السيادة و الحماقة
بقلم/ عبد الله حسين السنامي
نشر منذ: 14 سنة و 11 شهراً و 25 يوماً
الخميس 31 ديسمبر-كانون الأول 2009 05:07 م

لم تكتفي مصر بحصار غزة وسكانها ومنع دخول المواد الغذائية الأساسية إليها ، بل ذهبت إلى ابعد من ذلك بكثير جدا، وهو بناء جدار فصل فولاذي اخطر من جدار الفصل العنصري الذي يشيده اليهود، هذا الجدار الفولاذي بعمق 20 متر معزز بسوائل مائية لغرض مهد وإرخاء الأرض لعرقلة إي نفق ولو طال عمقه يمد الناس في غزة بأبسط المواد اللازمة للحياة ليكتمل خنق سكان قطاع غزة ، لا نعلم ما هدف مصر من هذه الجريمة النكراء المتعمدة مع سابق الإصرار فلو كانت الحكومة المصرية تريد الموت الجماعي للفلسطينيين في غزة فهاهم يموتون من حصارها الحالي ويتأذون منه أعظم من الحصار الإسرائيلي لغزة !!! 

حتى اليهود أنفسهم وهم يهود وأعداء ! لم يعملوا هذا السور الفولاذي القاتل ، فلازال قليل من الوقود وبعض الأغذية تأتي إلى غزة منهم !أما الحكومة المصرية العربية المسلمة فرغم حصارها المطبق على غزة الذي يقتل الشعب الفلسطيني في غزة ببطء ، إلا أنها أرادت بهذه الحماقة قتل سكان غزة بالموت السريع ( الضربة القاضية ) ، وكأن حصارها الدائم وقتلها البطيء لغزة وسكانها لم يشفي غليلها ، أو أنها أرادت أن تقول للأعداء اليهود اقتلوهم فمن جهتنا لا نجاة لهم !كل الدلائل تشير إلى أن الحكومة المصرية باتت تعمل بدون حياء مستغلتا المثل القائل ( إذا لم تستحي فاصنع ما شئت ).

نعلم أن الشعب المصري العظيم ضد التصرفات الرعناء التي تقوم بها حكومته الحمقاء وهي فعلا حمقاء لأنها عند تنفيذها لجريمتها الشنعاء ضد أبناء غزة تتحدث بأن عملها لهذا الجدار الفولاذي جزء من السيادة القومية لمصر !! بل وضمان لمصر من تهريب المخدرات التي تدخل من غزة...إلى مصر ! يا الله سلم ....وارحم صار تهريب المخدرات من إسرائيل أصلا جريمة على سكان غزة ! وبدلا من بناء هذا الجدار الفولاذي على الحدود الاسرائيلة الموازية لمصر تم بنائه ضد غزة !!! لم تقوم أي حكومة أو سلطة عبر التاريخ بهذا العمل القاتل الأحمق إلا الحكومة المصرية ، حتى في اعتاء السجون العالمية لم يتم بناء جدار فولاذي بهذا العمق الرهيب.

الإعلام المصري الحكومي و الموالي له بكل أنواعه سخر كل رسائله لتوضيح أن عمل الحكومة المصرية لهذا الجدار يندرج تحت إطار السيادة ! والقومية و...و...الخ هذا الإعلام المشبوه يعتبر لا يحترم متابعيه فسياسته دائما مضللة وداعية للفتنة ، لذلك لا يتوارى أبدا في بث سمومه ، وكان أخر هذا التضليل أثناء لعبة!...لعبة ! كرة القدم بين مصر والجزائر وعملوا من هذه اللعبة ! وهي لعبة ..قضية العصر وقامت الحكومة المصرية وكل قيادتها محذرة من المساس بأمن مصر و سيادتها..! رغم أن هذه الفتنة مفتعلة من الإعلام المصري الرسمي المتخبط.

حكومة السلطة الفلسطينية في الضفة ( حكومة دايتون ) وأفعالها الشنيعة المخزية يمكن أن نتقبل أعمالها ، فهي حكومة احتلال ومعينة من الاحتلال ، وبالتالي نعرف أن أعمالها ليست كأعمال محتل فقط إنما عدو محتل ، لكن الحكومة المصرية ذات السيادة و الريادة والشعب العظيم ، والجيش القوي من يبرر لها هذه التصرفات الحمقاء ، وهل السيادة تكمن في محاصرة غزة وشعبها ، من المسؤول عن وضع مصر في هذا المواقف المخزية ، الواضح أن السلطات المصرية باتت تمشي عكس وخارج التيار وصدق المثل القائل : لكل داءٍ دواءً يستطب به ، إلا الحماقة اعييت ! من يداويها ! alsanami@gmail.com