هل يحسم المرشد خامنئي الخلاف بين الحرس الثوري الايراني والرئيس بزكشيان؟!
بقلم/ كلادس صعب
نشر منذ: شهرين و 18 يوماً
الأربعاء 14 أغسطس-آب 2024 05:07 م
 

خرجت الى العلن الخلافات التي تعصف في الداخل الإيراني بين الرئيس الجديد مسعود بزكشيان و”الحرس الثوري الايراني” رغم نفي وكالة “تسنيم” الايرانية وجود أي خلافات بين كبار المسؤولين في ايران بشأن مسألة الانتقام لاغتيال رئيس حركة “حماس” اسماعيل هنية في قلب العاصمة طهران. بعض المحللين يعتبرون أن التطورات الأخيرة لناحية تأخر الرد الايراني المنتظر تؤشر الى انها لا ترتبط فقط بالاستعدادات العسكرية ووصول دفعات السلاح الروسي، إنما ما يجري في الداخل حول طبيعة الرد، واستقالة محمد جواد ظريف عقب مرور 10 أيام على تعيينه نائباَ للرئيس للشؤون الاستراتيجية وهو الذي اشتكى في وقت سابق بتسريب تسجيل صوتي له عام 2021 حول الدور الذي اداه الحرس الثوري في رسم السياسة الخارجية.

مساران متوازيان ضمن مؤسسة المرشد

الباحث المشارك في “المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية “افايب” مصطفى النعيمي يرى بأن هنالك مساران متوازيان ضمن مؤسسه المرشد الإيراني، المسار الأول الذي يمثله المرشد مساراً تصعيدياً وعلى أعلى المستويات، بينما المسار السياسي الآخر الذي يمثله الرئيس الايراني مسعود بزشكيان مسار الدبلوماسية يحاول التهدئة من خلاله، والغاية من هذه المسارات هي إرباك خصومهم. فكل التصريحات التي نسمعها اذا ما اقرناها بالوقائع والمتغيرات نلاحظ عكس ذلك من خلال قراءة اولية لحجم التصعيد والتحشيد الايراني تجاه طبول الحرب وعلى اعلى المستويات. نلاحظ أن هنالك تحركات للفصائل المواليه لايران وعلى مستويات عليا لا سيما في الجبهة السورية وتحديدا في محيط منطقة الحدود السورية- العراقية، حيث ما زالت الميليشيات تستخدم من العراق الى سوريا وتجري تدريبات وعلى اعلى المستويات وخاصة بمشروع المسيرات، إضافة الى مشروع الصواريخ البالستية، حيث تتركز تلك التدريبات في محيط مطار دير الزور، اضافة الى قاعده الامام علي التي انشاها زعيم ميليشيا فيلق القدس قاسم سليماني في العام 2019 والتي كانت وما زالت تمثل اهم الثقل الايراني في سوريا من حيث التحصين ومن حيث الأسلحة التي يتم استخدامها وتصنيعها وتصديرها عبر الساحة السورية، فبالتالي لا يعتقد الباحث النعيمي بان هنالك قيمة حقيقية لهذا الخلاف الدائر ما بين مؤسسة الحرس الثوري الايراني التي يتزعمها المرشد وكذلك أيضاً المؤسس السياسية التي يتزعمها مسعود بزشكيان.

