آخر الاخبار

الكشف عن القيادي الحوثي المسؤول عن تهريب الأسلحة الإيرانية التحركات واللقاءات العسكرية العليا.. هل قررت الشرعية خوض معركة الحسم مع مليشيا الحوثي؟.. تقرير رفقة محمد بن زايد.. شاهد ثاني ظهور لطارق صالح عقب إصابته بحادث مروري في الساحل الغربي حزب الإصلاح يعلق على إشهار التكتل الوطني للمكونات السياسية تونس تحقق نجاحاً كبيراً في تصدير الذهب الأخضر إسرائيل تدك أكثر من 40 ألف وحدة سكنية في جنوب لبنان وتجعلها ركاما وانقاضا عاجل: أمريكا تحبس أنفاسها وتتحصن مع تفاقم التوترات وترامب يعلن واثق من الفوز وايلون ماسك يحذر من هزيمة المرشح الجمهوري واخر انتخابات في تاريخ أمريكا لأول مرة في تاريخها… التعديلات الدستورية الجديدة في قطر وتجربتها الديمقراطية عثمان مجلي يصارح الخارجية البريطانية: الجميع يدفع ثمن منع الشرعية من تحرير ميناء الحديدة بحضور دبلوماسي ومباركة رئاسية .. عدن تشهد ميلاد أكبر تكتل وطني للمكونات السياسية يضع في طليعة أهدافه استعادة الدولة وإقتلاع الإنقلاب وحل القضية الجنوبية

حين يكون الحضور على طريقة سنحان وبني ضبيان خياراً !!
بقلم/ توكل كرمان
نشر منذ: 16 سنة و شهر و 23 يوماً
الجمعة 12 سبتمبر-أيلول 2008 03:13 ص

سيكون على الحاكم أن يدرك العواقب الوخيمة لاستهتاره ، إن مضى ينظر إلى محاولة اغتيال الشيخ حمود سعيد المخلافي وكأن الأمر لايعنيه ، المخلافي ليس مجرد فرد من تعز اعتدنا أن يقتل العديد من أبنائها في العاصمة بدم بارد في عمليات مماثلة طالما كانت مأمونة العاقبة !!

ينظر أبناء تعز إلى المخلافي كرمز وطني يعبر بحق عن هويتهم الجماعية التي بدا أنها تأبى ان تظل ذات قيمة مهملة .

لا أشك مطلقا أن ماتعرض له الشيخ حمود سعيد المخلافي - شيخ مشائخ شرعب وهو اليوم بعد محاولة الاغتيال غدا شيخاً لمشايخ تعز بتفويض جماعي من الصعب أن يشذ عنه أحد- من محاولة اغتيال جبانة وغادرة مرضي عنها رسمياً إن لم تكن قد حصلت مسبقا على الضوء الأخضر أو الموافقة الضمنية، هذا مايقوله القوم ولست إلا واحدة منهم .

التعزيون يقرأون الأمر بطريقة مختلفة ..لا كما تريده اجهزة الامن المشغولة في تلفيق تهمة لحمود المخلافي كمجرم لا كضحية علها تنجح في إركاعه أو إقصائه، سيقرأونه كما يحلوا لهم وطبقا لمقتضيات العقل والمنطق سيضعون النقاط على الحروف بتلقائية مفرطة.

ان اختيار المكان ونوعية السلاح والزمان يوحي بان أصحاب الفعل الاجرامي متنفذون جدا، ويمتلكون قدرات هائلة في التصنت والمتابعة والتقصي إلى الهروب من أجهزة الأمن في مكان يقال له الحي الدبلوماسي ويفترض انه يكتظ بأعداد هائلة من العيون الساهرة .

أصابع الاتهام ليس أمامها خيارات كثيرة ، الخيار يكاد أن يكون وحيداً .. والاتجاه يوشك أن يصبح اجبارياً ، لايراد لتعز أن تكون ذات قيادات اجتماعية مستعصية على نحو يضاهي ماهو كائن لدى محافظات شمال الشمال ومناطق " مطلع " ، على الأعلى أن يظل أعلى، واليمن الأسفل ليس مجرد تسميه تصف الفرق في الارتفاع المكاني بين محافظات تقبع في الأعلى واخرى في الأسفل ، لا .. فالأسفل أو السافل تسمية لأماكن ومحافظات يجب أن يكون لها من اسمها نصيب .. هكذا أريد لها دوما .. ! بعد ذلك فإن من يمثل تعز رسمياً يجب أن يكون عبداً طيعاً لايرى ولا يسمع ولا يتكلم بغير ما يرضي السيد ولي الأمر وعشيرته .

