آخر الاخبار

الرئيس العليمي يهاتف طارق صالح للإطمئنان على صحته عقب تعرضه لهذا الامر قيادي حوثي يتحدث عن طبخة دولية بمشاركة مصر ستنضج قريباً للإطاحة بمشروع الولاية :المعادلة ستتغير بعد الانتخابات الأمريكية رسالة من صلاح “تصدم” جماهير ليفربول الرئيس العليمي يصل مصر بدعوة من نظيره عبدالفتاح السيسي.. ما لمهمة؟ قائد عسكري أمريكي رفيع يتحدث عن مايجب على واشنطن فعله لوقف هجمات الحوثي على السفن التجارية مساعد جهاد.. تقرير مجلس الأمن يكشف عن مهمة عسكرية لقيادي بارز في الحرس الثوري بـ صنعاء مجلس القيادة يعلن تحمّله مسؤولية معالجة الوضع الاقتصادي ويناقش تقلبات اسعار الصرف طارق صالح خلال اللقاء الموسع للقيادات العسكرية بالحديدة: المشروع الوطني هو الضامن لاستعادة الدولة وهزيمة إيران والبندقية هي من ستعيد الدولة شاب يمني يلفظ أنفاسه الأخيرة في رحلة الهجرة إلى أوروبا واشنطن بوست: دول عربية تقاوم توسلات واشنطن وترفض الضغوط الأميركية لإدانة الحوثيين؟

هذا شعر لا يشبه البردوني
بقلم/ جمال انعم
نشر منذ: سنتين و 8 أشهر و 12 يوماً
الإثنين 21 فبراير-شباط 2022 10:41 ص


نعرف البردوني جيدا ، وعينا على شعره، وحفظناه منذ البواكير وكبرنا جوار قصائده ودواوينه ، وظل يقودنا لأكثر من خمسين سنة في عوالم الدهشة فاتحا قلوبنا وابصارنا على مالا يحد من السحر والإبداع والجمال.
نعرف البردوني الى درجة يستحيل أن نخطئه او يلتبس علينا أمره وذلك لأننا عرفنا
انفسنا اكثر من خلاله وفي مرايا شعره رأينا وحوهنا المربدة وملامحنا المرهقة وتفاصيلنا واحلامنا وأسانا العميق وغربتنا الممتدة
البردوني غير قابل للتزوير او التزييف عصي على السطو والإنتحال .
البردوني لا يمكن أن يقول " ليس عندي سوى اسى زاوياتي " زاوياتي هذه ممكن تكون ضمن قاموس عظيمان لا البردوني
ولا هذه تشبهه
"علَّها ساعة الجدار تَشَهَّتْ
فدعتكِ اصعدي على تَكْتَكَاتي
ويح قلبي، نأيتُ عنها وعنِّي
كنتُ أسري في الـ"حَا" إلى نحنحاتي"
ولا هذه الطامة :
هل تجاوزتُ كلَّ حيٍّ، أأبكي
أم أغني كي يهتدي ميقاتي؟
يا "متى" يا "إلى" ويَا "كَمْ" سأصغي
للذي لا يُقال أو لا يـُمَاتي
ولا هذه الوصمة :
وأتى بعد ليلتين ويومٍ
دارَ بالدارِ من جميع الجهاتِ
قال (هِرٌّ): منَّا إلينا تُوافي،
حَوَماني بالصَّحْبِ مِن تسلياتي
ياللهول
دار بالدار من جميع الجهات
هل يمكن أن تكون هذه بردونية ؟
لا نحتاج لكثير من النباهة كي نكتشف ضحالة القصيدة وكي ندرك إستحالة أن تكون للبردوني
افضى البردوني في آخر سني حياته للبعض بحديث عن ديوانين اخيرين تم مصادرتهما وهما ؛ رحلة ابن من شاب قرناها والعشق فوق مرافئ القمر .وفي حوار لي معه للشاهد اللندنية في العام ١٩٩٨ رفقة الزميل سعيد ثابت ذكر هاذين الديوانين وقال وهو يبتسم متهكما لقد طبعا في قبرص لكن السلطة صادرتهما . وسألته ان كان يحتفظ بمسودتي الديوان لم يجب ولاحظت حرصه على تجاوز الأمر .
ومازال الغموض يلف هذا الموضوع حتى اليوم ولاشيء واضح على الأطلاق وكل ماهنالك مجرد كلام لا ينبني عليه شعر .
ويقيني أن زعم الحوثيين عثورهم على الديوانين واعلانهم تبني نشرهما ليس الا كذبة كبرى مفضوحة بدليل هذه القصيدة بادية الزيف والتصنع المنشورة باعتبارها من "رحلة ابن من شاب قرناها "
من الواضح أن لدى الحوثة مشروع تدليس باسم شاعر اليمن الكبير تحت غطاء الديوانين المفقودين ، ولا نستبعد تجنيدهم لشعراء باليومية من ساقطي الموهبة والروح الذين يعتاشون على موائد الكبار ويقدمون انفسهم كمزورين بلهاء
قابلين للتأجير .
علاقة الحوثةو البردوني لا يمكن أن تكون سوية ونزيهة فشاعرنا الجمهوري العتيد ضدهم موقفا ورؤية وشعره منذ كان ضد دعاواهم وخرافاتهم الماضية والحاضرة وضد كل ما يمثلونه ويدعون اليه . وتفصح خطوتهم هذه عن الكثير مما يريب.
نحن مسؤولون عن حماية رموزنا وعدم السماح باستخدامهم على هذا النحو وابقاءهم في مأمن من غوائل الرثاثة والإنحطاط المعمم
ومهم أن يتحرك النقاد والكتاب والأدباء لمواجهة مثل هذه العمليات التى تستهدف تقويض الوعي والذاكرة وضرب الحساسية الفنية والابداعية ونسف الذائقة والمعيارية وتحطيم القامات الملهمة وتحويلها الى ادوات في خدمة مشروع الخراب
لم احتمل عرض المزيد من الأبيات الملفقة ولم أرد إغضاب شاعرنا الكبير والإساءة لمقامه اكثر من ذلك .