خلافات الاروقة

يعتبر النعيمي أن كافة التيارات التي تعمل داخل منظومة ملالي طهران هي تأتمر من المرشد بشكل مباشر وكل ما يجري في أروقة الخلافات هي عباره عن ادارات متناقضة ،الغاية منها اضفاء نوع من الديمقراطية على تلك المؤسسة وبنفس التوقيت نظام الملالي قائم على الديكتاتورية فعمليا هنالك الكثير من الذين تم تصديرهم الى الواجهة لم يخدموا المشروع كما يرغب المرشد فبالتالي وجب تغييرهم وفق تلك الرؤية ايا كان المسمى الذي يحكم رئاسهة الدولة أو وزارة الخارجية او رئاسة الوزراء فهم لا قيمهة لهم عند المرشد وكلهم يعتمرون من خلاله فهذه المتغيرات التي نتحدث عنها لم تؤثر على سياسة ايران الداخلية والخارجية فعند مقتل رئيس الوزراء عبد اللهيان بظروف ما زالت مجهولة لم تتغير السياسة الخارجية الايرانية علما بانه هو صانع التهدئة في المنطقة مع المنظومة العربية وهو عراب اتفاقية بكين من قبل إيران فعمليا من يقف خلف عبد اللهيان هو المرشد ولكن تقدم له رؤى ويتم مناقشتها داخل بيت المرشد ومن ثم يتم اعتمادها في حال تحقق لايران الاهداف الجيوستراتيجية في المنطقة والتي من شانها تحييد اكبر كم من الضغوط التي تمارس على طهران سواء كانت في الملفات التفاوضية أو حتى في الاشتباك الدولي من خلال استثمار المصدات العسكرية وتوظيفها “ككروت” الرابحة في التفاوض والمناكفة مع المنظومة الدولية برمتها.

تحييد ظريف

ورداً على سؤال ان كانت سلطة “الحرس الثوري” أخرجت ظريف طوعاَ من المشهد الجديد الذي يحاول الرئيس بزيكشيان تكوينه لمواكبة التطورات العسكرية والسياسية في المنطقة؟

يعتقد النعيمي بان خروج ظريف هو ياتي ضمن نطاق البحث عن وجوه جديدة تضيف مكاسب الى مشروع الحرس الثوري الايراني في تحركاته وحتى ظريف لم يكن يتخذ القرار بمفرده وانما قراره مرهونا بموافقة المرشد ووفق قراءة صانع القرار في طهران. ان ظريف قدم كل ما يمكن تقديمه لتلك المؤسسة وحتى عملية التحييد لا تعني خروجة المطلق وربما قد يكون يعمل في الخطوط الخلفية، وهم بحاجة الى ضخ دماء جديدة في مؤسساتهم وبنفس التوقيت يريدون توجيه رسائل الى المنظومة الدولية باننا نظام ديمقراطي وتداول السلطة هو من ابجديات هذه المؤسسة لكن خلف الستار يكمن الخلل المتمثل بأن نظام الملالي تكليفا وليس انتخابا وبغض النظر عن تلك المسرحية التي جرت في عمليات الانتخابات المتعاقبة منذ وصول الخميني الى السلطة الى يومنا هذا لم تتغير ولا يمكن ان تتغير لانها ستكون احد اهم المسامير التي ستدق في نعش نظام الملالي بشكل عام لذلك هم حريصون جداً على تلك التفاهمات ويحاولون الالتفاف عليها من خلال ما يظهرونه في العلن عبر الاعلام، سواء كان خلافا او اتفاقا لكنه لا يمكن أن يتعدى المصالح الاستراتيجية الايرانية العليا في خدمه بقاء نظام الملالي حاكما في طهران داخليا وايضا نفوذه الخارجي في المنطقة العربية وعلى اعلى المستويات من حيث الاستثمار في مواجهه المنظومة الغربية بشكل عام واستخدام المنطقة العربية منطلق للعمليات العدائية تجاه الاتحاد الاوروبي، وذلك بعد ان شهدنا محاولة انشاء قاعده بحريه ايرانيه في مياه البحر الابيض المتوسط وتحديدا في ميناء طرطوس، والتي ستكون منطلق لاي عملية قرصنة مستقبلية لهذه الميليشيا تجاه اغلاق مضيق قناه السويس مستقبلا. وسبق لهم ان هددوا بذلك وهم اليوم يفرضون طوقا عسكريا في كل من مضيق هرمز ومضيق باب المندب ويحاولون الوصول الى قناة السويس وذلك لاستثمار عمليات القرصنة لتحقيق مصالحهم العليا في التقدم الى نقاط جديده باتجاه دول الاتحاد الاوروبي وتريد ايران مزاحمة العالم في تحركاتهم العسكرية لا سيما بعد الضربات التي تكبدتها على اعلى المستويات في مقتل قياداتهم العسكرية والاستخباراتية سواء في إيران أو في العراق او في سوريا وصولا الى لبنان واليمن