من اروقة الإصلاح
بقلم/ هادي أحمد هيج
نشر منذ: 9 سنوات و 6 أشهر و 20 يوماً
الأحد 19 إبريل-نيسان 2015 08:08 ص

كم هو حرص الإصلاح كبيرا على اليمن حتى لا تنزلق الأمور الى حرب اهليه وحتى لاتصل الى ماوصلت اليه اليوم ، وقدم التنازلات تألو التنازلات وربما هذا ما جرأ الاخر الى التمادي في غيه وعدم النظر الى ما ستصل الأمور اليه ، وكان يعتقد بانه قد وصل الى بر الأمان  كون المجتمع الدولي يدعمه وعلى اقل شيئ غاض الطرف عن افعاله وزحفه من محافظة الى اخرى ، وما دور وزير الدفاع السابق عنا ببعيد وتعامل معه المجتمع الدولي بانه الابن المدلل وهونوا على الرئيس ودوّل الخليج الخطر القادم متمثلين بقول الشاعر :

من لي بمثل سيرك المدلل

تمشي رويداً وتجى الأول

وقد تحدثنا في مقال سابق اثناء شعور المجتمع الدولي بالارتياح لما يعمله فلم يابهوا لذلك، وشعر صاحبنا بانه " جرندايزر " وبدأ يعض كل من مد يده له ، وعلى اخف العبارات يتنكر لهم ولم يلتفت الا الى ايران وليه الشرعي ، وعندما أشاروا اليه بالتخفيف قرر التمدد وتحالف مع خصمه اللّدود صالح الذي وجد في " جرندايزر " بغيته لينتقم من اليمن وشعبه ليهدم الفتات من المشاريع التي تحققت وأعلن اما (( أحكمكم او اقتلكم )) لا خيار ثالث لديه ، وكما ذكرت سابقا حاول الإصلاح ان يمد الخطوط لتهدأت هذا التدهور في الأمور ليتواصل مع جميع الأطراف سواء صالح او عبدالملك وقد ثار في حينه كثير من الشباب والعلماء والمثقفين في الداخل والخارج ولكن ببصيرته الثاقبة لما ستصل اليه الأمور وكأنه يستشرف المآلات التي وصلت الأمور اليها اليوم ، وقدم التنازلات وبحلمهم صوته وهو ينادي الجميع تعالو إلى كلمة سواء ولكن .

لقد اسمعت لو ناديت حيّا

ولكن لا حياة لمن تنادي

وهذه أقدار الله ولا راد لقضائه وإنما الإصلاح يتعامل مع الأوضاع باجتهاداته البشرية ولاشك ان اختيار الله لنا فيه الخير كله لايعلمه البشر الا بعدما يجليها الله لنا بعد فترة من الزمن " ولو كشف لنا الغيب لآخترنا الواقع " ، وقد تنازل الإصلاح عن استشهاد رجاله ،واعتقال قياداته ، واقتحام مقراته والعبث بها ، وتفجير مساجده ، ومؤسساته ، واحتلال جامعاته ، فهل بعد هذا كله يلام الإصلاح على اي موقف يتصرفه وقد بلغ الجرح الى العظم ومع ذلك فهو صابر كالطود الشامخ فلا يغركم حلم الحليم وصبر الصابر ، ولعل ما اوصلكم الله عليه الا لصبر وحلم وأناة وتحمل هذه المجموعة التي تراعي مصلحةالبلد على اي شيء اخر .

متحلين في ذلك بقول الشاعر :

يزيد سفاهةً وأزيد حلما

كعود زاده الإحراق طيبا

وبحلمهم الذي فاق حلم الأحنف بن قيس ، الذي جاء في سيرته بان شخصا لطمه على وجهه فقال له بهدوء : ولماذا هذا؟ فقال له الاعرابي: قالوا انك أعز العرب .فقال له الأحنف: ليس صحيحا أعز العرب فلان - وذكر له اسم - فانطلق الرجل الى ذلك الشخص ولطمه فما كان من ذلك الرجل الا ان قطع يده فأخبروا الأحنف فقال: إنَّا لله وانا اليه راجعون أنا قطعت يده ، وهذا ماعمله الإصلاح أنا لله وانا اليه راجعون أنتم من قطعتم يد الحوثي وصالح بحلمكم عليهم ، كم يظلم بعض من الناس قليلي الفهم لإصلاح الذين لا يعرفون عنه انه يبتغي بعمله وجه الله ، ومن يمد يده للاصلاح ينموا ويزدهر حتى اذا تنكر له اعتقادا منه انه يخدعه او يزيد عليه يقع في سوأ أعماله وينتكس بشكل لا يتوقعه حتى الإصلاحيين أنفسم ، وادرسوا ان شئتم سيرة صالح ومن سبقوه من الحكام وتابعوا ان شيئتم (( عاصفة الحزم )) دول الخليج ومجتمعهم الدولي ووقوفهم مع صالح وتشجيع الحوثي وما كان لينفقوا هذه النفقات ويحشدوا هذا الحشد الا لوقوفهم ضد الإصلاح وهو يمد يده لكل الناس والمجتمع الدولي وغيرهم .

هنيئا ايها الاصلاح توفيق الله لك ، ولو كان غيرك في وضعك لشمت وارغى وأزبد وقال "اشتدي يا ارض ما عليك الا أنا" ، وعلى اقل الاحتمالات ان يبدي قلقه ويدعوا جميع الأطراف الى ضبط النفس وتوقيف القتال فورا وتجنيب المدنيين الصراع ،

ولكن هذا ليس طبعك فلا زلت في وسط الحدث تقوم بواجبك، وتلملم الجراح، وتواسي المكلومين، وتتحمل جهل الجاهلين

وشعارك ما اعلنه المناضل الدكتور فتحي العزب - حفظه الله ورعاه - "اخطفوا واسجنوا كل الإصلاحيين ودعوا عدن للعدنيين" نختم بهذا البيت من الشعر 

أقلو عليهم لا أبى لابيكم 

من اللوم أو سدوا المسد الذي سدوا

* اذا قدر الله لنا ولم تحدث مستجدات نواصل الحديث في حلقات عن هذا العنوان ، تحياتي لكم والى اللقاء في مقال قادم...

لمزيد من التفاصيل تابعوا صفحتنا على الفيس بوك   هنــــــــــــا