|
باختصار شديد ما لذي يدفع أبناء تعز أن يرفعوا شعار تعز أولا ً !؟
باعتقادي وبإجابة مختصرة وواضحة هو تعامل الأنظمة المتعاقبة معها إلا الرئيس الحمدي فإنه أرتكز عليها في حُكمه ،بينما الآخرين تعاملوا معها بكل أسف باحتقار واستنقاص وغيرة منها وحسد ربما ايضاً!
تعز بتاريخها وحكمتها وفهمها الدقيق للحسابات السياسية والمخططات المطروحة والمشاريع الصغيرة صبرت حتى ضاق بها ذرعا من سياسات هوجاء تنتهجها حكومة الوفاق والرئيس هادي التهميش ولاستبعاد لأبناء تعز بل والتوصل إلى مخططات تميزية لتقديم مناطق على حسابها دون أية مصوغات معيارية سوى الأمر الواقع الذي يفتقد إلى أية مشروعية!
لقد مارس الحكم السابق شتى أنواع الأساليب التي تمتهن إنسان تعز في عيشه وخدماته الأساسية ، لا لشيء إلا انتقاما من أبنائها لأن لديهم معتقدات فكرية وملتزمون حزبيا لأحزاب للأسف لم تهتم أبداً بكرامتهم الإنسانية والسياسية ،بل ناورت الآخرين على حسابهم !
ومنذ انطلاق ثورة التغيير والحرية كان أبناء تعز وقودها في كل الساحات ،وعندما حان قطاف التغيير لم تعمل لتعز القوى الموقعة على المبادرة الخليجية أي حساب سواء أكانت موالاة أم معارضة ، بل فرطت بالمجازر المرتكبة بحقها وفرطت أيضا بمعتقليها ،ولم تحسب حساب لحصتها في مؤتمر الحوار الوطني من أجل طرح قضاياها والمطالبة بتعويضها مما لحق بها من ظلم يفوق تصوره من نظام حاقد لها بسبب تمدنها المفرط حد السذاجة !
وعندما أتضح المشهد لأبنائها من المخططات التي قد تفضي بالمسار إلى الانفصال أو التقسيم والتجزئة عبر فخ ما سمي بالمبادرة الخليجية والياتها التنفيذية ،أدرك أبناء تعز وهم الوحدويون الحريصون على الوحدة حتى ولو كان الحفاظ عليها على حساب الحاجات الأساسية لمعيشتهم ،لكنهم الآن يدقون ناقوس الخطر المحدق بهذه الوحدة عن طريق كتاباتهم وأُطروحاتهم في المنابر المختلفة ،بل وتداعى لكثير من أبنائها لتدارك الوضع والتخطيط لإشهار إقليمها الجنوبي بمحاذاة بالمشاريع المطروحة بالبطنين في أقصى الشمال وبالجنبين العودة إلى الخلف بين شمال وجنوب وهذين المشروعين قد حظى باهتمام كبير من رعاة المبادرة الخليجية ومن النظام الرسمي الحالي ،ولإيقاف هذين المشروعين الصغيرين كان على تعز النهوض مجددا لإيقاف تداعياته ،من خلال التوجه بإعلان الإقليم الجنوبي \\\"تعز \\\" هي نواته و في القلب منه بمنطق الجغرافيا والتاريخ .. كل ذلك من أجل إيقاف المهزلة الدائرة الآن التي لاتضع أي اعتبار إلا لمن حددتهم المبادرة الخليجية والتي وقع عليها المؤتمر وحلفاءه والمشترك وشركاءه ،وتلك الأطراف قد سلمت بالمشروعين الآنفين الذكر رغم أن لا احداً منهما قد وقع على تلك المبادرة سيئة الصيت التي تفتح الشهية لمشاريع لا تمت للوحدة بصلة .