محاولة تصفية مواطن خلال تلقيه العزاء بوفاة زوجته بمحافظة إب منتخب عُمان يحول تأخره بهدف أمام قطر إلى فوز 2-1 النائب العام السوداني: 200 ألف مرتزق يقاتلون إلى جانب قوات الدعم السريع معارضون في تل أبيب: يجب على إسرائيل أن تضرب إيران بشكل مباشر إذا كانت تريد وقف الحوثيين المليشيات الحوثية تعتدي على أحد التجار بمحافظة إب تحركات لطرد الحوثيين من العراق وإغلاق مكتبهم... مسؤول عراقي يكشف عن طلب أمريكي بوقف أنشطة الحوثيين في بغداد مناقشة مخطط ''استراتيجي" لمدينة المخا درجات الحرارة والطقس المتوقع في اليمن خلال الساعات القادمة وجه بإنشاء وإعادة تشكيل بعض الهيئات واللجان.. مجلس القيادة يشدد على عودة جميع مؤسسات الدولة للعمل من اليمن اتفاق في سوريا على حل جميع الفصائل المسلحة ودمجها في وزارة الدفاع
إن قليلا من التأمل في الغزوات والمعارك التي خاضها المسلمون ضد أعداء الإسلام الذين وقفوا حجر عثرة أمام اعتناق المستضعفون للإسلام؛ سيجعلنا ندرك أهمية التكتيك العسكري في إدارة المعارك نحو النصر .
وما ينبغي أن أشير إليه هنا أن هذا التكتيك القتالي لا يتعارض مع ثقة المؤمنين بأن النصر من عند الله، بيد أن الأخذ بأسباب النصر هو جزء لا يتجزأ من العقيدة والثقة بالله. فإنه يبقى للجهد البشري دور مهم بجانب التوكل على الله والثقة الكبيرة بنصره، ولو لم يكن للدور البشري دورا مهما لما دعا الله المؤمنين لإعداد القوة (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) .
وسوف أختار نماذجَ من تلكم الغزوات وأكتفي بإشارات بسيطة إلى نوع التكتيك العسكري في كل معركة، مبتدئا بغزوة بدر (المحطة الأولى)، ويبرز رأي عمرو ابن المنذر بالنزول في الموقع المهم: (أرأيت هذا المنزل أهو منزل أنزلكه الله فليس لنا أن نتقدم عنه أو نتأخر أم هو الرأي والحرب والمكيدة). هذا منزل أنزلكه الله أم هو الرأي والمكيدة فقال (بل هو الرأي والحرب والمكيدة). فأشار عليه بالنزول وراء الماء. والقصة معروفة ومشهورة لا تحتاج إلى مزيد توضيح.
والمحطة الثانية في غزوة الأحزاب والتكتيك الحربي في [حفر الخندق] والاستفادة من خبرات الآخرين؛ فقد كان تكتيكا وافدا على المسلمين، استفاده المسلمون من خبرات الآخرين ويبرز هنا سلمان الفارسي و(الحكمة ضالة المؤمن) فليس ثمة شك أنه كان لرأي سلمان الفارسي وإشارته على الرسول صلى الله عليه وسلم بحفر الخندق دورا كبيرا في توجيه سير المعركة نحو النصر والغلبة للمؤمنين.
والمحطة الثالثة هي معركة مؤتة وهنا يبرز دور خالد ابن الوليد ليضع تكتيكه الحربي في خطة الانسحاب من المعركة وقد كان ذلك التكتيك كفيل بإنقاذ جيش المسلمين، ولن أخوض في شرح تلك الخطة بل سأرجع بك أخي القارئ على عجالة من غزوة مؤتة إلى المحطة الأخيرة وهي غزوة أحد وما زلنا مع خالد ابن الوليد، وكيف أدي خلل بسيط في [التكتيك القتالي] إلى انقلاب موازين المعركة باتجاه الهزيمة أو بمعنى أدق سحب بساط النصر من تحت أقدام المؤمنين؛ فقد قتل سبعون من خيرة الصحابة كان منهم حمزة رضي الله عنه، حتى أن المشركين وصل إيذاءهم نتيجة ذلك إلى شخص الرسول، فقد شج وجهه وكسرت رباعيته، وأشيع في المؤمنين قتله صلى الله عليه وسلم وهي المعركة الوحيدة التي أشيع فيها خبر قتل الرسول صلى الله عليه وسلم وهو ما عبر عنه التناول القرآني (بالغم) (فأصابكم غما بغم لكي لا تحزنوا).
وكل ذلك حصل بعد أن كان النصر الساحق حليف المؤمنين أو يكاد. وقد كان بسبب عدم التزام الرماة بـ [التكتيك العسكري] الذي رسمه لهم الرسول صلى الله عليه وسلم؛ حيث نزل الرماة من موقعهم الذي حدده لمهم الرسول وقد حذرهم من مغبة النزول قائلا لهم: "لا تبرحوا مكانكم، ولو رأيتمونا تتخطفنا الطير" إنها عبارة تؤكد على أهمية ذلك التكتيك القتالي ودوره في مجريات المعركة.
فلما نصر الله المسلمين، وانهزم الكفار ظن الرماة أنها الفيصل، وأن الأمر انتهى وما بقي إلا جمع الغنائم، فانصرفوا من مكانهم، متناسين أمر رسوله صلى الله عليه وسلم فذكرهم فأمرهم أميرهم بقول الرسول وطلب إليهم البقاء لكن دون جدوى فما أن أخلو مكانهم وقد كان هناك من يترقبه طول سير مجريات المعركة إنه خالد ابن الوليد وقد كان أنذاك على الشرك (خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا) فهو الذي أنقذ جيش المشركين من الهزيمة وهو بعد ذلك – كما أشرت سلفا – من أنقذ جيش المسلمين في صنع خطة تكتيكية للانسحاب.
