولة وإقتلاع الإنقلاب وحل القضية الجنوبية

خميس صنعاء الدامي..
بقلم/ ماجد الجرافي
نشر منذ: 15 سنة و 11 شهراً و 7 أيام
الخميس 27 نوفمبر-تشرين الثاني 2008 11:58 م
كان صباحا استثنائيا، فقد أشرقت شمسه على شتاء صنعاء كي تستمد دفئها من حماس الجماهير التي احتشدت من جميع الأحياء متجهة صوب قلب العاصمة الذي سدت جميع شرايينه بأرتال عسكرية لا تعرف سوى قانون الأوامر والتنفيذ الأعمى.
ميدان التحرير كان يتشوق بلهفة غامرة لاحتضان الجموع البشرية المتطلعة إلى التحرر من غطرسة العصابة الحاكمة التي غاضتها حرارة الشوق المتبادل بين هذا الميدان وطلائع الحرية المتلهفة للوصول إليه من وراء العشرات من الحواجز الأمنية المستحدثة في جميع الطرق المؤدية إليه من الجهات الاربع.

"حي البونية"، ومدخل شارع "علي عبد المغني"، وشارع "الزبيري" و"جسر الصداقة"، وشارع القيادة، وسوق "عنقاد"، و"باب السباح".. جيمع هذه الأماكن كانت تزهو فخرا بطلائع التغيير المحتشدة عليها، أما ميدان التحرير فقد كان يئن تحت وطأة بيادات العسكر، وبدا مارد الثورة اليمنية كما لو أنه أسير يحاول التخلص من أغلاله ليكون فردا يردد مع الجماهير "يا مشترك سير.. سير.. نحن معك في التغيير".

تصدعت أركان قلعة النهدين على وقع هذه الهتافات المجلجلة، في الوقت الذي كانت فيه خطوط التماس بين افراد السياج الامني والجماهير تشهد حوارا راقيا، وكاد العرق يلجم الجنود من شدة الحياء وهم يبررون تصرفاتهم بكلمة خجولة: "ما نعمل.. هذه أوامر من طالع".

خجل الجنود كانت تلجمه الأوامر العسكرية، عندما بدأت هتافات الجماهير المرددة "نحن والشرطة والجيش.. يجمعنا رغيف العيش" تتمازج مع أزيز الرصاص الموجه إلى الصدور العارية في مشهد نضالي فريد نفذته إرادة مستلبة واحتلت بطولته إرادة شعبية حرة.

اكتست أشعة شمس الضحى بلون الدم، واصطبغت صور الرئيس العلقة في الشوارع باللون الأحمر وفي وجهه ابتسامة غريبة، وعلى ونين سيارات الإسعاف انهالت هراوات العسكر على المتظاهرين لا تفرق بين شاب وكهل ولا بين رجل وامرأة، وكان للصحفيين نصيب، فقد كانوا في المقدمة مشاعل نور تضيء الطريق.

majedabdalla@hotmail.com