مايو في الذكرى الثلاثين.. مراجعة قبل فوات الآوان
بقلم/ عصام محمد الأحمدي
نشر منذ: 4 سنوات و 5 أشهر و 9 أيام
الأربعاء 27 مايو 2020 06:54 متعد الوحدة اليمنية إنجازاً عربياً قبل أن يكون يمنياً بغض النظر عن جوانب القصور التي أعقبت إعادة تحقيقها في 22 مايو 1990، كان الشعب اليمني على مدى عصور شعباً واحداً وموحداً منذ الألفية الثانية قبلةالميلاد مرورا بالعصور الوسطى حيث قامت على أرضه حضارات قديمة أشهرها سبأ وحمير ومملكة حضرموت وقتبان ومعين سقط آخرها في العام 525 م وعرفت اليمن أيام تلك الممالك باسم العربية السعيدة وهذا يؤكد أن اليمن موحد بطبيعته بحسب كل المعطيات الإجتماعية والثقافية والإجتماعية.
تهل علينا الذكرى ال30 لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية في ظروف إستثنائية بالغة التعقيد وفي مرحلة حرجة من تأريخ الشعب اليمني الذي باتت وحدته اليوم أمام خطر حقيقي وإنقسام غير مسبوق ومليشيات تنهش الجسد اليمني في الشمال والجنوب وحرب غير واضحة المعالم ومستقبل بلا أفق على الأقل في الوقت الرهن، إن الأخطاء والإخفاقات والإرهاصات التي أعقبت تحقيق الوحدة اليمنية لم تكن بمستوى الضجة التي يروج لها البعض ولا تستدعي ما يجري اليوم من تصعيد ودعوات للتمزيق والشتات والإقتتال بقدر ما كانت أخطاء بسيطة نتيجة تراكمات وحيثيات مختلفة يمكن حلها إذا توافرت حسن النوايا وتكاتفت جهود الجميع.
إننا اليوم أمام مخطط واضح لتقسيم اليمن برعاية وإشراف دول عربية شقيقة خدمة لتوجهات قوى دولية سبق أن لفظها الشعب اليمني وإستعاد حريته وأرضه وكرامته، أصبح اليوم مجموعة من المزايدين وأصحاب المصالح والمرتهنين للخارج هم من يديرون المشهد في الشمال والجنوب وينفذون أجندات خارجية لا تمت للشعب اليمني بصلة، ولا تمثله من قريب أو من بعيد، إن معاناة اليمنيين اليوم تحتم على الجميع تحكيم العقل والضمير وتوحيد الجهود لإنقاذ ما يمكن إنقاذه خصوصاً مع تفشي جائحة كورونا وما يمثله من تهديد حقيقي على اليمن الذي يعيش حالة من الشلل لمرافق الدولة وتعطل المؤسسات الحكومة وغياب الخدمات الأساسية مما قد يؤدي إلى كارثة إنسانية لن تستثني أحد بحسب تحذيرات الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية.
ما يحدث اليوم من تمردات وتفكيك للمؤسسة العسكرية والأمنية في المناطق الشرقية التي ظلت قبلة لليمنيين الفارين من جحيم الحرب والإقتتال، لن يخدم أحد وسيدفع الجميع ثمن تقاعسهم وعمالتهم مهما طال الزمن، سقطرى والمهرة وحضرموت مسالمة بطبيعتها ولم تصلها نار الحرب وبقت بمنأى عن الصراع الجهوي الذي لا يراعي مصالح الناس ولا معيشتهم ونراهن عن العقلاء تجنيبها نار الفتنة وويلات الإقتتال والشتات.