توكل كرمان: من يحكمون اليمن اليوم لا يقلون ضررا عن سلطة الحوثيين والمجلس الانتقالي مكشوف أمام الجنوبيين قبل الشماليين مجلس شباب الثورة: 11 فبراير لم يكن مشروعا عائليا ولا مناطقيا بل مشروع وطني مستمر والاستبداد إلى زوال مهما طال أمده عاجل : المملكة الأردنية تلغي اتفاقية وقعتها مع المليشيات الحوثية بعد اكتشاف انتحال قيادي حوثي هوية الشرعية حفل تكريمي ل 800 طفل وطفلة من المشاركين في مشروع النور المبين للحافظ الصغير على المسرح السبئي بمحافظةمأرب الجيش الوطني يفشل كافة عمليات التسلل الحوثية بمحافظة مأرب ويكبدها خسائر في القوة والعتاد. مركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمنية يدشن موقعه الإلكتروني الجديد طهران تخشى الضغوط القصوى لترامب وتعلن استعدادها للتفاوض مع واشنطن بشرط واحد الموقف السعودي الرافض لتهجير الفلسطينيين وأثره على التطبيع الدولار يقترب من 2300.. آخر تحديث بأسعار الصرف مساء اليوم وزير الاوقاف بمكة المكرمة يكرم المشاركين في المسابقة القرانية للعسكريين بالسعودية
مأرب برس - خاص
يأتي رشق الرئيس الأمريكي بالأحذية من قِبل الصحفي العراقي منتظر الزيدي وأمام الملايين من المتابعين على الشاشة في العالم ، ليمثل نقطة مفصليه مضيئة في تاريخ الوجود الأمريكي في المنطقة ، وذلك من خلال تحفيز وتنشيط الحس الديني والقومي المعارض لهذا الوجود .
هذا التصرف الشجاع يجعلنا نشعر بالإطمئنان بأن بغداد ما تزال هي عاصمة العزة والكرامة(عاصمة الرشيد) وليست عاصمة الحكيم أو المالكي ، وهذا الأخير هو عضو حزب الدعوة ( الإسلامي ) والذي تأسس في إيران ، وكان المالكي في ذلك الوقت يقود المظاهرات في شوارع طهران ويردد الشعار المعروف ( الموت لأمريكا ) ، لكنه وبقدرة قادر قد وصل الى السلطة في بغداد عن طريق أمريكا .
ومن ثم أراد أن يفتدي أمريكا ورئيسها بنفسه ، وقد شاهده العالم بأسره أثناء المؤتمر الصحفي الشهير في بغداد ( مؤتمر الحذاء ) وهو يحاول أن يتصدى لفردة الحذاء الثانية المرسلة من قبل منتظر الزيدي ، نعم أراد أن يتصدى لها بنفسه حتى لا تصل الى الرئيس بوش أو إلى العلم الأمريكي ، وهكذا ذهب شعار الموت لأمريكا الذي كان يردده أدراج الرياح ، هذا التصرف من المالكي يجعلنا نحن هنا في اليمن نعتقد جازمين بأن الحوثي والذي يرفع نفس الشعار في جبال صعدة لو قدر له أن يقف نفس موقف المالكي لتصرف بنفس الطريقة ، وكيف لا ؟ والإثنان من نفس المدرسة وعلى نفس المنهج الإمامي الإثنا عشري الذي يقول شيئاً ويفعل خلافه ، لقد فعل منتظر الزيدي بأمريكا ورئيسها في بضع ثواني مالم يفعله الحوثي بشعاره في بضع سنين .
إن منتظر الزيدي لم يحتاج الى حفر الخنادق وبناء التحصينات وزراعة الألغام وهدم المساجد وقطع الطرقات وقتل الآلاف من أبناء شعبه، لم يحتاج الى كل هذه الأفعال التي قام بها الحوثي في اليمن ليثبت أنه يكره أمريكا ، ولعل من المفارقات العجيبة أنه في الوقت الذي كان فيه منتظر الزيدي يستعد لرمي حذائه في وجه أمريكا ممثلة برئيسها في هذا الوقت كان عبد الملك الحوثي وأتباعه يجمعون إطارات السيارات إستعداداً لإشعالها في سماء صعدة أثناء إحتفالهم بما أسموه عيد الغدير ، حتى يثبت الحوثي أن أمره مطاع عند مشايخ صعدة وأبناءها ، حتى ولو سقط العشرات بين قتيل وجريح أثناء ضرب الأعيرة النارية بهذه المناسبة ، كما حصل في بعض مناطق صعدة قبل يومين ، ومع ذلك فإن الإحتفال في مثل هكذا يوم لن يكون هناك نصيب لأمريكا من اللعن والشتم ، بل هناك من هم أهم من أمريكا ويستحقون الشتم واللعن في هذا اليوم في نظر الحوثي وأتباعه ، إنهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والذي يحتفل الحوثي بلعنهم ولا حول ولا قوة إلا بالله ، في ثواني قليلة صنعت حذاء الزيدي بأمريكا ورئيسها مالم يفعله شعار الحوثي في سنواته العجاف ، فقد انحنت أمريكا ممثلة برئيسها أمام حذاء منتظر الزيدي ، بينما كان شعار الحوثي سبب إنحناء الكثير من أبناء صعدة وأبناء اليمن بصفة عامة ليواروا في التراب جثامين أبنائهم وآباءهم وإخوانهم الذين تم قتلهم عن طريق الحوثي وأتباعه ، لقد دخل منتظر الزيدي بحذائه التاريخ من أوسع أبوابه وسيسجله التاريخ في أنصع صفحاته ، رغم أنه ليس بجانبه صالح هبره أو ناصر قرشه ، وليس له طابور خامس داخل النظام ليدافع عنه ، بل على العكس من ذلك فقد شاهدنا جميعاً كيف أنهم انهالوا عليه ضرباً ورفساً وكسروا أضلاعه في نفس اللحظة ، هل تعرفون لماذا احتل الزيدي قلوب الملايين في العالم بينما خسر الحوثي قلوب الملايين من أبناء اليمن ؟ الإجابة ببساطة تتلخص بالآتي : لقد فشل الحوثي لأنه يسعى إلى الإمامة بينما نجح الزيدي لأنه يبحث عن الكرامة ، خسر الحوثي لأنه استخدم الشعار للوصول الى البطنين ونجح الزيدي لأنه استخدم اليدين للوصول إلى الرجلين .
د. كمال بن محمد البعداني