القرارات الأخيرة التي أصدرها الرئيس هادي بعد ولادة قيصرية ، أخيرا خرج المولود يشبه أباه ، قرارات تدغدغ العواطف خاصة العسكرية منها ، ولم تضيف أي جديد في المضمون على المستوى القريب الذي هو طلب استثنائي لمعالجة الأوضاع الداخلية ، وهذه القرارات لم تمس جوهر المشكلة المعقدة والمتمثلة في التمرد على الدولة والرئيس من أطراف يتبعون الرئيس السابق علي صالح ، وهادي الذي انتظرناه طويلا لقرارات تخرج البلد من هذا الازدواج وتحد من تصرفات الرئيس السابق وتأثيره القوي على مسار العملية السياسية الحالية ، ومن وجهة نظري أنها قرارات لذر الرماد على العيون ولم تحدث أي تغيير في اختراق جدار الهيمنة على مفاصل الدولة لكنها بداية ولو بطيئة ،
القرارات اعتبرها وكأنها محاولة أولية أو استباقية لقرارات أخرى قادمة هكذا اقرأ الدلالة من هذه القرارات ، والمطلوب ( لا حقا ) قرارات وطنية تخدم المواطن والوطن مباشرة ، قرارات تهدف إلى فك ارتباط هادي بصالح وليس فك الارتباط لألوية عسكرية هي خارج الارتباط أصلا ، هذه الألوية العسكرية هي خارج سيطرة الفرقة والحرس لكنها رسالة لقرارات قادمة
القرارات جاءت بعد احتلال وزارة الداخلية من عناصر معروفة وتتبع الرئيس السابق ، وجاءت بعد الزيارة الرئاسية الخاطفة لدولة قطر ورغم أنها خاطفة الا أنها كانت قوية ، قوية في دلالتها ونوعيتها في وجود اللواء علي محسن الأحمر برفقة الرئيس الانتقالي هادي الذي أوحى انه يعتمد على هذا الرجل وانه لا يمكن تجاوزه واعتباره خط احمر واشارة أخرى أن اللواء الأحمر ربما كان وسيطا للرئيس هادي عند حاكم قطر الشيخ حمد وربما لأشياء أخرى لم تظهر بعد ، لكن المؤكد ان القرارات كانت نتيجة جزئية لهذه الزيارة
قرارات هادي دوما تقابل من قائد الحرس احمد علي بتمرد صريح وواضح على عكس تعامل اللواء علي محسن مع قرارات هادي الذي يعلن دائما مباركته وتأييده له بنوع من الذكاء والحكمة ، وهادي اليوم كما في السابق أمام مخاض مرحلي لمقاومة تمرد احمد علي الذي أصبح العقبة الوحيدة ومن ورائه والده المخلوع وحزب المؤتمر أمام رئاسة هادي
هادي الصبور لم يمس مراكز قرار المتمرد احمد علي بقرارات ومواقف حاسمة وإنما يستخدم معه النفس الطويلة ، هادي شكل قوات الحماية الخاصة به وبالرئاسة ولا زال مشردا خارج القصر ، ولن يعتبر حاكما فعليا على اليمن ويطيعه اليمنيين ألا إذا كان رئيسا وحاكما من داخل القصر دون هذا يعني المسألة تدور في فلك مظلم
والرئيس هادي مطالب باتخاذ مواقف نحو التمرد والمتمردين ومعاقبتهم وفقا للقانون ، فكل تمرد يقابل من طرف هادي بالصبر وصبره لا حدود له ، نحن لا نريد ان يدخل رئيسنا هادي موسوعة جينيس للأرقام القياسية كأطول الرجال صبرا بعد صبر النبي أيوب عليه السلام ، نريد رئيسا مبادرا وقويا
قرارات في المسار الصحيح ولو أنها على نهج وأسلوب سلفه في إتقان تحريك قطع الشطرنج المتشظي
شكرا للواء علي محسن الأحمر على مواقفه الوطنية الذي لم يخذلنا يوما بأي موقف لا يصب في مصلحة الوطن ونتضرع إلى الله في هذه الليالي المباركة لإلهام الرئيس هادي في اتخاذ قرارات تاريخية لا قرارات أثرية قرارات تذهب بقيصرنا هادي للقصر كرئيس حقيقي ... والعاقبة للمتقين وخواتم مباركة
في الأربعاء 08 أغسطس-آب 2012 10:13:32 م