على ذلك فإن محافظ تعز لا يكفي أن يكون تعزيا ، عليه أن يدرك أنه لن يكون كذلك إن لم يكن تعزي الهوى والانتماء، وان لم يبرمج نفسه على هذا الوضع كرجل من قومه يرفع ذات الشعار الذي يرفعه القوم ، رجل من قومه يستمد منهم الشرعية ومن قبولهم الجماعي ينتزع فرص البقاء على الكرسي ، اختيارا لا إكراها .. وشركاء لا خصوم .

سيكون عليه ان يتعايش مع هذه الحقيقة ففيها منافع للتعزيين وهو أولهم، والا فعليه أن يتحمل نتيجة انحيازه إلى "البعيد ".

تعز فيها متسع لماهو أكثر من صوفي، وبالتأكيد هناك متسع لقيادات كثر ، لن يتوقف الأمر عند حمود المخلافي و سلطان السامعي ، واعذروني فقد وجدت نفسي مجبرة على التثنية بالسامعي ، فمنذ بدء ولادة العصر المناطقي كإحدى المنجزات العملاقة التي شهدها الوطن في ظل القائد الرمز ، لايذكر السامعي إلا ويطفوا الى الذهن اسم المخلافي والعكس يحدث أيضاً.

منذ أشهر لايفارقني هذا الكابوس احتمال اغتيال السامعي او المخلافي أو كليهما في جريمة جبانة قد تنفذ في قلب العاصمة او غيرها لكنها ستسجل ضد مجهول فكيف سنسجلها نحن .

الجموع لن تقيد الجريمة ضد مجهول ، من الدقائق الاولى لسماع نبأ محاولة اغتيال المخلافي كان الفاعل لديهم معلوماً بكامل الأوصاف والتفاصيل والدوافع ايضاً، وهو يؤدي الى نتيجة واحدة اذكاء الحضور المناطقي لتعز، وتعزيز الاصطفاف المناطقي كخيار فاعل للحفاظ على النوع أمام خطر الانقراض أو التحول إلى مخلوقات دودية تسحقها الأقدام والأحذية.

لن تكون نهاية التاريخ لو حدث وأن أمضى الأوغاد فعلهم الإجرامي وأصبحت تعز بلا حمود أو سلطان فتعز ولادة وستزيدها عملية اغتيال فرد او أكثر من ابنائها حضوراً مناطقياً، وللأسف مع كل قطرة دم من أبنائها تراق ظلماً هنا في العاصمة أو غيرها سترتفع قيمة أسهمها في المزاد الذي يضارب فيه بالدم والجماجم والأشلاء !!

وحتى وان كان المصاب جلل . وحتى وان كان بحجم فقدان حمود المخلافي أو سلطان السامعي .. سنهتف ان القاتل هناك .. حاكم يتكئ على حضور مناطقي .. ويركن على ترسانة من الذخيرة العشائرية والروابط الاسرية والقبلية .. يرهن دوام السيطرة والحضور على غياب الاخر ، وفي الوطن الكبير يجب ان يكون هناك مهملون كثر ، وان حضرت تعز واخواتها فان الامر ينذر بكوارث محققة ، هكذا يرى الحاكم الأمر !

التعزيون مدعوون اليوم ومعهم كل من تم شطبهم من خانة الشراكة الوطنية العادلة، مدعوون للاصطفاف والمطالبة بالتحقيق الشفاف والكامل في الجريمة اولا ، ومدعوون لاحقا لأن يبعثوا برسائل كافية للحاكم تفهمه ان الطوفان قادم ان ارتكب حماقة تصفية رموزهم مستقبلا!!

أبناء تعز وإب والحديدة وعدن والضالع وكل شركاء القيمة الناقصة مدعوون لمتابعة التحقيق والاحتشاد أمام الاجهزة المعنية غداة كل جلسة تحقيق ، مثقفوهم وسياسيوهم وكل من يعدون انفسهم من النخب ليس عليهم أن يتحرجوا من الجهر بالحقيقة المرة التي تفسر سبب المحاولة الآثمة ، لان المخلافي والسامعي وكل من سيغتالهم المجهولون غدا أرقام صعبة في محافظة على مواطنيها ان يظلوا سفلة .. وارقام مهملة. وسجدا ركعا للحاكم وعشيرته !

