|
في أخر خطاب له فاخر الصريع صالح الصماد أمام جمع من أصنام المسيرة وزنبيل الامامة أن محافظة الحديدة محافظة نقية سليمة من أي عملاء أو دخلاء على حدة وصفه , وفاخر أمام الحضور أن المليشيات الحوثية أقامت عرضا عسكريا بطول عدة كيلومترات دون أن تنال طائرات التحالف منه , لأنه لم يتمكن أحد من رفع أي معلومة أو الإبلاغ عن أي إحداثية لمكان العرض .
لم يكن الصماد يعلم أن ثمة أحرار في تلك القاعة التي يتفاخر فيها من يرصده , إيمانا بقضية ما أو هدف أو بيعة من داخل صفوف الحوثيين , وسواء تم بيع الصماد لتخلص منه او تم رصده بنجاح وبدقة , فقد كانت النهاية لها ما بعها من التداعيات .
على العصابة الحوثية أن تعي جيدا أن هناك تناميا كبيرا في الغضب الشعبي تجاهها وأنها باتت في نظر اليمنيين عبارة عن عصابة ممثلة " للغدر والخيانة " وهناك حضور شعبي وإجماع وطني واسع يؤكد ضرورة استئصال هذا الورم الخبيث الذي توسع خبثه في الشارع اليمني وبقية المحافظات اليمنية التي مازالت تحت هيمنتهم .
لقد مات الصماد فلم يبك عليه أحد سوى مناصري المراقد وعمائم طهران وقم والحوزات وخريجي الكهوف, لا غير , في حين مر الحدث على كل دول العالم وشعوبها , كأنه أمر اعتيادي , لأنهم يعلمون أن من تمت تصفية هو عبارة عن لص في طابور قذر من القتلة , لا زعيم أو رئيس كما يروجون .
لقد مر مقتل "رئيس العصابات الحوثية في اليمن مرور عابرا على كل دول العالم ومنظماتها الدولية والمحلية , فالصماد لا بواكي له في عالم يعلم أنه ممثل لمجموعة مجرمين مغتصبين , قادوا مسيرات الموت وأدخلوا اليمن إلى كهوف الظلام والتخلف والرجعية , وأعادوا الثلاثي القاتل الذي كان جاثما على صدور اليمنيين قبل أكثر من نصف قرن " الجهل والفقر والمرض" لواجهة القرن الحادي والعشرين .. لقد قتل الصماد , بطريقة تليق بقادة العصابات الموحلة في السقوط , فلم تبكه إلا عيون الخيانة , ولم تواسيه إلا قلوب الظلام , ولم يتأسف على رحيلة إلا أنصار العبودية .
راجعوا قاموس الحوثيين , ومنجزاتهم, لن تجدوا إلا ماخورا مليئا بالخونة ينساقون في مضمار تلك المسيرة , ولن تجدوا عنوانا لغيرهم من اليمنيين سوى الموت , يوزعوه لكل من وقع في خبث حبالهم ومسيرتهم .
هي جماعة تدعو اليمنيين أن يموتوا كي تحيا العصابة , ويفقر الشعب كي تغنى السلالة , ولا هدف غير ذلك .
هل لاحظتم أن مراهق مران يشيد دائما بالمشاركين في ساحات العز والشرف , ويدعو المغرر بهم ممن نكل بهم الجوع والفاقة أن يشاركوا فيها , لكننا لم نشاهده يوما في تلك الساحات التي وصفها بساحات العز والشرف , لا هو ولا أقربائه ولا زعماء الطيرمانات , ورؤوس السلالة , لأنهم يرون العز والشرف في عودة الامامة وإغتيال الجمهورية فقط.
لقد ضاقت اليمن بمقابرها , وضاقت قلوب المكلومين في ألادهم وأقربائهم , وهم يهتفون بشعار الموت وأنهم مستمرون في قتال الامريكان وإسرائيل , أنه خطاب مفخخ بالجهل والخديعة والانحطاط في ذات الوقت .
وعلى كل راقبوا خريطة النصر التي يقودها الجيش الوطني من كل الجهات الأربع , فثمة نصر يزحف في كل مكان , وعودة باسمة للجمهورية في كل ساحة وجبل وواد .
خمس جبهات فقط هي التي فجرها الجيش الوطني في محافظة صعدة حتى اللحظة , كي تصل الايادي إلى أفعى الغدر , وأعاده مدينة السلام "صعدة " كما كانت توصف قديما إلى حاضنة الجمهورية والثورة .
وعلى الطرف الاخر , تابعوا ثورة الخلافات والصرعات داخل مكون هذا الوكر المظلم للعصابات الحوثية وانتظروا عمليات البيع ضد بعضهم البعض , فثمة صوت يتعالي في أوكارهم " أن هناك من يقاد لساحات الموت وهناك من يقاد إلى فتح جيوبه ومخازنه لاستقبال الأموال والثروات, التي أصبحت لا تعد ولا تحصى تنهب من كل أفق ومكان, دون رقيب أو حسيب .
#نقلا عن صحيفة 26 سبتمبر
في الخميس 26 إبريل-نيسان 2018 07:45:01 م