توجيه عاجل من مكتب الصحة بالعاصمة صنعاء برفع جاهزية المستشفيات وبنوك الدم وتجهيز سيارات الإسعاف ما حقيقة خصخصة قطاعات شركة بترومسيلة للاستكشاف النفطية في اليمن أبرز خطوة رسمية لتعزيز الوسطية والاعتدال في الخطاب الديني في اليمن وزير الأوقاف يفتتح أكاديمية الإرشاد مدير عام شرطة مأرب يطالب برفع الجاهزية الأمنية وحسن التعامل مع المواطنين أردوغان في تصريح ناري يحمل الموت والحرب يتوعد أكراد سوريا بدفنهم مع أسلحتهم إذا لم يسلموا السلاح عاجل: محكمة في عدن تبرئ الصحفي أحمد ماهر وتحكم بإطلاق سراحه فوراً الاستهداف الإسرائيلي للبنية التحتية في اليمن يخدم الحوثيين ... الإقتصاديون يكشفون الذرائع الحوثية الإدارة السورية الجديدة توجه أول تحذير لإيران رداً على تصريحات خامنئي.. ماذا قال؟ هجوم مضاد يسحق الميليشيات في تعز والجيش يتقدم إلى شارع الأربعين و يسيطر على مناطق استراتيجية حاكمة.. مصرع وإصابة 23 حوثيًا نزوح للمرة الثانية في مأرب.. أكثر من 2500 أسرة تركت منازلها مضطرة
كان السبب الرئيسي وراء تعيين \"جيرالد فيرستاين\" سفيراً للولايات المتحدة في اليمن هو ذلك التطور النوعي السريع والمفاجئ الذي أحدثه تنظيم القاعدة في اليمن بعملياته الأخيرة؛ حتى غدت هذه العمليات كابوساً فظيعاً يغض مضجع الدول الغربية كافة، ويستدعي إعادة ترتيب أولويات الحرب على الإرهاب.
وقد بدا الخبير في برامج مكافحة الإرهاب، والدبلوماسي المخضرم الذي خدم في أشد مناطق العالم توتراً – أفغانستان وباكستان - رجل المرحلة المقبلة لأمريكا في اليمن.
ومنذ يومه الأول، بدا الرجل مغرماً بمهمته الجديدة، نشطاً للغاية، لم يترك داراً ولا \" زنقة زنقة \" إلا وطرق بابها غير آبه بالمتاريس التي تضعها بلاده حول سفارتها لحمايته.
ولم يقتصر اختلافه عن سابقه بالزيارات المكوكية التي يوزعها في كل اتجاه، بل حتى لغته بدت مختلفة، وبدا وكأن الرجل يدرك جيداً أسباب مشكلة الإرهاب في اليمن بطريقة تختلف تماماً عن الطريقة التي أدت إلى مجزرة المعجلة!.
فالرجل لم يفوت فرصة أو مناسبة إلا وتحدث فيها عن المعونات والبرامج التي تقدمها وستقدمها الولايات المتحدة للمساعدة في تطوير اليمن، وعن نية الولايات المتحدة في أن تكون شريكا طويل المدى لليمن في بناء مجتمع يمني قوي وواعِد ينعم بالرخاء ، ليس لجيل اليوم فقط، ولكن لأجيال المستقبل أيضاً (على حد تعبيره في كلمته بجامعة تعز)..
تهللت الأسارير اليمنية لهذه اللغة اللينة، وبالغ البعض، فرى السفير الجديد قمراً منيراً في سماءٍ حالكةٍ.
وفي جامعة تعز أيضاً، قال مخاطباً الشباب \" أنتم مُجهّزون بالمعرفةِ الجَيّدةِ ، والعقولِ المُستنيرةِ ، والإبداع ، والرؤيةِ النقيّةِ التي تُصاحبُ مرحلة الشباب ، وبعيون نيّرة ، فإني أعلمُ بأنكم تستطيعون رؤية المعوقات والفرص التي أمامكم ، وآملُ أن تواجهوا الاثنتين بحماس\" (كلمة السفير فايرستاين في جامعة تعز 29 ديسمبر 2010 – المنشورة على موقع سفارة الولايات المتحدة بصنعاء).
(فما الذي تغير يا سعادة السفير؟!!!!).
