شاهد الأهداف.. مباراة كبيرة لليمن رغم الخسارة من السعودية مصادر بريطانية تكشف كيف تهاوى مخطط تشكيل التوازنات الإقليمية بعد سقوط نظام الأسد وتبخر مشروع ثلاث دول سورية توجيه عاجل من مكتب الصحة بالعاصمة صنعاء برفع جاهزية المستشفيات وبنوك الدم وتجهيز سيارات الإسعاف ما حقيقة خصخصة قطاعات شركة بترومسيلة للاستكشاف النفطية في اليمن أبرز خطوة رسمية لتعزيز الوسطية والاعتدال في الخطاب الديني في اليمن وزير الأوقاف يفتتح أكاديمية الإرشاد مدير عام شرطة مأرب يطالب برفع الجاهزية الأمنية وحسن التعامل مع المواطنين أردوغان في تصريح ناري يحمل الموت والحرب يتوعد أكراد سوريا بدفنهم مع أسلحتهم إذا لم يسلموا السلاح عاجل: محكمة في عدن تبرئ الصحفي أحمد ماهر وتحكم بإطلاق سراحه فوراً الاستهداف الإسرائيلي للبنية التحتية في اليمن يخدم الحوثيين ... الإقتصاديون يكشفون الذرائع الحوثية الإدارة السورية الجديدة توجه أول تحذير لإيران رداً على تصريحات خامنئي.. ماذا قال؟
القليل من الجهد والبحث في صفحات تاريخ الأئمة في اليمن والذي إمتد لمايقارب ألف ومائة عام , يكشف لك بعض جوانب قرون الظلام , وعلى سبيل المثال مايتعلق بتعليم الفتاة والمرأة , فالكثيرون لا يعرفون مدى تطرف الأئمة تجاه هذه المسألة , إذ تم تحريم تعليم الفتاة بشكل قاطع , و وفقاً لفتاوى شرعية وأوامر إمامية أكدت أن تعليم الفتاة والمرأة يؤدي بها إلى الفجور والفاحشة وما إلى ذلك , و بالطبع كان ذلك متعمداً و عبر إستخدام الدين كوسيلة لتجهيل صانعة الرجال والعظماء و المجتمع , والدليل هو عدم منع النساء من فئة السادة فقط من التعليم وفقاً لقاعدة \" مايجوز للخاصة لا يجوز للعامة \" وهو ملمح للعنصرية إلى جانب فرض الجهل على الشعب , و وصل الأمر في بداية حكم الإمام يحيي بن حميد الدين إلى إلغاء كلية البنات التي أنشئت في العهد العثماني الثاني , و الأسوأ من ذلك قيام الإمام بإزالة مبنى كلية البنات بشكل كامل كي يطمس معلماً للنور وتعليم المرأة , و يمحو ما يعتبره فصلاً كارثياً في مجال تعليم الفتاة , وكان الجهل سائدا للجميع ولكنه كان أشد وطأةً ومعاناة للفتاة والمرأة .
اليوم وفي المدن التي تخضع لسيطرة جماعة الحوثي تتوالى مشاهد ترهيب طالبات المدارس في العاصمة وذمار وإب وأماكن أخرى , عبر وضع عبوات ناسفة بالقرب من مدارس البنات , كما كان المشهد الأكثر دموية في رداع بعد حادث إجرامي خلف العديد من الضحايا لفتيات في عمر الزهور .
وهنا أود التساؤل , هل هذا العمل مدروس ومخطط له ضمن خطوات تهدف إلى إعادة إنتاج قوانين عهد الظلام والعمل على ترهيب الفتيات وتحفيز الأسر على عدم إلتحاق الفتيات بمقاعد الدراسة , وخاصة في المدن في ظل إنخفاض إلتحاق تعليم الفتاة في الريف , و في ظل وجود فتيان صغار السن ضمن الميليشيات يصابون حتماً بالذهول والحسرة نتيجة رؤيتهم للفتيات يتوجهن للدراسة وتلقي العلم فيما هم يحملون البندقية و المدفع , في ملمح يهدد مستقبل الميليشيات الحوثية بطبيعة الحال ؟ , أم أن جماعة الحوثي كما أتمنى لاعلاقة لها بالأمر من قريب أو بعيد , وأن هناك طرف ثالث يستغل حساسية المجتمع وتقاليده لزيادة نبذ الميليشيا و يقوم بإعمال إرهابية في مسعى لإفشال مسعى الحوثي لفرض الأمن والإستقرار , وإظهار الجماعة بمظهر العاجز عن تحقيق الأمن , وهناك فرضية ثالثة تدور حول علاقة تنظيم القاعدة بذلك , و موقف التنظيم لا يقل ظلاما عن الموروث الامامي ,و لكن أولوية التنظيم الان هي مواجهة وجود جماعة الحوثي وليس أهداف جانبية , كما أن تلاشي تهديد التنظيم لمدارس البنات في المناطق الخاضعة لسيطرتها, وعدم إستهداف القاعدة للمدارس , و عدم منع تعليم الفتاة في جعار وأبين في مرحلة سيطرتها على المحافظة يجعل من مدى نسبة الفرضية ضئيلة رغم أنها تظل قائمة في كل الأحوال .
كذلك أتمنى عدم صحة الروايات التي تشير إلى إستهداف حافلة الطالبات برداع بقذيفة صاروخية , ورفض جماعة الحوثي التحقيق , واتمنى بالفعل أن تكون الحادثة غير متعمدة من أي طرف قام بها .
بين التاريخ والإرهاب و صراعات السياسة , تظل التساؤلات مطروحة , حول الجهة التي تقف وراء إستهداف مدارس البنات , و الأهداف التي تسعى لجنيها من وراء ذلك , وهي تساؤلات ستتضح معالم إجاباتها شئياً فشئياً خلال الفترة القادمة , ليس ما يتعلق بتعليم الفتاة فقط , ولكن أيضاً ما يتعلق بجوانب أخرى في المشهد العام للوطن .