جيش الإحتلال ينسحب من محور نتساريم الإستراتيجي.. شاهد كيف أصبح عدن: الداخلية تعلن بدء صرف مرتبات منتسبيها لشهر يناير وتعليمات لغير الحاصلين على البطاقة الشخصية الذكية تراجع مستمر في قيمة العملة اليمنية.. ''أسعار الصرف الآن'' مأرب في عين العاصفة... هل يدق الحوثيون طبول الحرب مجددا؟ وماهو أخطر ما يقلقهم اليوم ...تحركات خطيرة ومريبة اليمن تتضامن مع السعودية ضد تصريحات اسرائيلية استفزازية ''بيان'' صبر القبائل قد نفد.. حشد كبير لقبائل حاشد وبكيل يعلن النفير ويدعو إلى توحيد الجبهات لإنهاء الإنقلاب الاعتماد على امريكا لن ينفع.. دراسة بحثية تقول إن هزيمة الحوثيين لن تكون إلا عبر حرب تشنها الشرعية دون تدخل خارجي بيان سعودي قوي رداً على تصريحات نتنياهو بشأن تهجير الفلسطينيين إلى المملكة ترامب يتحدث مع بوتين بشأن إنهاء حرب أوكرانيا في مكالمة هاتفية ..تفاصيل إيلون ماسك يحسم موفقة من شراء تيك توك
هذا الرجل يذكرني دوما بالأنهار المتدفقة ، دائمة العطاء والجريان ، لم يكن مجرد رقم في مليارات البشر وإنما كان رجلا بأمة ، كان نهرا من الخير ، إنساناً من طراز فريد ، أحب الناس وأحب الخير للناس فطاف قارة بأكملها كأنه الغيث حيثما وقع نفع ، لا يفرق في العطاء بين مسلم ووثني ، خاض في الأوحال ، ومشى على الأقدام بين الأدغال وركب مع الفقراء والبسطاء في شاحنات النقل الكبيرة ، وتعرض للسعات البعوض ، ونام في العراء وتعرض للمضايقات والاستهداف من المنصرين فقد أحبط الكثير من جهودهم وأفشل مشاريعهم في تنصير أبناء أفريقيا وإعلانها قارة نصرانية خالصة كما كانوا يخططون .
رحم الله الدكتور عبد الرحمن السميط ..كان طبيبا في أحد مستشفيات الكويت فطلب مجهر " ميكروسكوب" للمختبر فتطلب الأمر 94 توقيع فترك الطب وتوجه إلى أفريقيا لإغاثة الناس فأسلم بسببه الملايين وانجز عبر جمعية العون المباشر الآلاف من المشاريع الخيرية الرائدة.
كل هذه الجهود الكبيرة والإنجازات العظيمة وهو رجل واحد ولكن الرجل الواحد عندما يقرر أن يكون فبعون الله يكون وعندما تعلو همته يرى الجبال صغيرة كما قال الشاعر :
على قدر أهل العزم تأتي العزائم
وتـأتـي على قدر الكريم الكرائم
وتكبر في عين الصغير صغارها
وتصغر في عين العظيم العظائم
رجل يغير الأحداث ويحرك الجبال ويصنع الفرحة الحياتية للناس ، ويجسد الخيرية في الأمة الإسلامية بأروع صورها وأبهى معانيها .
في الغرب يندفع الكثير من الناس يتقدمهم الكثير من المشاهير في المشاركة في الأعمال الخيرية والمساهمات التطوعية ، يسافرون إلى أقصى الأرض ، إلى أدغال أفريقيا وإلى المناطق النائية والمدن المنكوبة وليس هذا من أجل نيل الثواب في الآخرة بل من أجل أن يجدوا السعادة في الدنيا فمن يصنع الفرحة الحياتية للناس يجد السعادة الحقيقية ولك أن تجرب أن تفرح هذا اليتيم وتفرج هم هذا المكروب وتقضي دين المديون وتطعم الناس من جوع وتسقيهم من عطش وحينها ستجد شلال من السعادة الكبيرة والفرحة الحقيقية يروي ظمأ قلبك للحياة ويجعلك وأنت في عز الحر وفي زمهرير الهجير كأنك في أفياء جنة خضراء وارفة الظلال ، ولذا قال بعضهم : "أسعدُ الناس من أسعدَ الناس ".
الدكتور عبد الرحمن السميط كان رحمة الله تغشاه يستطيع أن يعيش في الكويت في رفاهية وثراء وبحبوحة من العيش وأن يطوف العالم سائحا يغادر من مرفأ إلى منتجع ومن شاليهات إلى مهرجانات ومتنزهات ويشاهد المعالم الحضارية والمباني الأثرية ويستجم ويتسوق ولكنه آثر أن يعيش مع فقراء أفريقيا يحفر لهم الآبار ، ويبني لهم المدارس ، ويوزع لهم المواد الغذائية ، ويطعمهم من جوع ، ويكسوهم من عري ، ويعلم الأمي ، ويهدي الناس إلى دين الإسلام ، وحين فعل هذا وجد السعادة التي لم يجدها الملوك والأمراء في القصور والمناصب والألقاب والتشريفات والثروات وأبهة الملك وأضواء السلطان ، وجد هذه السعادة فعاش فيها وجعل عمله لله فجزاه الله في الدنيا سعادة غمرت قلبه وأثلجت صدره وكسته بالطمأنينة وراحة البال وأدخر له الثواب الأعظم في الآخرة في جنات الفردوس مع النبين والصديقين وحسن أولئك رفيقا ـ رحمة الله تغشاه ـ عدد ما غرد طير أو طار وما تعاقب الليل والنهار .
أصدر الدكتور عبد الرحمن السميط 4 كتب روى فيها تجاربه في العمل الخيري في أفريقيا وخلاصة طوافه في القارة الأفيقية لسنوات ، وهذه الكتب هي : لبيك أفريقيا ، دمعة على أفريقيا ، العرب والمسلمون في مدغشقر ، رسالة إلى ولدي .
انها قصة الرجل النهر المتدفق بالخير والعطاء والذي ما يزال يتدفق إلى اليوم وما تزال الجهود التي أسسها متواصلة والمشاريع قائمة والخير مستمر وسيستمر بإذن الله إلى قيام الساعة كعمل صالح يضاعف رصيد من أسسه من الطاعات والحسنات ..هنيئا له .