لنترك عصر الانتصارات وارتفاع الرايات لأنتقل بك أخي القارئ الكريم إلى عصر الهزائم، ودور التكتيك القتالي فيه، ولنأخذ عدة نماذج من العصر الراهن ونقف عند عدد من المحطات لعلنا نتذكر أو نخشى او نعتبر وهي هزائم من جهة وانتصارات من جهة أخرى وكل ذلك يتعلق بالتكتيك العسكري فهناك من جعله على سلم الأوليات وعلى رأس الاهتمامات وهناك من جعله في الهامش.
إن الحوثيين في اليمن هم محطتنا الأولى ؛ حيث أنهم فقد خاضوا خمسة حروب مع الجيش النظامي اليمني، وسادسة مع الجيشين اليمني/السعودي، وهم قلة بيد أني أرى قلة الكيف أمام كثرة الكم - وقد يكون هناك مآرب أخرى في عدم الحسم وهذا ما يظنه الكثير - بيد أن هذا لا يمنع من القول بالصمود الأشبه بالأسطوري للحوثيين، مما لا يدع مجالا للشك من أن الحوثيين قد أخذوا جرعات كافية فيما يخض التكتيك العسكري القتالي، (أين ومتى يرجع لنظام الدولة وأجهزة مخابراتها) وليس هذا موضوعنا والشاهد أن هذا التكتيك جعلتهم يصمدون كل هذا الصمود، ولعل الحرب السادسة خير شاهد فقد كان الحسم العسكري هو مطلب القيادة في اليمن بيد أن هذا الحسم طال كثيرا مما أفسح المجال لتدخل جيش الجارة السعودية كما سلف؛ فاجتمع عليهم جيشان وغلى الرغم من كل ذلك كأن شيء لم يحدث فلم يتغير شيء في واقع القتال وفي الميدان حتى تأريخ الصلح وما أدراك ما بعد الصلح ؟؟؟
والسبب في تصوري – إلى جانب مآرب أخرى - هو التكتيك القتالي التي يتميز به الحوثيون والذي عنه أغلب الجيوش الإسلامية والعربية غافلون سادرون، بل قل بتعبير أدق (عليه مجبرون)، فقد أراد لهم أعداؤهم أن تكون جيوشهم بهذا الكيف والحد من الأمية العسكرية فيما يخص نوع الأسلحة والجهل بالتكتيك الميداني وكذلك النوعي للأسلحة. فقد لا تستغرب عندما تسمع أن الحوثيين يمتلكون أسلحة لا يمتلكها الجيش النظامي اليمني. وهذه الجيوش في العالم الإسلامي الممتد يظهر ضعفها عندما تحدث مثل هذه المواجهات العسكرية والسبب ليس في الجيوش إنما هي في السياسات الدولية التي تريد لها أن تبقى هكذا على أميتها إلى ما لا نهاية.
والمحطة الثانية: هي حماس في فلسطين، فلا يشك أحد في أنها أخذت بكل أسباب القوة التي أتاحتها لها قدرتها من حيث التكتيك النوعي للأسلحة، وكذلك من حيث التكتيك العسكري القتالي في الميدان، فقد صمدت أمام أعتى قوة من حيث امتلاك تكتيك نوعي من الأسلحة فهي تمتلك أحدث الأسلحة، وكذلك تكتيك قتالي، بيد أنهم يفتقدون(أعني اليهود) إلى شيء مهم وهو الشجاعة لأنهم – بشهادة القرآن (أحرص الناس على حياة) ولأنهم كما قال الله تعالى: (لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر).
والمحطة الأخيرة هي حزب الله فلا يشك أحد كذلك ما يتمتع به ذلك الحزب من التكتيك القتالي الحربي سواء فيما يخص نوعية الأسلحة التي يمتلكها أو فيما يخص تكتيك المواجهات الميدانية المباشرة. فلا شك أنه يعد مرجعا كبيرا على الجيوش الإسلامية أن تستفيد من قدراته العسكرية فيما يتعلق بالتكتيك [المواجهي] في الميدان فقد أبهر العالم في حرب 2006. كما أبهرت حماس كذلك العالم في 2009 بقدراتها التكتيكية المتواضعة جدا أمام الجيش الأسطورة أو بمعنى أدق الأكذوبة التي انخدع بها كثير من المغفلين والمغلفين بغلاف دماغي أمريكي.
ويبقى عليك أخي القارئ الكريم أن تتأمل الموقع الإعرابي للجيوش العربية والإسلامية من التكتيك العسكري بنوعيه التكتيكي الميداني والأسلحة المتطورة تجد الأمية في الجانبين بحذافيرها. لذلك كان ينبغي في كل مرة التدخل العسكري الخارجي في مواجهة تنظيم القاعدة، وما ذلك التدخل الا لمعرفة المعسكر الغربي أن الجيوش العربية والاسلامية تعاني من أمية قاتمة وجهل مدقع فهي أعجز من أن تصمد أمام مجموعات مسلحة؛ فكيف لو حصل اعتداء من دولة بكامل جهوزيتها مثل إسرائيل على أحدى الدول العربية - مثلا ؟؟.