منتخب عُمان يحول تأخره بهدف أمام قطر إلى فوز 2-1 النائب العام السوداني: 200 ألف مرتزق يقاتلون إلى جانب قوات الدعم السريع معارضون في تل أبيب: يجب على إسرائيل أن تضرب إيران بشكل مباشر إذا كانت تريد وقف الحوثيين المليشيات الحوثية تعتدي على أحد التجار بمحافظة إب تحركات لطرد الحوثيين من العراق وإغلاق مكتبهم... مسؤول عراقي يكشف عن طلب أمريكي بوقف أنشطة الحوثيين في بغداد مناقشة مخطط ''استراتيجي" لمدينة المخا درجات الحرارة والطقس المتوقع في اليمن خلال الساعات القادمة وجه بإنشاء وإعادة تشكيل بعض الهيئات واللجان.. مجلس القيادة يشدد على عودة جميع مؤسسات الدولة للعمل من اليمن اتفاق في سوريا على حل جميع الفصائل المسلحة ودمجها في وزارة الدفاع تصريحات مدرب اليمن قبل مواجهة السعودية الحاسمة في كأس الخليج.. ماذا قال؟
هو سؤال عصي على الترحيل والتناسي مازال يلح علي باحثاً عن إجابة مقنعة: لماذا لا تشكل المعارضة في بلادنا حكومة ظل ؟!!
وكنت في فترة سابقة قد طرحت هذا السؤال المحير على قيادات في اللقاء المشترك في مناسبات متفرقة فتباينت إجاباتهم ولكنها لم تقنعني بعد أحدهم قال لي : إن السلطة في بلادنا لا تمارس السياسة برقي بحيث ترى في خطوة كهذه حقاً مشروعاً للمعارضة بل إنها ستراها خطوة استفزازية إن لم نقل انقلاباً على السلطة ذاتها !!
وآخر قال هامساً : لدى المعارضة تفاهمات ومقترحات تشكيلة حكومية شبه جاهزة ولكنها سرية وليست معلنة خشية شبه استهداف أعضاءها !!
وثالث أعترف لي بألم قائلاً: نحن متفقون على المعارضة هكذا على طول ولم نعمل حسابنا بعد على أننا سنتولى الحكومة أو يكون لنا الأغلبية البرلمانية في القريب العاجل.
ورابع يرى أن الظروف الدولية والإقليمية كلها في نهاية الأمر لصالح بقاء هذه السلطة ولذا فالمشوار طويل أمامنا !!
ومن وجهة نظر كاتب هذه السطور فإن هذه الإجابات وإن لم تشكل موقف رسمي للمعارضة في نهاية الأمر فإنها توضح بعض ملامح الثقافة السياسية لدى قيادات هامة في المعارضة وتتبلور هذه الثقافة في عدة أمور:
1- المعارضة تراعي ردة فعل السلطة في أهم الخطوات التي تتخذها .
2- تمارس المعارضة تغييباً غير مبرر للشعب الذي لا يعرف تفاصيل عملها ولا يعلم ببرامجها المستقبلية ولا ما ستقدمه للشعب حين تحكمه ؟ وكيف ستصلح الأوضاع المتردية ؟! وما هي خطتها ومبادراتها التي ستقدمها كبديل ( سيتطرق الكاتب لاحقاً لبرنامج مرشح اللقاء المشترك في الانتخابات الرئاسية وكذلك برنامج مرشحي البرلمان ووثيقة الحوار الوطني ) للتنمية في كل مجال على حده ؟!
ورغم إدراك المعارضة للواقع الذي تعيشه البلاد ووصف بعض قادتها لواقع اليمن بالنفق المظلم ولمستقبل البلاد بالمجهول والهاوية وهي مفردات تتكرر في خطاب المعارضة وفي التقارير الغربية عن مستقبل اليمن ولكن المعارضة حق الآن لم تقل للشعب اليمني كيف ستخرجه من هذا النفق ؟ وكيف ستنقذه من المصير المجهول والمستقبل الكارثي ؟ وكيف ستتعامل مع مفردات الواقع ومعطياته ومنها هذه التركة الثقيلة من الفساد في كل مجال ومرفق ؟!
3- ترى المعارضة بأن الظروف الدولية والمحلية تطيل عمر السلطة لفترة أطول ولذا مازال أمامها مشوار طويل من النظال السلمي وماذا فعلت المعارضة لتهيئة الظروف المحلية والدولية لانتقال سلمي للسلطة وإقناع الأطراف الدولية والإقليمية والمحافظة على مصالح هذه الأطراف ؟
كل هذه التساؤلات هي تساؤلات ربما تسكن في رؤوس كثيرين وسأحاول باعتباري يمنياً يهمه واقع بلاده ومستقبلها أن أضع قادة المعارضة في محكمة الضمير الشعبية وأقدم ادعائي وأجيب على أسئلتهم وأنتظر ردودهم آملاً أن يقنعوني فأنا في نهاية الأمر انشد الإقناع وإذا كانت هذه الإجابات قد جانبها الصواب فهي في نهاية الأمر رأي ووجهات نظر ورحم الله الإمام الشافعي حين قدم لنا أنموذجاً يقتدى به في الاختلاف في الرأي الذي لا يفسد للود قضية فقال : رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب .
