بوادر تفكيك المشترك تبدأ من الجامعة
بقلم/ كاتب/رداد السلامي
نشر منذ: 17 سنة و 5 أشهر و 3 أيام
الإثنين 28 مايو 2007 09:37 م

مأرب برس ـ خاص

"كما بدأ اللقاء المشترك من الجامعة ستكون بداية نهايته من الجامعة"

يعيش الاتحاد العام لطلاب اليمن حالة مخاض تفكيكي وصراع داخلي بين أطرافه وبين الأطراف المتحالفة فيه يتخذ هذا الصراع طابعا شخصيا حشر عنوة في صميم

السياسة وتحول إلى ابتزازات ومساومات عاكسا بذلك نظرة سيئة لدى الطالب الجامعي الذي يرى في الاتحاد ساحة للصراع لايخدم قضيته ولا يحقق ما يصبو إليه

بداية هذا المخاض ألتفكيكي الاضعافي المبرمج له كانت إقدام بعض المنتمين إلى الحاكم من الطلاب في الاتحاد بمحاولة إدراج بنود ضد الحقوق الطلابية في دليل حقوقي يعتزم الاتحاد إصداره للطلاب لتعزيز الثقافية الحقوقية والقانونية لديهم لم يتقبل أحد أطراف المعارضة الطلابية في المشترك هذه البنود بوصفها تمثل تكريسا لثقافة الاستبداد وهضما للحقوق والحريات الطلابية ولأنها مستقاة من لوائح قمعية أصدرتها رئاسة الجامعة منذ مدة وقف ضدها الطلاب وتم رفضها من قبلهم وأقيمت فعاليات طلابية لمطالبة رئاسة الجامعة بإلغائها

أدى هذا الرفض من قبل رئيس الاتحاد إلى قيام الآخر باستخدام العنف والاعتداء المادي والمعنوي ضد رئيس الاتحاد لتتوالى دواعي هذا الاعتداء إلى ذروتها الأمر الذي استغله أشخاص في ذات التحالف (المشترك) لتوجيه رسائل وصفها البعض بالضعيفة وتسعى إلى تصفية حسابات شخصية مع قمة القيادة الطلابية وبالتالي إدخال القضية في مربع التنامي ودائرة التعقيد وهو استغلال وصفه البعض بالانتهازي الشخصي المنافي لتوجهات "اللقاء المشترك " وبالتالي فعقد اجتماع سريع للمكتب التنفيذي من قبل هذا الطرف مجرجرا معه طرف آخر في ذات "المشترك" للاتفاق مع قيادات طلاب الحاكم المختلف معه لإصدار قرار توقيف رئيس الاتحاد دليل على ذلك وهذا القرار منافي للوائح الاتحاد في ذات الوقت لأن قضايا التوقيف وغيرها من مهام مجلس الاتحاد

من ناحية أخرى يشير بعض المحللين والمتابعين لهذه القضية أنها ربما تمت وفق اتفاق مسبق بين بعض أشخاص هذا الطرف" المنضوي في إطار المشترك " وبين ممثلي الحاكم من طلاب الجامعة لضرب الحزب المعارض الأقوى في الجامعة وتشويه وجوده وهو أمرا استغله الحاكم لتفكيك هذا التحالف "المشترك" وتمزيقه كي يتسنى له الاستئثار بمقاليد هذه النقابة وضرب هذه التحالفات ببعضها كي تبقى بعيدة عن ممارسة مهامها التي انتخبها الطلاب من اجلها المتمثلة في الدفاع عن الحقوق والحريات الطلابية .

هذا التحالف الذي جرجرته بعض الشخصيات فيه بسبب فقدان مصالحها لأسباب قانونية وموضوعية أعطى الحزب الحاكم ذريعة في إلغاء العمل السياسي للجامعة وأضعف من فاعلية العمل النقابي أيضا وهي أمور يسعى الحزب الحاكم إلى تحقيقها كي يعزل الطلاب عن العمل السياسي والنقابي بوصفهم مفصل حيوي وقوي لايستهان به في عملية التغيير السلمي التي تنشده القوى السياسية والوطنية

كما يدل انفراد بعض الطلاب من اللقاء المشترك بالقرارات دون الرجوع إلى قمة الهرم الحزبي على ضعف في الولاء التنظيمي لديها وغياب في الوعي السياسي وكذلك يدل على غياب ثقافة الحوار والتفاهم في أوساط طلاب المشترك وربما أدى هذا الغياب إلى ما هو أبعد من ذلك فقد بدأ بعض من طلاب المشترك في الجامعة وخصوصا في كلية الإعلام بالهجوم الإعلامي على بعض طلاب المشترك كصحيفة" المنطلق" التي يصدرها طلاب محسوبين على أحزاب سياسية في المشترك

كما يدل هذا التصرف على أن قيادات المشترك مقصرة في تكريس مفاهيم وثقافة المشترك وأن هذه الثقافة تتلاشى تدريجيا ولاتصل إلى اقرب حلقة منهم وهم الطلاب كما يدل على ضعف في التوعية السياسية بأهمية اللقاء المشترك ومشروعه الوطني وضرورة استمراره وتقويته وكل هذه المشاكل إذا لم تعالج ستكون النواة الأولى لضرب وتفتيت المشترك وتقديمه طبق بارد على مائدة التشريح والتجزيء الذي يسعى إليه الحاكم ليعبث بتشكيلاته وبالتالي الوطن برمته

*كاتب وصحفي