لقد خرج هؤلاء الشباب إلى الشارع لمواجهة أعتى المعوقات التي تعترض طريق مستقبلهم، بحماسٍ منقطع النظير، وبعقولٍ مستنيرةٍ، ورؤيةٍ نقيةٍ، والأمل يحدوهم في بناء وطنٍ قويٍّ وواعدٍ.
لكن هذه المرة كان السفير نفسه ـ الذي خاطبهم في جامعة تعز ـ يقف وراء متاريس سفارته، تناسى تصريحاته السابقة، ولا يملك إلا منظاراً أمريكاً عتيقاً ذو عدسات لا تلتقط أو تقرّب سوى هالة الإرهاب، ولا يولد هذا التشخيص التقليدي إلا علاجات تزيد الإرهاب إرهاباً!!
المفارقة؛ أنه في البلدان التي حدثت وتحدث فيها عمليات التغيير التزمت سفارات الولايات المتحدة فيها بالصمت حتى لاحت ميلان الكفة، بينما الوضع في اليمن اختلف، فمواقف وتصريحات السفير الأمريكي أصبحت توفر الغطاء الكافي للنظام اليمني ليمارس أبشع أنواع الإرهاب ضد الشباب الأعزل (والصمت طبعاً هو حالة أرقى بكثير من توفير الغطاء)، بل لم يلجأ هذا النظام إلى استخدام العنف المفرط إلا بعدما التقط تصريحات داعمة.
نعلم أنه لا أحد يعول على أمريكا في عملية التغيير، ولا أحد ينتظر منها أن تفعل شيئاً إيجابياً. فأمريكا ـ كما يدرك الجميع ـ لا تجرجرها إلا مصالحها، وبالذات تجاه اليمن، حيث يجب أن تتواءم مواقفها كلياً مع قلق ومنغصات الجارة (السعودية)، فلو سمح الله وحدث شيئاً ما للسعودية، لربما ارتفع سعر برميل النفط إلى 500 دولار أمريكي، وهو بالتأكيد رقم كارثي بكل المقاييس لاقتصاد أمريكا وبقية الاقتصادات الغربية!!!
لكن ما نود أن نلفت سعادة السفير إليه، هي أن تصريحاته ومواقفه باتت تشكل خطراً كبيراً على حياة المدنيين في اليمن، فالنظام يستغلها أسوأ استغلال، وبات الجميع يترقب لهجمة أكثر ضراوة يقوم بها النظام ضد المعتصمين والمتظاهرين سلمياً عقب كل موقف أو تصريح يدلي به سعادته.
في السابق، تغاضى اليمنيون عن المطالبة بالاعتذار عن مجزرة المعجلة بعدما تكشف عن الفاعل الحقيقي، ولقد كان من المخزي للولايات المتحدة أن تقدم اعتذار للرئيس صالح عن تسريب الوثائق لموقع ويكليكس، بينما لم تقدم اعتذاراً للشعب اليمني عن هذه المجزرة.
أما اليوم فالأمر مختلف، وسعادة السفير يدرك جيداً ـ وهو الخبير في شؤون الإرهاب ـ أن مواقفه التي توفر الغطاء للنظام اليمني باتت تشكل فعلاً إرهابياً لا يقل عن أي فعل إرهابي آخر! فالتشجيع أو التنظيم أو المشاركة ـ المباشرة أو غير المباشرة ـ طبقاً للقانون الأمريكي لعام 1987 في أي عمل عنف دنيء أو تخريبي، يحتمل أن ينتج عنه أو يتسبب في موت أو إحداث أضرار خطيرة وجسيمة لأشخاص أبرياء ليس لهم أي دور في العمليات العسكرية هو عمل إرهابي بامتياز!!.
والسفير نفسه تحدث في المقابلة التي أجرتها معه قناة العربية بتاريخ 26 نوفمبر 2010 عن أنور العولقي باعتباره شخصاً إرهابيا يجب ملاحقته ومحاكمته كونه يحرض على القيام بعمليات إرهابية في الدول الغربية.
لقد أصبحت يا سعادة السفير أنور عولقياً بالنسبة لليمنيين، والفرق الوحيد أن الضحايا التي تنتج عن توفيركم الغطاء للنظام أكثر بكثير من الضحايا التي نتجت عن التحريض الذي يقوم به أنور العولقي اليمني!!!
elyaf3ee@hotmail.com