أيها المتصارعون .. كلٌ شيخ نفسه !!
بقلم/ كاتب/محمد الشبيري
نشر منذ: 17 سنة و 3 أشهر و 5 أيام
الإثنين 30 يوليو-تموز 2007 07:48 م

مأرب برس - خاص

لا أزال أتذكر ذلك الاحراج الذي أصابني عندما تناقشت انا وأحد المشائخ حول دورهم في اليمن ومما قلته أننا كمتعلمين نريد أن تزول سلطة " الشيخ " وأننا سنسعى جاهدين لاعادة آدمية الشيخ إليه وجعله شخصاً عادياً لا يملك إلا نفسه وبنيه وزوجته وسيارته وبيته، وسنجعل من الشيخ إنساناً كما نحن، لا فرق بيننا وبينه، لأنه فعلاً هناك اجحاف بحق الشيخ وبحقنا إنْ ظللنا نمجده ونقّدسه ونسبح بحمده بكرةً وعشيّاً .

أتذكر احمرار وجه " صاحبي " وعتبه الكبير عليّ وأنه كان يظن بي خيراً وأننا، حسب رأيه، كلما تعلّمنا أكثر كان من المفترض أن نتعلّم حسن الطاعة والانقياد لولاية الشيخ كاعنراف بجميله علينا .. وعمّاذا ؟ لا أدري حتى اللحظة ؟.

كلام طويل دار بيننا إلا أننا خرجنا بشبه اتفاق أن ثمّـة شيخ يسعى للإصلاح بين الناس ويرعى مصالحهم (وهذه رغم عدم قناعتي التّامة بها إلا أنني قبلتها من باب تخفيف زعل صاحبي) فقبلت بها حتى لا ندخل في مشادّة كلامية قد تودي بحياة علاقتنا الحميمية .

ما دعاني لهذا هو المؤتمر التأسيسي لمجلس التضامن الوطني الذي عقد في صنعاء اليومين الماضيين، والذي لم يكشف بعد عن هويته ولا توجهاته، فلا هو حزب ولا هو منظمة مجتمع مدني ولا هو مستقل إذْ به شخصيات حزبية معروفة من داخل السلطة وخارجها، فما هو مجلس التضامن الوطني ؟ وما الجديد في طبعته الأخيرة وهل ثمّـة فارق بينها وبين النسخ السابقة ؟!

إنه _ وهذا رأي شخصي _ عبارة عن كتلة مشائخية مصغرة تترقب دورها في المستقبل وترى أن المشائخ الكبار وعلى راسهم فضيلة الوالد عبدالله الأحمر أشرفوا على الرحيل وهذا يحتّم ايجاد البديل وإنْ كان الوقت لا يزال مبكراً إلا أن الدنيا لا تؤْمَن والكبار يموتون والصّغار يكبرون .

هذا التضامن هو مزيج من السلطة والمعارضة، فماذا عساه أن يفعل، هل تعتقدون أن من فشل في اصلاح شيء وهو في هرم السلطة ولديه مشروعية كاملة في فعل ما يريد، هل سيستطيع أن يفعل شيئاً وهو ضمن تكتل قبلي لا حول له ولا قوة، وبأي أداة سيستطيع التضامن أن يصلح ما افسده الدهر وأهله .

ما هي الوسائل التي سيتخذها التضامن لمحاسبة المفسدين كما جاء هذا ضمن واجباته وأدواره ؟

هو ليس حزب ممثل في البرلمان فكيف سيعارض الفساد والمفسدين ؟ هل سيضطر إلى رفع البندقية أم إلى التقطع بواسطة " برميل " في طريق السلطة كوسيلة للضغط عليها ؟؟ أم ماذا .. ؟

في منتهى الغرابة أن يصبح المشائخ الذي هم (بلا استثناء) سبب الاختلالات القائمة في البلد، هم دعاة الاستقرار والأمن والأمان وبناة مستقبل اليمن، الم يقل التاريخ أن من عارض " الدولة المدنية " في اليمن هم المشائخ لأن الدولة الحقيقية التي لا تعترف بحاشد ولا بكيل ولا عبيدة ولا مراد ولا زعطان ولا فلتان، هي بالنسبة لهم " كابوساً " يؤرق مضاجعهم وإذا ما تحقق سيجعل منهم جزءاً من الماضي .. فوجود " دولة " بمعنى الكلمة يعني غياب دور المشائخ وانحساره ولذا فهم من الد أعداء هذه الفكرة .

ثمّ الم يكتفِ هؤلاءبنصيبهم من ثروات البلاد واستحواذهم على كبريات الشركات في مجال النفط وغيره، الم يكفهم مجلس النواب والشورى وحتى الاتحادات والأندية الرياضية والبعثات الدراسية ؟

الم يكفهم أن معظم من سقطوا ضحايا الثأر في شتى بقاع اليمن هم في ذمة هؤلاء ؟ الا يكفي خداع ودجل على الشعب اليمني الضحيّة ؟ اليس فيهم من رجل رشيد ؟!!

الحقيقة التي لا مراء فيها ولا جدال أننا _ أو أنني على الأقل _ سئمت شيئاً اسمه " شيخ " وبات بالنسبة لي كمرض عضال يحصد أرواح الناس بلا مخافة ولا رأفة .. لذا أرفع كفيّ في وجوه اولئك قائلاً : كفى غطرسة وشعوذة وتضليل على عقول الناس .. لم يعد الوقت كما كان .. لقد كبرنا على حركاتكم !

ولنا أن تساءل أخيراً : أين ذهب بقية أبناء اليمن ممن لا ينضووت تحت أي لواء قبلي ؟ أين مصيرهم .

في المقابل، هناك من يعارض هذا المجلس ليس لأنه ضد الوطن بل لأنه ضد مصلحته ويهدد بأنه يستطيع تحريك ارقام خيالية من " الرعويين " ضد هذا المجلس ..ألا يعني هذا أنها " لعبة نجسة " ؟!

والحكم لكم ،،،،،،،،،،،،، .

** قبيلي ضد سلطة الشيـخ

MS730@HOTMAIL.COM