وردودي على إجابات بعض قادة المعارضة الذين أجابوا لي بتلك الإجابات بخصوص حكومة الظل هي :
1- أن المعارضة التي تضع السلطة نصب عينها تراعي ردود أفعالها وتحسب ألف حساب لها هي معارضة وضعت الشعب خلفها ففقدت الغطاء والدعم الشعبي ففشلت مرتين الأولى حين تنتظر من السلطة ضوء أخضر لمشاريعها والثانية حين تجاهلت الشعب ولم تجعله الطرف الفاعل في سياستها وتوجهاتها .
2- قد تكون السرية أمراً مطلوباً بل وضرورياً إذا كانت المعارضة تنوي القيام بانقلاب عسكري أما إذا كانت طرفاً في لعبة ديموقراطية وفي ظل تعددية ولو صورية فإن السياسة تقتضي أن تكاشف الشعب الذي تعارض باسمه وتتباكى على مآسيه بكل تفاصيل عملها إذا كانت تريد من الشعب أن يوصلها للحكومة ويمنحها ثقته وأصواته ودعمه .
3- عدم قناعة المعارضة بأنها ستتولى يوماً زمام الأمور ومقاليد الحكم يعني أنها تقوم بتمثيلية سخيفة وتمارس عملاً بلا قناعة ولا أمل بأن يثمر عن قريب ومن ثم فإنها ترسم مشهداً عبثياً جداً للحياة السياسية اليوم .
4- إذا افترضنا جدلاً أن الظروف الإقليمية الدولية تطيل عمر السلطة فهذا يعني أن هذه الأطراف لا ترى بأن المعارضة لديها مشروع بديل للسلطة الحالية بكل عيوبها وهذا دليل على فشل المعارضة في إقناع هذه الأطراف بقدرتها على الوصول القريب للسلطة سلمياً رغم لقاءات قادة المعارضة العلنية والسرية مع مسئولين يمثلون أطرافاً دولية وإقليمية .
أن القول بأن برنامج المعارضة للحكم ورؤيتها قد أفصحت عنه من خلال برنامج مرشح اللقاء المشترك للرئاسة الراحل فيصل بن شملان رحمه الله ومن خلال برنامج " المشترك " في الانتخابات البرلمانية ومن خلال وثيقة الحوار الوطني والتي صدرت قبل أشهر في كتيب وهي منشورة على النت ولكن هذه الوثيقة والبرامج يغلب على بعض موادها الطابع النظري البعيد عن التطبيق العملي كما أنها لا تبرر غياب حكومة الظل القناة التي ستمارس من خلالها المعارضة الإيجابية المسئولة فوجود حكومة الظل يعطي الشعب الأمان ويعكس جدية المعارضة التي بدورها سترصد واقع كل وزارة ومؤسسة وتقدم المبادرات والدراسات والخطط لإصلاح الواقع في كل مؤسسة ووزارة ومرفق تقدمها للمؤسسات الرسمية وتقدمها بالتوازي للشعب الذي سيكون شاهداً فاعلاً وبهذا ستحرج الحكومة الحالية إحراجاً تاريخياً بدلاً من أن يقول المسئولين : هذا الواقع وإذا عندكم حل أو بديل تعالوا ولا يجدون الإجابة العملية ولا أقول الكلامية أو دعوة البعض لمناظرات تلفزيونية أو حتى مباهلات لأنني كمواطن لا يهمني أن يطلع فلان على التلفزيون ويشرشح بالمسئول الفلاني ويروج لبيته ويعود المسئول إلى مزاولة عمله أوريد كمواطن أن يأتي المعارض والمسئول إلى وسائل الإعلام ليقدم مناظرات يتحدد على إثرها من أمنح ثقتي ( كما حدث مؤخراً في بريطانيا ) يأتي المسئول من حكومة الظل ومعه رزمة المبادرات والخطط التي قدمها للوزارة واستلامات الوزارة موثقة فيرفعها أمام المسئول الحكومي الفاسد ويعلن نفسه للشعب كبديل ناجح وليس شبه بديل وبعدها تصعد حكومة وتسقط أخرى بعد أن كشفت المعارضة عجزها وبعثرت أوراقها للشعب قد يقول البعض إن حكومة الظل تريد إمكانيات مادية وهذا صحيح ولكنها ليست بالحجم الذي ستعرقل هذا المشروع من أساسه فلتظهر المعارضة قدرتها على التقشف والنزاهة إنني أجزم إن حكومة الظل هذه في حال تشكيلها فلن تكلف ميزانيتها السنوية سوى بضعة ملايين خاصة أن الشعب سيتفاعل معها وستجد من يأتيها بالوثائق والفضائح والتقارير وهي في مكاتبها خاصة عندما يدرك هذا الموظف أن من مصلحته مستقبلاً التعاون مع هذه الحكومة ومصلحة البلد فهناك آلاف الموظفون بين أيديهم وثائق تطيح بوزراء وحكومات يئسوا أن يجدوا من ينشرها من الصحف ناهيك عن حكومة ظل فهل أدركتم أنه لا يوجد مبرر لغياب حكومة الظل سوى أن المعارضة لم تنتقل بعد للعمل السياسي الاستراتيجي المؤسسي ؟!! قد يكون لكم رأي آخر أحترمه جداً وأقدره صوبوني إذا كنت خاطئاً .