جروح منسية بين يدي فخامة الرئيس 
بقلم/ أحمد عايض
نشر منذ: سنتين و 3 أسابيع و 6 أيام
الخميس 01 ديسمبر-كانون الأول 2022 06:10 م
 

في اليمن تمر الايام ثقالا والليالي حبالى مثقلات بأوجاع الحرب وآلام الاقتصاد، وأخرون لا يرون فيها الا مكسبا وغنيمة وسلطانا، ومن بين اولئك والئك وديان سحاق .

 

في اليمن يموت اليمنيون بصمت وهدوء، وذاك أمر يدركه العليمي وتصل بعض اخباره الى معين بن عبدالملك، لكنهم لا يعبئون لذلك شيئا، هل لأنه شعب لا بواكي له ، أم ان صبرهم قد فاق حدود الصابرين.

 

قبل شهور ثمانية، فرش الاعلام الرسمي والحليف عشيه ما سمي بمشاورات الرياض ونقل السلطة ساحات شاسعة من الوعود الوعداء ونسج أحلاما من الورود والأمنيات، حتى تجاوزت حدود المعهود ، عقب وعود ، ضخها اشقاء كرام اعلنوا يومها بعزمهم ضم اليمن الى رحاب مجلس التعاون وبلاطه الامين.

 

يومها تنفس اليمنييون الصعداء وقالوا . حمدلله تحركت عجلة التغيير، وغادرت ايام السوء والوجيعة.

مجلس رئاسي افتتح عهده بخطابات على لسان عليمه رشاد ، فنسج معالم المرحلة القادمة، وحدد أعدائها والخصوم، فكانت مليشيا الغدر والإرهاب محل الاجماع ومقصد الاهداف.

فهتف اليمنيون بُسما وضحوكا لمستقبل عنوانه النصر وملامحه وحدة الصف.

مضت الايام سريعا، والشهور تسابقت تباعا، فتعثرت وعود وخطابات والتزامات و انخرست نصوص.

فخُلع رداء الحشمة والوقار عن أكوام من الوعود.

 

كانت قبل شهور منهجا ودستورا لقادم الايام ، وعنوانا لخطط الحسم و المواجهة .

صمت اليمنيون بهدوء تحفه الخيبة ، وتحاصره العيون والقلوب، وهم يرون ، أحلامهم تغرق في طوفان التسويف والتأجيل والمراضاه.

يستغربون ببساطه أحلامهم وتواضع امنياتهم ،لماذا يتهرب العليمي من مواجهة مسؤولياته والتزاماته. 

 

تمخض الجبل فولد فأرا هكذا يتحدثون في يمن الداخل وفي خارجه يسخرون زمرا.

في مجلس يقوده العليمي غابت الوعود ولم تحضر الامنيات، لكن خيبات التفرد بالقرار برزت ملامحها وتزاحمت انعكاساتها ، حتى اغرقت غرف المجتمعين.

ومع كل ذلك التهتك ، تمضي قرارات عوجاء تمنح مجاملة لمن يرجون مطمعا ونصيبا. يتابع اليمنيون سفريات العليمي بملل وامتعاض، فلا افلح مسافرا ولا أنجز مستقرا.

وصل رشاد الى الاردن قبل ايام فخاض مرثونا من الاجتماعات العقام، التي ظاهرها لا يثمر ومستخفاه لا يغني من جوع.

وقبل يومين يطير العليمي الى ديار يشعر فيها باللانس والاسترخاء، فما ان يصلها حتى يغيب عن وطنه وشعبه اياما وليالي كثيرا.

تحركات لا يحكمها برنامج ولا هدف. تقول وكالة سبا اليمنية للانباء ان العليمي شد رحاله من عمان الاردن الى ابو ظبي الإمارات كي يشاركهم فرحة يومهم الوطني، وكذلك معه ايضا مآرب اخرى.

وعلى الطرف الاخر ممن يتحرك العليمي باسمهم يقف الكثيرون في يمن يهدده طابور الجوع وتثقل احزانه اوجاع الحرب والاقتصاد، حُزنا وذهولا.

جوع ينخر في مفاصل الشعب وغلاء يفتك بأحلامهم وأوضاعهم، وجرحى حرب يئنون من عظيم اوجاعهم و يتألمون من اهمالهم وتناسيهم، اشهرا وسنينا. 

فلا أصواتهم وصلت مسامع العليمي ولا صراخ اصاباتهم التي تعفنت وتساقطت حركت ساكنا في رئيس دولته معين. تجاهل مخزي وصمت معيب وهروب فاضح.

ما هكذا تورد الابل يا رشاد وماهكذا يكافيئ نبلاء من أوصلوك حتى سموك فخامة الرئيس. 

 

نعيش بالامل ونتحرك بثقة الله ، ونشتد بالاوفياء لله والوطن والجمهورية، وذلك عنوان النصر القادم. 

ساقف قليلا صامتا، فاوجاع المشهد تتزاحم من كل جانب، وكرب أقلامنا تنزف وجعا .

صبر جميل والله المستعان على ما تصفون، ولا نامت أعين الجبناء.