يستحق ابناء تعز من الداخلية ماهو اكثر من بيان ، اجهزة الأمن مدينة لتعز واخواتها ببيان توضيحي يستند على معلومات دقيقة وأشياء اخرى ، وليكن معلوما أننا لن نسمح بأن يمر الامر هكذا بدون عواقب ، هناك رسائل يجب ان يقرأها الحكام جيدا ليعيدوا الحسبة ان كانوا جزءا من العملية ، أو ليقوموا بواجبهم ان لم يكونوا من العصابة ، حماية رموزنا وشخصياتنا الاجتماعية واجب مقدس إن فرط فيه الحاكم فليعلم أنه يفرط بجزء كبير من ملكه واستقراره !

كل ذنب السامعي وحمود المخلافي _ ولازلت اصر على الربط ولازلت اشعر بذات الكابوس المخيف _انهم يمتلكون فرص حقيقية للتعبير عن المسألة المناطقية ، ان الشراكة الوطنية تبدأ من فقه هذه المسألة وفي وطن عاصمته تعلي الأعراف القبلية فوق القانون والدين وكل ماعرفته البشرية من عهود واتفاقات، فمن الطبيعي ان يكون الرجلان قد ارتكبا خطأ قاتلا في نظر الحاكم وطابوره الخامس، ترى فيهما تعز رافعتين لمواطنتها المسحوقة ، وبدا أن في الافق يلوح مع حضورهما ماهوا أجمل واقدس غاية انها الفرصة الحقيقية في الحضور والمزاحمة وسط المعادلة الصعبة على طريقة بني ضبيان وهمدان وسنحان والعصيمات وبني بهلول .

لست هنا أظهر نزوعا نحو العودة للأعراف والأسلاف ضداً من القانون صاحب السيادة ، يجب أن لايكن ذلك مفهوماً ، كنت ولا أزال أدعوا إلى القانون صاحب السيادة والشكيمة والارادة الغلابة ، والمواطنة التي لاتستمد قيمتها من محل الميلاد .

لكن إن كان جزءاً من الوطن يحكم بالأعراف القبلية في المكان الأهم حيث العاصمة وماجاورها فيجب ان يتم تعميم بركات الأعراف والأسلاف على الجميع في الوطن الكبير من أقصاه الى أقصاه ، إن ظل الامر متروك هكذا على عواهنه يقتلوننا فتحرسهم القبيلة .. ونهش لهم شعرة فتطالنا يد القانون !! فان في الأمر اختلال كبير، وذلك لعمري يخلق المبرر المنطقي الكافي للحديث عن المواطنة المختلة، سنضع شروطنا من الآن ، إما أن يصل القانون الى بني ضبيان وبني بهلول وقبلهما العصيمات وسنحان وإما أن تعمم القاعدة الذهبية " أنا وابن عمي على الغريب" الى كل بيت في تعز ويعم الخير كل ارجاء اليمن الأسفل والاعلى والشمال والجنوب !!!

خوفا على الوطن الواحد وخشية على الرابطة الموحدة ننصح الحاكم أن يوفر الحماية الكاملة لكل رموز ووجهاء المحافظات الجنوبية وتعز واب والحديدة يشملها هذا التصنيف بالضرورة ، اغتيالهم لن يسجل ضد مجهول ذلك وهم كبير أنصح الحاكم ان يغادره فورا، المحاول ومن أمر ووجه وأبدى الرضى والموافقة الصريحة أو الضمنية يعلمهم أبناء تعز وشركائهم جيدا .. لانهم من تعز هكذا يقول الناس . ولأنهم حمران عيون هكذا يضيفون ، ولأن حاميها حراميها أيضا!

لوحدث المكروه ونجح المجرمون في المرة القادمة معتمدين على رضى رسمي بدا واضحا للجميع من خلال نظرة اللامبالاة غير المسؤولة للأجهزة المختصة تجاه الأمر فان الحس المناطقي في تعز سيبلغ الذروة وسيفتش الناس بعيداً في الذاكرة المناطقية ليستمدوا منها شيئاً من الممانعة وكما هائلا من الاستعصاء الذي فقدته في الطريق الطويل نحو المدنية ، والذي بدا أن "الحالمة" قد قطعته بامتياز لكن مالحيلة إذا كان لايفل الحديد إلا الحديد !