بعد إغتيالها لأبرز قادة حزب الله.. هل من الممكن أن تصطاد إسرائيل قيادات الحوثي؟.. تقرير أول تصريح أميركي عن نوع السلاح المستخدم في اغتيال نصر الله وزير الدفاع يتحدث عن الحل الأمثل للقضاء على الخطر المتربص بالجميع من قبل الحوثيين عدوان حوثي جديد يستهدف متاجر الذهب والمجوهرات في صنعاء ما حقيقة نقل جثمان نصر الله إلى العراق لتشييعه في عدة مدن ومن ثم دفنه في كربلاء؟ الحوثي يتقدم خطوة جديدة نحو فرض النظام الإمامي في مناطق سيطرة جماعته توكل كرمان: جماعة الحوثي السلاليةأسوأ جماعة عرفها التاريخ وإسقاط الحكم السلالي الفاشي مهمة اليمنيين وحدهم وواجبهم المقدس مأرب تحتفل بالعرس الجماعي الثالث لـِ 92 عريسا وعروسا من أبناء أمانة العاصمة. اسرائيل تستهدف خزانات الوقود الفارغه بمينائي الحديدة ورأس عيسى ومطاراً خارج الخدمة غرب اليمن ميسي ينقذ إنتر ميامي من خطر الخسارة في مباريات مجنونة
كان اكتشافاً هاماً بالنسبة لي في ختام عملي الذي استمر شهوراً كخبير لحملة توعية المرأة والحامل بأضرار القات؛ أن أدرك أن الجميع - إلا من رحم- هم مع القات قلباً وقالباً وإن زعموا خلاف ذلك في العلن.
لقد كانت هذه الحملة التي دشنتها منظمة سول لتنمية المرأة والطفل بالتعاون مع جمعية قطر الخيرية مناسبة ثمينة لنا كي ندرك أن نبتة القات قد تجذرت في النفوس تجذراً لا يدانيه تجذرها في الأرض بعد الغرس، وأن مصالح كثيرة أصبحت تشكل الغشاء الأكثر سمكاً أمام إدراك أخطارها على أمننا القومي وسلامة أجيالنا القادمة.
فلم يعد تناول القات مجرد عادة فقط يضيع معها الوقت أو ينقضي، أو كذلك مجرد ممارسة يمكن السيطرة عليها، بل أصبحت ظاهرة اجتماعية ترتبت عليها عوامل ثقافية واقتصادية ونفسية وصحية، وتغلغلت في المجتمع بدرجة تستدعي دق أجراس الخطر.. وطبعاً لم نأت بجديد بقولنا هذا، فهي الأجراس ذاتها الذي تدق منذ عقود دون أن يصغي إليها أحد.
فعلى مستوى الأفراد لا نفاجأ بعامل فقير يذهب نصف دخله في شراء القات؛ يزعم موقناً أن "ما عاد معه إلا القات"، وكأن القات هو السلوى والمأوى لكل أحزانه ومشاكله، وحلاً سحرياً لفقره وحالة بؤسه التي تزداد يوماً بعد آخر حسب ارتفاع سعر "قاته" أو رخص ثمنه، فيما أطفاله يأكلون الحصرم.
وعندما فكرنا أن نوصل رسائل حملتنا إلى " المخزنين" أنفسهم مباشرة؛ كانت الطريقة الأمثل حسب اجتهادنا في التوعية عبر ملصقات قوارير المياه المعدنية، ولم ندرك سوى متأخرين أن هذا يتعارض تماماً مع مصالح كثير من الشركات التي يستند إنتاجها أساساً على عادة تناول القات في الأفراح والمناسبات وغيرها، لم يتبق سوى أن يصرخوا في وجوهنا:" دعوا الناس يخزنوا .. نحن نريدهم أن يفعلوا ذلك"!!.
لقد ولّدت حملة التوعية في نفوسنا في آخر أيام الإعداد لها حالة من الإشفاق والإحباط شديدة، فالإشفاق ولّده اطلاعنا القريب على الآثار الخطيرة للقات والسموم والآفات التي تنعكس سلبا على صحة المواطن اليمني، خاصة الطفل جنيناً ورضيعاً، وأن مستقبل هؤلاء المساكين الصحي ربما أصبح منذ زمن بعيد على المحك، أما الإحباط فلئنّ لا حياة لمن تنادي، فالجميع يعلم مدى ضرر القات وأنه قاتل فعلاً كما التدخين، لكن تبقى الإرادة المسلوبة هي القاسم المشترك بين المدخّن و المخزّن لا فرق .
ومما واجهناه خلال فترة التحضير للحملة كذلك سيولاً من الدعاوي العجيبة التي تبرر تعاطي القات اقتصاديا واجتماعياً وحتى صحياً، فلم يتركوا شيئا إلا أفتوا فيه، والأعجب أن هذه المبررات تنطلق أيضاً من أفواه مثقفين ومتعلمين ومتعلمات بكل يقين وإيمان، في مغالطة صريحة للنفس أو اعتقاد خاطئ بممارسة خاطئة.
إن اكتشافنا لما سبق هو في الواقع إعادة اكتشاف مقرون بالدلالات لأمر يدركه كثيرون، وهو أن القات يظل لدى الناس الرفيق الأول ويظل الرفيق الأخير ومن بعده فليأت الطوفان، وفي اليمن لن يأتي الطوفان أبداً فاطمئنوا؛ مادام القات يستحوذ "عيني عينك" على ثلاثة أرباع المائدة المائية في البلاد أو يزيد.
• خبير إعلامي ومدرب
n.sumairi@gmail.com