وعلى الرغم من أنه في ثناياها قد تعهدت بالحفاظ على الوحدة شكلا لا موضوعا . ولإعادة الاعتبار للوحدة اليمنية وجماهيرها الغفيرة ولإعادة التوازن لوحدة تصون الكرامة وتضمن الحقوق لكل أبناء اليمن دون محاباة لأي منطقة على أخرى ولأي مذهب أو اسرة على حساب عامة الشعب فقد استحضر أبناء تعز أهمية التاريخ واستحضار المخاليف التاريخية لتعلن عن تشكيل لجنة تحضيرية من كافة مكونات النسيج الاجتماعي التعزي للإعلان قريبا عن الاقليم الذي يوحد ولا يقسم ،ويضبط الإيقاع بعيدا عن الانحراف الذي يُوصل لتهميش منطقة أو حزب أو فئة أو أقلية عن المشاركة في بناء اليمن الجديد ،فإننا نعتقد بمجرد اعلان هذا الاقليم تحت شعار تعز أولا والتفاف أبناء تعز حوله سيُسهم بكل تأكيد على إعادة البوصلة الى وضعها الطبيعي وهو أيضا من الضمانات الحقيقية وليست الصورية لرسم معالم جديدة للدولة المدنية الحديثة على أساس اتحادي فيدرالي لا ينتقص من احد ولا يسلب استحقاق احد ، وإنما ليعيش الجميع في سقف الوحدة القائم على العدل والمواطنة المتساوية والندية ودون التفريط بمكتسبات الإنسان اليمني ! ؛ وبمجرد إثارة الفكرة فإنها سرعان ما تصدرت إلى مناطق أخرى مظلومة ومتضررة من هذا الوضع الشاذ الذي يراد لليمن ان تمر به ،فها هي مأرب الحضارة والتاريخ تتناغم مع تعز العز لتحدد موقفها بالمطالبة بما تراه لمنطقتها ولسكانها ،ودشنت اعتصام سلمي حضاري لتوصيل مطالبها إلى الأذان الخرساء ، والعيون التي لا ترى ، والعقول التي تحجرت ولم تعد تصلح للقرن الواحد والعشرين، والتي تتجاهل الأوضاع على حقيقتها ،وكذلك تهامة المظلومة باعتراف كل اليمنيين بدء صوتها يعلوا بحجم مكانتها وبصبر أهلها وبموقعها وتراثها الحضاري .. وربما غدا ستعلن موقفها محافظة البيضاء الضاربة في التاريخ والمعروفة برجالاتها الأشداء وحكمتهم على الدوام وبمواقفهم التي تحركت على صنعاء لفك الحصار عن صنعاء العاصمة في حصار السبعين واستعادة الجمهورية التي كانت قاب قوسين او أدنى من السقوط ،وآب الخضراء كذلك بعنفوانها وكثافة سكانها التي ربما تعد الثانية بعد تعز فلو جمعناهما معا لمثلتا ثلثي السكان ، فلماذا يا أيها المتآمرون تحاولون اقصائهما واستبعادهما من رسم ملامح اليمن الجديد!
وخلاصة القول إن استشعار المناطق بحجم المؤامرة وتحركها باتجاه مقاومة ما هو مخطط له أن يصير إليه يمننا الحبيب ،قد أسقط بحق ادعاء من وقعوا على المبادرة مِن أنهم يمثلون غالبية سكان اليمن! ؛ فها هو ادعائهم يتهاوى أمام إرادة كل اليمنيين الذين يطالبون بالعدالة والإنصاف دون التعالي على معاناتهم ومشاكلهم التي لا تقل أهمية عن المشاكل التي تعاني منها المناطق التي تحابوا لصالحها !
وعلى رعاة المبادرة الخليجية والأستاذ بن عمر الممثل العام للأمم المتحدة أن يدركوا أن من أوهموهم من أنهم يمثلون كل اليمن قد فشلوا تماما في ذلك وعليهم إعادة النظر وتقييم الأمور وإشراك كل اليمنيين دون استثناء في الحوار الوطني لإنجاز ما يحبذه ويسعى إليه كل اليمنيين في إقامة الدولة المدنية الحديثة على أساس اتحادي فيدرالي بعيدا عن منح بعض الأطراف حق الفيتو لتعطيل ما يتطلع إليه كل اليمانيين !
فهل أدرك الرئيس وحكومة الوفاق أنهم بتوجهاتهم مخطئون ؟ ؛ ولا يزيدون المشهد السياسي سوى مزيد من الاحتقان والكراهية ! وهل أدركت الآن ايضا القوى الدولية من أنها لم تقم بالتقييم الواقعي والمنطقي لليمن ؟ ؛وأن عليها أن تراجع مواقفها باتجاه تصويبها لصالح اليمن! ؛ إن كانت تريد بحق الحفاظ على مصالحها والسلم والأمن الدوليين .أتمنى من الجميع استشعار المسؤولية وعدم التلاعب بمصير اليمن وأهلها!
alasaliali@yahoo.com
في الخميس 03 يناير-كانون الثاني 2013 04:22:07 م