اليماني وكفيله وقانون السوابق السعودي!
بقلم/ حسن الاشموري
نشر منذ: 14 سنة و شهرين و 30 يوماً
الجمعة 06 أغسطس-آب 2010 09:45 م

أشير الى أن عندي خطوط إمداد واسعة لهذا المقال عن غبن أصاب يمانيين من كفلاء سعوديين ووالله ما فعلها العيسويون (النصارى) والموسويون (اليهود)..

رسائل تليها رسائل توافدت منذ كتاباتي عن السعودية أدام الله عزها، فقد كتبت بتواتر عنها.. بعشق وبتهكم المتأدبين ونزق العاشقين بما اقتضته الحادثات بيننا وبينهم وما أكثرها. وما تراجعت عن عشقي للمملكة ما أشرق صبح وما اظلم ليل.. فنحن والسعودية كالأخوين (سعد وسعيد)، فإذا ما هلك سعيد (نحن) سيهلك سعد (هم) ولن يفيد بعدها "انج سعد فقد هلك سعيد"..

والحال أن اليمن لن يعيش بدون السعودية ومن هُيئ له غير ذلك فقد باغت نفسه بماحقات ندرة المعرفة بأهمية الجارة الشمالية، واليكم هذا الكلام بلا ختل ووبلا مخادعة وهو عمن ساروا في أديمها شُقاة لا حيلة لهم ولا طول أصابع..

يأتي الكلام وما تغير من يمانيتي شيء في ان الجارة الشمالية هم أبناء عمنا وأهلنا هناك وما علمنا ان لنا أهلا في ايران لنستبدلهم، وعندما يجد الجد ويجد المزاح فليس لنا الا الله وهم، وإن كان بعض مزاحهم السياسي معنا والاجتماعي مع مغتربينا أشق على النفوس من الرصاص الفشنك في المعركة الجادة، ومنها تلك المزحة السياسية التي تمت بينهم وبين الحوثة من ورائنا مما ثبط عزيمتنا في التقاطهم نهائيا من صعدة، فكنا وكانوا فشنك في معركة طَلعت فشنك.

والفشنك يطلق على كل شيء كاذب وفي ظاهره صدق، وإن كان بِكم غرابة من هذا الخروج المتعسف عن العنوان فتمهلوا، فالشاهد الاول في الأمر ان اعتداء الحوثة على الغالية السعودية أدخل مغتربينا هناك في دوائر الريبة وانتشرت مقولات تهكُّم من قبل صغار الموظفين كثيري "المزاح الجاد" عن أي يماني متسلل أو قانوني التأشيرة بإطلاق لقب "حوثي" عليه.. مما أثار ويثير ضيق وحنق وحسرة اصحابنا من هذا اللقب الحوثي العالي الجودة في الاستفزاز وتبعها التشدد في تمرير معاملات المغترب "أبو يمن" في تلك الفترة، مع أن السلطات السعودية تعرف الحوثة مثلما تعرف السي آي إي كم عمر العجوز هنري كيسنجر..

والشاهد الثاني أن السعودية بسبب الحوثة دخلت في نطاق من الحصانات الأمنية ولعلها قسمت اليماني بين يماني ممنوعات ويماني حوثي أو يماني قاعدي جناحي الارهاب في اليمن ومعها حق لكنه حق الي النصف لأنها وقد اخترقت جميعهم فإنها تستطيع الفرز، وأنا أعرف أن من يقلق السعودية أمنيا واجتماعيا هم المغتربون اليمانيون دون سواهم، فأنت لا تعرف من يندس بينهم وأنا كذلك يقلقوني فلا أريد ليماني أن يشوه بسوء سلوكه سمعة قومنا، وأنا على بصيرة من الفهم بأن المملكة ستفرز بين اليماني الطيب واليماني الشرير وألا تاحذ إلا من وجدت متاعها عنده، مُتاحشية قانون العسكر "الحسنة تخص والسيئة تعم".

وأشهد أن السعودية كريمة معنا ولن تتخلى عنا وعن كرمها برغم الحادثات، لكن احتجاجي ينحصر في كيفية تطبيق قانون السوابق الذي بدأت السعودية العمل به، ففي اجزاء منه يذهب هذا القانون باتجاه حكم قراقوش فالقوانين اصلا هي لتحقيق العدالة..

فأي عدالة يحققها قانون السوابق ضد شخص يماني سرق شابٌّ سعوديٌّ مشاغبٌ ومُدللٌ تلفونه الموبايل ولحق به هذا اليماني واسترد بعد عراك تلفونه ثم سُجل لصاحب التلفون والمُدلل محضر وبعد فترة من الواقعة ذهب صاحب التلفون لمعاملات تخصه فإذا بهم يقولون له أنت من اصحاب السوابق وسيتم ترحيلك وعندما استفسرهم عن هذه السوابق ذكروا له عراك التلفون، فاي سابقة هذه..

وشخص آخر ادعى أحدهم أنه شتمه وسُجل له محضر قبل سنوات وانتهت القضية وأصبح المتشاتمان اليماني والسعودي ذوي صداقة، هو ايضا مقرر ترحيله بقانون السوابق وشخص ثالث مغترب منذ ما يزيد عن 30 عاما يملك محلات تجارية وعندما همَّ بالسفر إلى اليمن أبلغوه في مطار الملك عبد العزيز، طيّب الله ثراه، أنه صاحب سوابق عراك بالأيدي قبل عشرين عاما، وبقانون السوابق وضعوا على جوازه ختم الخروج النهائي بلا عودة ليضيع في جبين المملكة شقاء ثلث قرن.. والأمر يعتمد الآن على كفيله فإن كان كفيله ابن حلال فسيرسل له ماله وان كان نصف ابن حلال فسيتقاسم معه مالة وان كان بالكامل ابن حرام فسيستحوذ على ماله..

وغير هؤلاء عشرات الآلاف سيطالهم الترحيل والخروج النهائي محمولين على كتف قانون السوابق الذي ينص على أن كل من عليه أي سابقة مهما كان حجم السابقة بالخروج النهائي من أراضي المملكة حتى ولو مضى على سابقته نحو اربعين عاما.

أما قصص المكفولين، فاسمعوا هذا، بعد 43 عاماً وجدت نفسي مع أسرتي في اليمن مرحلا من المملكة بعد ان استولى كفيلي على حقوقي البالغة مليون و 116 الف ريال سعودي بعد ان الصق بي تهما كاذبة بغرض التخلص مني وترحيلي.. وهذا وقضيته تتكرر بصور أخرى مع أكثر من يماني وتختلف فقط صور الأشخاص، وأختم بهذ الرجل الذي وجد نفسه كالمغترب السابق مرحلاً بعد ثلاثين عاماً من المملكة مُشلحا من كفيله من كل حقوقه المالية في الورشة التي تشاركا فيها ثلاثين عاما.

هذا تصرف أبناء الحرام ان صحت أقوال هؤلاء.. لكن إليكم وضعية أخرى، اذ يتعرض بعض المغتربين لابتزاز واستغلال من قبل الكفيل كأخذ أموال سنوية أو شهرية مقابل الكفالة أو تجديد الإقامة أو نقل الكفالة إلى شخص آخر وغيرها من الأمور التي فيها أبواب الاستغلال.. والأسوأ من هذا ان يقوم الكفيل بالابلاغ أن مكفولة هرب وما هو بهارب، فقط لكي يجد الكفيل مبررا للسماح له ببيع فيزا بديلة عن فيزا الهارب، فيقع المُبلغ عن هروبه عرضةً للترحيل.

ومع هذه الحالات الكئيبة إليكم حالات الإشراق، اكثر من كفيل سعودي حملوا اموال مكفوليهم الى اليمن وزاد بعضهم انه يرسل حتى الان الى اليمن مرتبات شهرية لأسرة مكفول توفاه الله في المملكة، ويشهد يماني مغترب سابق قائلا: "عندما مرضت وانا فى اجازتى السنوية واستحالة عودتى للعمل مرة اخرى تم ارسال جميع مستحقاتى المالية كاملة بالاضافة لمرتب 3 شهور زيادة عن العقد وبدون أية مطالبة منى ولأن مقالي هذا المُتعَب مخصص عما تتعرض له نسبة ملموسة من يمانيينا المغتربين في الجارة الشمالية فمن الطاعات والتقرب الى الله مساعدة من وقع به منهم ظلم من الكفلاء"..

وعليه اتوجه الى رجل المكرمات السفير الأغر والدبلوماسي الحاذق مهندس شوارع ومدن حبنا للمملكة السفير علي بن محمد الحمدان بانه مدعو لمساعدة يمانيينا هناك بصفاته الشحصية والرسمية بعد أن تقهقر دور الدولة الصالحية وأمرائها وتعلقوا بين الحيدين، حيد مران وحيد ردفان، وثق يا ابن الحمدان بالثقة الباترة اذا ما اجتهدت انه لن يبطئ في الاستجابة لك لا أميرانا نايف وسلمان ولا كبيرهم وكبيرنا صاحب السمو الملكي ولي العهد سلطان وهو الذي احتج وانت الى حانبه على صحفي سأله قبل شهور وبجانبكما بن مجور في قصره بالعزيزية عن رعايته للمغتربين اليمانيين في المملكة قائلا "هم ليسوا مغتربين، ونعتبرهم سعوديين".. كما أن السعودي هو ابن اليمن ولا نستخدم كلمة المغترب ونستبعدها من أذهاننا".

هذا القول البالغ الفعالية والتاثير لا قول الجدة جهينة ويقينها يلحق به، وطالما كان الأمر كذلك فمغتربونا أمانة الله في أعناقكم أضعُهم بمقالي هذا مُكرها ومُحبا بين يديك وسيكون لك أجر المهطعين في دروب الكرامات ودعاؤنا.

*إعلامي يماني